من الإعجاز العلمي: وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون ـ الجهاز التنفسي

أحد, 12/23/2018 - 02:28

إن الوظيفة الرئيسية للجهاز التنفسي هي توفير غاز الأوكسجين لكل خلية من خلايا الجسم ومن ثم تخليصها من غاز ثاني أكسيد الكربون التي تنتجه هذه الخلايا. والأكسجين عنصر ضروري لإنجاز عملية تحويل المواد الغذائية إلى طاقة تلزم لإجراء مختلف أنواع العمليات الحيوية التي تجري في داخل الخلايا أو ما يسمى بالحرق أو الهدم وينتج عن عملية النحويل هذه غاز ثاني أكسيد الكربون.

 

وتقوم مكونات الجهاز التنفسي المختلفة بأخذ الأوكسجين من الجو ومن ثم يتم إيصاله إلى خلايا الجسم من خلال الدم والذي يعود محملا بثاني أكسيد الكربون فيقوم الجهاز التنفسي بسحبه من الدم وطرده إلى الجو. وبما أن الجسم لا يمكنه أن يخزن الأوكسجين في داخله فإنه من الضروري تزويده بهذه العنصر الهام بشكل متواصل حيث أن انقطاع وصوله للجسم لمدة ثلاث دقائق في المتوسط يؤدي إلى موت الإنسان بينما يمكن أن يعيش الإنسان بدون طعام لعدة أسابيع وبدون ماء لعدة أيام.

وإلى جانب هذه الوظيفة الرئيسية يقوم الجهاز التنفسي بوظيفتين ثانويتين أولاهما استخدام الهواء الخارج من الرئتين لتوليد الأصوات من خلال مروره على الحبال الصوتية ومن ثم الفم والأنف وثانيها استخدام الهواء المستنشق المحمل بالمواد المتطايرة من مختلف المصادر للتعرف على روائحها من خلال مستقبلات الشم الموجودة في سقف الأنف. ن تتوفر له كمية هائلة من المعلومات أولا عن تركيب الهواء في الجو من حيث الغازات التي يحتويها ونسبة كل منها وثانيا عن تركيب خلايا الجسم وما تجري فيه من عمليات حيوية وما تحتاجه وما تنتجه من غازات. وعلى هذا المصمم أن يحسب بدقة بالغة كمية الأكسجين التي يحتاجها الجسم في كل ثانية وكذلك كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنتجه الخلايا وذلك ليحدد أبعاد مكونات جهاز التنفس الذي سيقوم بتصميمه بحيث يتمكن من تزويد الجسم بكمية الأكسجين التي سبق وأن قام بحسابها وكذلك الحال مع ثاني أكسيد الكربون.  

 

ولكي يتمكن هذا المصمم من حساب المساحة الداخلية لجدران الحويصلات الهوائية يلزمه معرفة الضغط الجزيئ للأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء الموجود في داخل الرئة وكذلك في الدم وذلك لكي يحدد معدل تبادل هذه الغازات بين الهواء والدم من خلال غشاء الخلايا المبطنة للحويصلات الهوائية.

وعلى المصمم هذا أن يقوم بتصميم أغشية خاصة بسماكة بالغة الدقة لجدران الحويصلات والشعيرات الدموية المحيطة بها بحيث يمكن للأكسجين وثاني أكسيد الكربون من اختراقها بسهولة وبمعدلات كافية. ولقد تمكن العلماء من قياس المساحة الداخلية لجدران الحويصلات الهوائية في الرئتين فوجودها تبلغ في المتوسط سبعين مترا مربعا ولو طلب من هولاء العلماء حساب هذه المساحة نظريا فإني على يقين من أنهم سيواجهون كثيرا من الصعوبات بسبب كثرة العوامل التي حددت هذه المساحة.

 

وإذا كان هذا هو الحال مع العلماء بما يملكون من عقول فكيف يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن تصميم الجهاز التنفسي بما فيه من تعقيد التركيب ومنتهى الكفاءة في الأداء قد تم بالصدفة! وسيكتشف القارئ وهو يقرأ عن مكونات الجهاز التنفسي أن في كل مكون من مكوناته معجزات بينات من حيث تصميم أجزاءه وكفاءتها العالية في القيام بالوظائف المنوطة بها وسيتيقن أنها صممت من قبل خالق لا حدود لعلمه وقدرته وهو القائل سبحانه" الذي أحسن كل شيئ خلقه". يتكون الجهاز التنفسي من ستة أجزاء رئيسية وهي الأنف والفم والبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية والرئتين وذلك للقيام بوظائفه الثلاث التي ذكرناها آنفا. فالأنف هو أول محطة من محطات الجهاز التنفسي وهو ذو تركيب بديع قد تم تصميمه بحيث يخدم الوظائف الثلاث للجهاز التنفسي. ويتكون الأنف (nose) في جزئه الظاهر أو الخارجي من فتحتين أو قناتين متجاورتين تسميان المنخاريين (nares) يوجد بينهما فاصل غضروفي يسمى الحاجز الأنفي أو الوتيرة (nasal septum) والذي يمتد حتى نهاية التجويف الأنفي. 

بتصرف للباحث الدكتور منصور العبادي أبو شريعة