حكومة الظل الموريتانية

خميس, 02/11/2016 - 11:54

المعارضه الحديثة فى الدول الديمقراطيه على درجة كبيره من التنظيم لأن معارضة اليوم يمكن ان تصبح حكومة الغد ، وينبغي ان تكون جاهزة لتولى السلطة فى اى وقت وان يكون لديها برنامج الحكم البديل الذى يجد فيه الناخبون تطلعاتهم فى حال سقوط الحكومة.

ويعبر النظام البريطانى عن هذه الفكرة بتعبير أخاذ يبين مدى تكامل وأهمية المعارضة والحكومة فى النظام السياسى للدولة ، فالحكومة هناك تسمى رسميا حكومة جلالة الملكة ، وتسمى المعارضة أيضا معارضة صاحبة الجلالة ويتمثل دورها فى أن تعارض مخلصة باسم التاج ما تقوم به الأغلبية من تصرفات باسم التاج أيضاْ.

ووفقا لما سبق يمكن القول بأن حكومة الظل هى حكومة غير رسمية تتكون من ذوى الخبرات وتناظر فى العدد والتشكيل الحكومة الرسمية وتقوم بعدة وظائف في اطار العملية السياسية الديمقراطية منها تدارك اخطاء الحكومة وتقديم حكومة بديله وكشف افضل الحلول واشراك المعارضين فى الحكم ومقاومة النزعات الدكتاتوريه للقائمين على السلطة.

وفي الديمقراطية الموريتانية لم يرق تفكير المعارضة بعد إلى هذا النوع من الممارسة بل إننا لا نكاد نرى لها برامج بديلة ورؤى مخالفة لما تقوم به الحكومة على المدى القريب ولا المتوسط ولا البعيد أحرى أن تقوم بتشكيل حكومة كفاءات موازية تقيم وتنتقد عمل السلطة وتقترح له الحلول والبدائل. وتبدو الأحزاب المعارضة في بلادنا أشبه بمجوعة من النقابات يقتصر عملها على جملة من المطالب التي تتغير بتغير الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية ولا يعرف الناخبون لها أي برامج اقتصادية ولا سياسية ولا اجتماعية إذا ما وصلت يوما ما إلى السلطة.

إلا أن هذا لا يعني أننا لا نتوفر على حكومة موازية في موريتانيا لكنها حكومة ظل من نوع آخر غير معهود في الديمقراطيات الحديثة ولا القديمة. تتشكل حكومة الظل الموريتانية من الأغلبية الحاكمة وتضم شخصيات نافذة ومؤثرة يمكن أن تكون على رأس عملها في وظائف سامية أو أن تكون قد تقاعدت رسميا من تلك الوظائف لكنها لم تتقاعد عن العمل من وراء الكواليس كما يمكن أن تكون خارج الإطار الوظيفي لكنها تنشط من داخل الإطار القبلي والجهوي والحزبي.

وبدل أن تعمل هذه الحكومة الموازية على شد عضد زميلتها التي تتولى السلطة وإرشادها إلى اتخاذ القرارات الصائبة فإن دورها يبدو عكس ذلك تماما وتسعى إلى عرقلة ما يتخذ من قرارات لا ترى فيها مصلحلة ذاتية لأفرادها ولا تخدم أهدافهم وأطماعهم الشخصية. وأقرب مثال ذلك ما قام به أفراد نافذون من حكومة الظل الموريتانية من عرقلة قرارات الحكومة الممارسة المتعلقة بسفر مجموعة من الأطفال كان يفترض أن تمثل مدرسة ابتدائة في بطولة للمدارس العربية في العاصمة القطرية.

فقد أعطت الوزارة الأولى أوامرها بأن يسمح للفريق بالسفر وكتبت وزارة التهذيب الوطني لوزارة الداخلية طالبة الإسراع باستصدار جوازات الفريق وأعطت الأخيرة أوامرها للحالة المدنية .

 

دداه عبد الله