ملاحظات أخرى على لقاء الرئيس بالصحفيين

أربعاء, 05/06/2015 - 13:02

1- استفاد السيد الرئيس من عثرات اللقاء الماضي فبدى لبقا بشوشا مبتسما طوال الوقت وهي نقاط تحسب للرجل بعد جدل ضرب الطاولة وقطع البث والحوار المتشنج،

في اللقاء الماضي.

 

2- كان هذا اللقاء تاريخيا فهو على حد علمي أول لقاء صحفي يديره رئيس دولة طبعا،

 

لايجب أن نلوم الرئيس على مهاراته المتواضعة في إدارة اللقاء التي اتسمت بالصرامة العسكرية إذ ليست للسيد الرئيس خبرات صحفية ولايبدو أن هذا المجال يستهويه.

 

3- لأن الرئيس هو من يدير الحوار وفي قصره الرئاسي والصحفيون ضيوفه فقد انقلبت الآية فالصحافيون هم من بدى متوترا مرتبكا وبعضهم غالب تلعثمه وارتباكه الواضح وفشل في ذلك ولايلامون على ذلك لأنهم كانو في موقف الاستجواب وبدى كأنهم محل مسائلة.

 

4- أكاد أجزم بأنه في هذه المرة رسمت للصحفيين خطوط حمراء وطلب منهم عدم تجاوزها ولذلك شواهد عدة منها الصمت المطبق للزملاء لحظة حديث الرئيس ومقاطعته المتكررة لهم وعدم طرحهم لأسئلة المتابعة.

 

5- إحدى المعضلات التي واجهت الزملاء المحترمين في كل اللقاءات التي تابعناها؛ هي الإطناب في الأسئلة والإسترسال في الملاحظات والتعليقات الخارجة عن السياق ولذلك ضاع أغلب الوقت دون أسئلة حاسمة ولا أجوبة واضحة ومحددة.

 

6-على عكس اللقاء السابق حضرت اللغة الفرنسية وإن على خجل لكن اللغات الوطنية ظلت غائبة ولهذا الغياب دلالة سلبية فالبسطاء من الموريتانيين اللذين لايفهمون العربية أو الحسانية سيعتبرون أن الرئيس لايرغب في مخاطبتهم.

 

7- الوزراء الحاضرون بدو أشبه بالكومبارس واقتصرت وظيفتهم على الابتسام للسيد الرئيس ومجاراته إذا ضحك ولاأفهم حقيقة الدور المرسوم لهم في هذا المشهد.

 

8- استفادت التلفزة الموريتانية من الأخطاء التقنية القاتلة للقاء الماضي فبدت الصورة هذه المرة أفضل والخلفية أكثر تعبيرا وتم تأثيث الشاشة بالمعلومات وأسماء الصحفيين بطريقة الجرافيكس وهي لفتة جمالية نادرة من تلفزة حافلة بالمشاهد الرمادية.

 

9- تقريبا لم يكن هناك مهندس صوت وإلا لما ترك ضجيج نافورات القصر الرئاسي وأصوات زقزقة الطيور لتعلو صوت المتحاورين في اللقاء الرئاسي.

 

10- أعيد التأكيد على أن ( اللي ماه فالديكة أرجيل) وأن هذا اللقاء رغم الملاحظات سلوك ديمقرطي أصيل تفتقر إليه كافة الدول العربية دون استثناء ويعتبر خير دليل على حرية الرأي والتعبير في موريتانيا.

 

 عبد الله ولد سيديا