“الآمش” قصة طائفة أمريكية تعيش حياة شبيهة بقواعد الإسلام

أربعاء, 04/27/2016 - 14:07

تشتهر بعض الدول الأجنبية خاصة بالتحضر و التقدم الذي تصدره إلى باقي المجتمعات في العالم، غير أن حقيقة بعض مكنونات الدول المتقدمة لا يعرفها إلا القليل، فلا تعلم الدول النامية أن في مناطق محددة مثلا من أمريكا تعيش مجتمعات بعيدة كل البعد عن تطور الزمن حتى لو كان داخل الحضارة الأمريكية و في قلب التكنولوجيا و التنافس المادي.

من هم الآمش ؟ و هذه هي الحقيقة التي تعيشها طائفة الآمش التي اختارت طريقا مخالفا للحياة الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي ما زالت على خطى أسلافها منذ حوالي 300 سنة عندما هاجروا إلى أمريكا خوفا من الاضطهاد الديني في أوروبا. و الآمش هي طائفة مسيحية بروتستانتية منشقة من طائفة المينونايت ” Mennonite “، و حصل ذلك بعد أن اعتبر مؤسسها جيكوب أمان أن المينونايت بدؤوا يتهاونون في القيام بتعاليمهم الأصلية. و تعيش هذه الطائفة في ولاية بنسلفانيا في شمال شرق أمريكا.

أين يعيشون؟ كان يعيش في هذه المستوطنة 30 ألف فرد من الطائفة، التي سبقهم إليها أجدادهم في إطار موجات الهجرة إلى أمريكا في بداية القرن 18 من عدة مناطق من جنوب  ألمانيا و شمال سويسرا هربا من الحروب الدينية و الفقر و الاضطهاد الديني. أم الآن فينتشر حوالي 250 ألف من الآمش في 28 ولاية أمريكية بالإضافة إلى كندا، إلا أنهم متواجدون بكثرة في بنسلفانيا و أوهايو، و لم يبقى منهم أحد في أوروبا. يتحدث الآمش لغة “بنسلفانيا دوتش” و هي اللهجة القديمة التي تعود أصولها لألمانيا و التي حافظوا عليها منذ هجرتهم قبل مئات السنين، لكن أغلبهم يتحدثون اللغة الإنجليزية كذلك.

 

ما هي طقوسهم الدينية؟ لا يؤمن الآمش بتعميد الطفل رغما عنه، حيث أن خيار الدين المسيحي يكون لديهم خيارا واعيا يحدده الشخص في سن بين 16 و 25 عام، لذلك فهم لا يعتبرون أبنائهم على ديانة الآمش حتى يتم تعميدهم، كما أن التعميد شرط من شروط الزواج، و هذا الأخير لا يسمح به إلا داخل الطائفة. أما خيار التعميد أو ترك الطائفة فهو خيار صعب بالنسبة للشباب و لكنه مسموح للمراهق بترك مجتمعه و تجربة الحياة الحديثة في العالم الآخر بشكل مؤقت قبل التعميد، و تسمى هذه المرحلة ” Rumspringa “. و تبدأ مرحلة الرومسبرينجا بين سن 14 و 16 ، حيث لوحظ مراهقين يستعملون عربات الآمش و الهواتف الخلوية التي تعتبر محرمة على آبائهم، كما أنها فترة يستخدمها بعض المراهقين منهم لتجريب الكحول و المخدرات و حتى النوادي الليلية. و الغريب في الأمر أن حوالي 80 إلى 90 بالمائة من الشباب الآمش يختارون قرار العودة إلى مجتمعاتهم و التعميد، حتى يبدأ حياته في كنيسة الآمش، و ذلك لأن حياة الآمش رغم أنها بسيطة و بدائية إلى أنها سعيدة، عكس ما تقدمه الحياة الحديثة من تطور لا يضمن السعادة أبدا.

 

ملابس الآمش و لأن الآمش يعتمدون التواضع في حياتهم اليومية، فإن النساء ترتدي فساتين طويلة ساترة بلون واحد، و لا تحتوي على أي رسومات، كما يضعون منديلا على رؤوسهن لأن تغطية الرأس شرط من شروط الصلاة للنساء الآمش ، و لأنها تصلي في أنحاء النهار فهي ملزمة بتغطية رأسها دائما. أما الرجال فيرتدون قبعات سوداء في الشتاء و قبعات من القش في الصيف ، ولا تحتوي ستراتهم على أزرار لأنها دليل في أوروبا على الثراء و الفخر.

بخصوص العلاقات، فإن الشباب يتوعدون مع الفتيات في حدود بهدف الزواج، لكن العلاقة الجنسية خارج نطاق الزواج من المحرمات، كما أن الزواج يجب أن يكون لديهم بالاختيار و ليس من تدبير الأهل كما تعتمد الكثير من المجتمعات المحافظة. و لا يقيم الآمش صلواتهم في الكنائس بل في بيوت بعضهم البعض بالدور كل أحد، و يعتقدون أن تخصيص مبان للعبادة هي مضيعة للمال و الأراضي إضافة إلى أنهم يرحمون الموسيقى و يعتمدون التسامح.