أكثر من 20 ساعة.. أوقات عصيبة قبل إنقاذ طفل بو امديد (فيديو)

أحد, 07/31/2022 - 12:20

تمكنت طائرة عسكرية تابعة للجيش الموريتاني من إنهاء محنة الطفل أحمد ولد أحمدتو ولد هدي ومحنة أسرته، ومئات آلاف المتابعين داخل البلاد وخارجها، وذلك بعد أكثر ساعة من متابعة وضعية الطفل الجالس أعلى عمود أسمنتي وسط سيول تتدفق بقوة كبيرة.

 

وتأخر البدء في جهود الإنقاذ عدة ساعات بسبب انقطاع خدمات الاتصال عن المنطقة، قبل أن يتم إرسال سيارة إلى عاصمة الولاية لإبلاغ السلطات الإدارية.

 

واعتمد السكان في البداية على الأدوات والأساليب التقليدية غير أن المخاوف من السيول غير المسبوقة في المنطقة منذ فترة طويلة حدت من فاعلية هذه الوسائل.

 

ورغم وصول وحدات من الحماية المدنية، وأخرى عسكرية وأمنية إلى المنطقة، إلا أن الجهود التي قيم بها لم تنجح في إخراج الطفل الذي يوجد في منطقة تبعد نحو 700 كلم من العاصمة نواكشوط.

 

وانصبت جهود الساكنة، والجماهير التي تدفقت على المكان من القرى المجاورة خلال ساعات المساء على محاولة إيصال الغذاء للطفل، حيث لجأوا لرمي بعض التفاح في محيطه، ليتمكن من التقاط بعضها ليلة البارحة.

 

كما تناوبوا على الحديث معه بصوت مرتفع، وإثارة الأصوات المرتفعة في المحيط خشية أن يغلبه النوم خلال ساعات الليل، فتجرف السيول جسده النحيف، وتنهي حياته.

 

وطاف مقطع قصير من والده صفحات التواصل في موريتانيا وخارجها، وهو يخاطب الطفل بلقبه ويحثه على عدم النوم قائلا: "شبو لا تركد.. شبو لا تركد.. فالإنقاذ سيصل قريبا"، وتحول إلى هاشتاك لدى العديد من الصفحات.

.

كما تتالت النداءات من داخل البلاد وخارجها لإنقاذ الطفل العالق في عمق السيول، حيث تمكن من الصعود على حاجز إسمنتي خفف من خطر السيول.

 

وفشلت فرقة الإنقاذ التي وصلت المكان خلال ساعات المساء في إخراجه، وقال السكان إن قائدها كاد يغرق خلال المحاولة التي قامت بها الفرقة لإنقاذ الطفل.

 

وأصدرت وزارة الداخلية في وقت متأخر من ليلة البارحة بيانا قالت فيه إن طلائع فرق الإنقاذ وصلت المنطقة التي يوجد فيها الطفل، فيما ستصل بقيتها لاحقا، مؤكدة وجود لجنة رفيعة في حالة انعقاد دائم  لمتابعة الموضوع.

 

وناشدت أسرة الطفل في تصريح لوكالة الأخبار السلطات بإرسال طائرة لإنقاذ الطفل العالق وسط السيول.

 

وبعد أكثر من 20 ساعة، تمكنت طائرة عسكرية تابعة للجيش الموريتاني من انتشاله من أعلى السد، لتنهي بسلام مأساة منعت النوم من أعين كثيرين في مناطق مختلفة من العالم.

 

وغرد الرئيس محمد ولد الغزواني مبشرا بنهاية المأساة، وبإنقاذ حياة الطفل، وبارك لأسرته وللشعب، كما وجه التحية لفرق الإنقاذ وللسلطات المشرفة على عملية الإنقاذ.