حملات انتقاد وتكفير وسب تنصب على رئيس وزراء السنغال الأسبق إدريسا سك

أربعاء, 05/23/2018 - 04:13

قوبلت أمس بالانتقاد والتكفير، تصريحات أدلى بها قبل يومين إدريسا سك وهو رئيس حكومة سابق وزعيم حزب «ريومي» المعارض، وأكد فيها «أن القضية الفلسطينية هي في حقيقتها مجرد تنافس بين العرب واليهود وهم إخوة من أب واحد».
وأدلى السياسي إدريسا سك بهذه التصريحات في مؤتمر صحافي بالعاصمة السنغالية داكار، علّق فيه على التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة.
وانضم سك بتصريحاته لاتجاه موال لإسرائيل بدأ يظهر أخيراً على مستويات عدة في السنغال من ضمنه علاقات الرئيس ووزير الخارجية بالدولة العبرية، حيث أكد « اليهود هم شعب الله المختار، وأنهم عانوا كثيراً على مر التاريخ».
وفي سياق حديثه عن العلاقة بين المسلمين واليهود، قال سك: «إن الله لم يتكلم في القرآن عن لفظ (مكة) وإنما تكلم عن (بكة) التي تعني (البكاء أو المبكى)»، مضيفاً: «لماذا نتصور ونقر بأن الجهة التي تؤدى فيها شعائر الحج هي مكة المكرمة وليست بيت المقدس؟».
ولمّح سك إلى «أن بيت المقدس هو أعظم المقدسات الإسلامية»، قائلاً «لدي براهين دالة على المكان الصحيح الذي يجب أن تؤدى فيه شعائر الحج، غير أنني لن أبوح بذلك السر إلا إذا تصالح اليهود والفلسطينيون»، حسب قوله.
وأثارت تصريحات سك جدلاً كبيراً نظراً لمكانته السياسية حيث أنه من أبرز المرشحين لرئاسة السنغال في انتخابات 2019.
وقد قوبلت تصريحات سك بانتقادات واسعة من أوساط دينية وسياسية سنغالية، حيث اعتبرها وزير الشؤون الدينية السنغالي الأسبق محمدو بمب انجاي «تهافتا» و»ترديداً ببغاوياً لرواية صهيونية «. 
وأضاف انجاي «لم أكن لأتابع تهافتات إدريسا سك لو لم يكن يطمح للترشح لرئاسة الجمهورية، إذ لا ينبغي لمن يتطلع لتولي منصب رئيس الجمهورية أن يتلاعب بالأمور الخاصة بعقيدة المجتمع، ولا أن يستخف بالقضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية جوهرية».
وقال «من أكبر الأخطاء التي ارتكبها صاحبنا إدريس سك في تصريحاته قوله إن الله لم يتكلم في القرآن عن (مكة) وإنما عن (بكة)، وكأنه يجهل أو يتجاهل قوله تعالى في سورة الفتح، آية 24 : «وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم». وفي أكثر من آية تكلم المولى جل شأنه وعلا عن مكة المكرمة بألفاظ مختلفة غير أن المقصد كان دائما تلك البقعة المباركة في أرض الحجاز «. 
أما سيدي الأمين نياس المتحدر من أسرة نياس المعروفة بمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، ورئيس مجموعة «والفجر» الإعلامية السنغالية الخاصة، فقد اعتبر «أن تصريحات سك تخرجه من الإسلام، حيث قال أمس في مؤتمر صحافي مباشر على قناة «والفجر» تابعه الكثيرون «لقد أخرج إدريسا سك نفسه من الملة بتصريحاته الجاهلة للدين وللتاريخ». 
وهاجم الشيخ منصور مامون نياس رئيس حزب التجمع من أجل الشعب تصريحات إدريسا سك في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه، وقال «تحمل خرجة إدريس سك التشكيك في قبلة المسلمين وأماكن شعائرهم ساعيا بذلك الى الارتماء في أحضان اليهود وتبني أطروحاتهم القائمة على التزوير وطمس الحقائق وزعزعة العقائد ومحو التاريخ الإنساني والتشكيك في كلما هو يقيني وخاصة عند المسلمين».
«ففي الجانب العقدي، يقول، فإن قبلة المسلمين وأماكن شعائرهم ثابتة ثبوتا يقينيا حيث بينها الله في كتابه في أكثر من آية منها قوله تعالى «فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره».
وأضاف منصور في بيانه المعنون «فليخسأ كل من يوالي الصهاينة ويتبنى طرحهم المضلل»، قائلاً «التشكيك في القبلة إنكار ما يعلم من الدين ضرورة وما جاء في القرآن والأحاديث الصحيحة الصريحة وهو كفر بواح صاحبه مرتد خارج عن الملة والعياذ بالله تلزمه التوبة والرجوع إلى الإسلام».
وأكد «أن الأقصى هو ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى سيد الكونين ومكانته مما يعلم من الدين بالضرورة عند المسلمين وعلاقتهم به هي علاقة عقيدة ووحي لا تتعلق بأمور الدنيا ولا بالأوضاع المتغيرة، وقد احتلت القدس أكثر من سبع عشرة مرة عبر تاريخها وليس احتلالها في الوقت الحاضر إلا دورة من دورات التاريخ وسيدور التاريخ بإذن الله لتحرر القدس من جديد كما تحررت في السابق، وإن غداً لناظره لقريب».
وشدد نياس على أن « إدريسا سك بخرجته، استهان بعقول السنغاليين وأساء إلى مشاعرهم إساءة بالغة لا لأنه أحدهم ويتبنى أفكاراً منحرفة خارجة عن سياق عقيدتهم وتفكيرهم فحسب، بل لأنه أكثر من ذلك يصور نفسه علماً من أعلامهم وحارساً من حراس ثقافتهم وفكرهم وسياستهم، وليس تصريحه هذا إلا مشهداً من مشاهد حملته الانتخابية التي أطلقها قبل أوانها لاستدرار الدعم والتأييد من قوى أجنبية عدوة لعقيدة وفكر السنغاليين ولكن الشعب السنغالي هو من يختار قادته الذين يحملون همه ويعكسون إرادته ويعيشون واقعه، وأنى لهم أن تستدرجهم مثل هذه التصريحات البهلوانية المتعفنة».

القدس العربي