كيف يحول اللباس والشكل بين فرنسا وأعدائها في مالي؟

خميس, 06/11/2015 - 08:48

يواجه الجنود الفرنسيون في شمال مالي مشكلة تحديد هوية العدو حين يكونون في مواجهة جهاديين ومتمردين ومهربين وسارقين في صحراء يقودون الشاحنات نفسها ويحملون الاسلحة نفسها، وفق تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.

 

فالرهان الاساسي للمجموعة الدولية من اتفاق السلام الذي وقعته في 15 مايو في باماكو الحكومة المالية وحلفاؤها، على ان يوقعه في 20 يونيو "التمرد" الذي يشكل الطوارق اكثريته الساحقة، هو العزل النهائي "للجهاديين" الذين حولوا شمال مالي قاعدة عمليات في 2012.

 

وفي كل منطقة ساحلية تنشط فيها، تحارب قوة برخان الفرنسية ما تسميه اختصارا "غات" اي "المجموعات الارهابية المسلحة"، لتمييزها عن "غاس" اي "المجموعات المسلحة الموقعة" للاتفاق والتي لم تعد من حيث المبدأ تطرح اي مشكلة.

ومن الصعب التمييز بين مقاتلي القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومتمردي الطوارق او عناصر العصابات ومهربي السجائر والمخدرات الذين دائما ما مارسوا القرصنة في المنطقة، اذا ما رصدوا من الجو او عبر المناظير او حتى من كثب.

 

فهم جميعا يستخدمون النوع نفسه من السيارات المحملة بالأكياس وصفائح المحروقات، ويلبسون الجلباب والعمامة نفسها ويسستخدمون بنادق الكلاشنيكوف.

وقال الليفتنانت كولونيل لوران، احد قادة العملية في المنطقة، "اننا لا نقوم بعملية برخان من اجل ان نتصدى للعصابات". واضاف "لذلك تكمن الصعوبة كلها في معرفة الجهة التي نقاتلها".

 

واضاف اثناء دورية غرب تومبوكتو (شمال غرب)، "واجهنا الى حد ما المشكلة نفسها في افغانستان". وقال ان "المجموعة الارهابية المسلحة اعتمدت استراتيجية تقضي بتجنبنا. وتتوافر لديها معلومات وافرة عن تحركاتنا، ويهربون منا".

 

وعندما ترصد الطائرات رشاشا منصوبا على منصة في الجهة الخلفية لسيارة بيك آب، يشكل ذلك مؤشرا. لكن منذ الحقت بهم مروحيات عملية سرفال هزيمة في كانون الثاني/يناير 2013، تكيف المقاتلون مع الاوضاع المستجدة.

 

وقال اللاجئ في قرية غوندام طالبي اغ حما "يتحركون الان ضمن مجموعات من شخصين او ثلاثة، على الدراجات النارية او سيرا". وهو رب عائلة من الطوارق امضى 2013 في موريتانيا ويتخوف من ان يحمله تفشي الاضطراب الامني على العودة اليها قريبا.

 

واضاف "لقد ادركوا ان الفرنسيين لا يتعاطون مع اللصوص. لذلك يكفي خلع الجلباب الاسلامي ولبس زي العصابات، للحصول على السلام. وهم في الواقع الرجال انفسهم".

 

ويدأب بعض المجموعات او العائلات، ولاسيما من الطوارق والعرب، على تغيير الانتماء والولاء بحسب توازن القوى.

وذكر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقرير الى مجلس الامن قبل شهرين، بأن عددا كبيرا من المواجهات في شمال مالي "تفسر بالصراع من اجل السيطرة على الطرق الاستراتيجية للتجارة والمخدرات".

 

وعلى الصعيد الميداني، يتبين من اللقاءات الصحافية في القواعد الفرنسية، ان المناطق التي يسيطر عليها عناصر معادية، في سفوح الجبال او بعيدا من المحاور الكبيرة، معروفة ومثبتة.

 ولاحظ لوران "انها تأخذ شكل حبات زيتون كبيرة، لكنها تتحرك باستمرار". ويدل على الخريطة الى قطاع شمال بحيرة فاغيبين. وقال "هنا على سبيل المثال، تتمركز كتيبة الفاروق" أحدى اكبر الكتائب المعروفة للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

 

ويتمثل التعقيد الاخر في المواجهات بين القوات الموالية للحكومة وتنسيقية حركات ازواد (تمرد يغلب عليه الطوارق).

واوضح الضابط ان "المواجهة بين مجموعات موالية لباماكو ومقاتلين" متمردين، "مسألة لا تعنينا"، الا اذا حصلت تجاوزات او هجمات على قواتنا. وقال "إذذاك، نرد. اما الامور الاخرى فحساسة...".

 

وفي تقرير صدر في 22 مايو، أخذت مجموعة الازمات الدولية للدراسات، على اتفاق السلام أنه لا يتيح "التمييز بين المجموعات السياسية-العسكرية والمجموعات الارهابية بسبب عدم التوصل الى وقف فعلي لاطلاق النار تنتظره القوات الدولية منذ فترة طويلة".

 

وذكرت المجموعة ان "استخدام السلاح يزيد على العكس من اواصر الصلات بين المجموعات السياسية-العسكرية من كل الاتجاهات وبين العناصر المتطرفة او الاجرامية، لان الفريق الاول يحتاج الى الثاني لمواجهة خصومه".

 

المصدر وكالات