"السبحة الموريتانية".. عبادة وتجارة ومنافع أخرى

أحد, 06/19/2016 - 04:50

يحرص الموريتانيون على اقتناء السبح في شهر رمضان، واهدائها لأقاربهم ووضعها في المساجد والمكتبات والحافلات، لنيل أجر كل من استخدمها للتقرب من الله والتماس رحمته ومغفرته، بينما يتنافس الشباب على شراء السبح الأنيقة، لأنها تضيف نفحة روحانية خلال أيام الصوم.

وفي رمضان، لا تفارق حبات السبح أصابع الموريتانيين، ولهم في ذلك طقوس خاصة، فمنهم من يباشر بالتسبيح والحمد والتهليل والاستغفار بعد كل صلاة، وآخرون يجتمعون في مجالس الذكر التي يتم إحياؤها في بيوت العلماء والشيوخ لقراءة الأوراد والتسبيح بشكل جماعي.

 

 

هدية ومنافع أخرى
يهدي الموريتانيون في الأيام الأولى من رمضان السبح للوالدين والأقارب، كتقليد اجتماعي أصيل. وقد ساعد تطور صناعة السبح وانتشار موضة السبح الأنيقة في زيادة إقبال الشباب والفتيات عليها.

وتروي العالية بنت التجاني، وهي موظفة مولعة بالسبح وتملك أنواعاً مختلفة منها، أنها تفضل السبح ذات اللون الواحد المزينة بنقوش الفضة والعقيق الإفريقي.

وتشير التجاني إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على السبح، كنوع من الوجاهة والأناقة، وتضيف "منذ أن دخلت السبحة عالم الموضة وأصبح هناك تغيير مستمر بخاماتها وأشكالها، ارتفع الإقبال عليها.. فهي بالنسبة للشباب رمز ديني يحمل نفحة روحانية خلال رمضان، وبالنسبة للفتيات إكسسوار وقيمة جميلة يمكن ارتداؤها أثناء الخروج واستخدمها كسبحة أثناء الدعاء".

وتشير إلى أن غالبية الموريتانيين يفضلون استخدام السبح الكبيرة "99 حبة"، ذات الأحجار المتوسطة الحجم، أما السبحة الصغير "33 حبة" فتفضلها الفتيات والسيدات. 

وتضيف أن بعض ربات البيوت يستخدمن السبح كعلاج من القلق أو لدرء العين والسحر، وأخريات يحتفظن بالسبح العملاقة، التي يبلغ طول الواحدة منها مترين، في خزائن خاصة داخل البيت أو يعلقنها على الحائط.

 

أذواق مختلفة
تشهد مبيعات السبح حالة رواج غير عادية في موريتانيا خلال شهر رمضان، ويعتبر التاجر محمد الشيخ ولد العربي، أن شهر رمضان والأعياد الدينية هي ذروة موسم السبحة في موريتانيا، فالجميع يقبل على اقتنائها.

ويقول "هناك أشكال وألوان وأحجام متعددة للسبحة، وأذواق الناس تختلف، لكن السوق يعرض أنواع مختلفة ما بين السبح المحلية والمستوردة من الصين وتركيا ومصر وسورية والسعودية ودول جنوب شرق آسيا".

وعما يميز السبح الموريتانية، يقول التاجر "للسبح في موريتانيا تاريخ طويل، وهي تتميز باستعمال العقيق الإفريقي والعربي، ورغم أن خاماتها بسيطة حيث إن أغلبها مصنوع من الخرز والمنحوتات الخشبية والفضة، إلا أنها استطاعت أن تفرض نفسها في أسواق دول غرب إفريقيا".

ويشير ولد العربي إلى أن بعض التجار أغرقوا السوق بالسبح الصينية، التي تباع بأسعار جدّ متدنية، لكنها تخلو من الفن والمهارة، ويضيف "السبح اليدوية رمز وقيمة وتراث يجب المحافظ عليه، فالسياح يسألون عن السبح الأصيلة لأنهم يعرفون قيمتها.. لذلك من الضروري الاهتمام بهذه الصناعة ودعمها".

وعن أنواع السبح الأكثر مبيعا في موريتانيا، يقول ولد العربي "الغالبية تفضل السبح ذات الشكل الكلاسيكي بحبات كبيرة ولون واحد، وهناك من يفضل تصغير حجم الحبة وإضافة نقوش عليها، أما الفتيات فيطلبن عادة السبح المنحوتة من الخشب والمزينة بالمجوهرات، أو السبح ذات الألوان الباهرة، فيما تفضل السيدات السبح الأنيقة ذات اللون الواحد.

وعن النوعيات الجديدة في الأسواق، يقول التاجر "يطلق الباعة المتخصصين في بيع السبح من حين لآخر، نوعيات جديدة تفنن الصناع المحليون في صنعها أو تم استيرادها من دول خارجية، غير أن أكثر الصرعات نجاحا هي التي تتمتع بدقة النقوش وجودة الخامة".

 

المصدر