العمل الصيفي يغري شباب وطلاب موريتانيا

أحد, 07/31/2016 - 01:36

يغتنم شباب موريتانيا فترة العطلة الصيفية للعمل وكسب بعض المال ومساعدة أهاليهم في مصاريف بداية العام الدراسي، وما أن تغلق الجامعات والمدارس أبوابها حتى يبدأ الشباب في البحث عن عمل بشتى الطرق والأساليب وفي أي مجال.

وتختلف دوافعهم في تفضيل العمل على الاستمتاع بالعطلة الصيفية، وإن كانت الأغلبية تفضل العمل لتحصيل أموال تعينهم على مجابهة مصاريف الدراسة في العام المقبل، فإن آخرين يفضلون العمل على الاستسلام للروتيني اليومي في البيت مدفوعين بالرغبة في اكتشاف الجديد واختبار سوق العمل. وفي كثير من الحالات يغري العمل الصيفي الطالب ويفتح أمامه آفاقا جديدة فيتحول العمل المؤقت إلى عمل دائم.

وهناك مهن وحرف كثيرة تستقطب شبانا وفتيات في العطلة الصيفية كباعة ومشرفين في المتاجر والمطاعم، وعمال في مقاهي الإنترنت، ومساعدين في أعمال السمسرة والتجارة الحرة، وحلاقين وحراس أمن، ومندوبي مبيعات، وحتى في الحدادة والنجارة والخياطة.

وتتفاوت الأجور التي يتقاضاها الشباب مقابل عملهم في العطلة الصيفية، ورغم أنها تكون متدنية غالباً، إلا أنها تفي بالغرض وتكفي لمواجهة مصاريف بداية العام الدراسي.

ويقول عبد الرحمن ولد بيداه (21 عاما) طالب جامعي في السنة الرابعة تخصص هندسة كمبيوتر لـ"العربي الجديد": "ما إن انتهت الاختبارات حتى توجهت إلى مقهى الإنترنت الذي كنت أعمل فيه العام الماضي، وطلبت من مالكه توظيفي خلال العطلة الصيفية فقبل على الفور، والآن أنا أعمل كتقني لصيانة الأجهزة وأدير المحل... ولأن عملي قريب من ميدان دراستي، فإن استفادتي كبيرة لأنني أحضّر أبحاثا ودراسات للعام القادم من مكان عملي، كما أنني أطلع على جديد عالم التقنيات الحديثة، إضافة إلى استفادتي المالية المهمة".

أما محمد ابراهيم ولد المختار (20 عاما) طالب في السنة الثانية اقتصاد، فحاجته الملحة للمال دفعته إلى امتهان عدة أعمال وحرف في كل عطلة صيفية، يوضح لـ"العربي الجديد" أن "العمل في فصل الصيف ليس شيئاً جديداً بالنسبة لي، فأنا أعمل في الإجازات منذ أن كنت في مستوى التعليم الإعدادي، وأتقنت عدة حرف كالنجارة والحدادة، وعند انتقالي إلى الجامعة عملت حتى في أوقات الدراسة لأن الحضور لم يكن ضرورياً لكل المواد المقررة، عكس التعليم الإعدادي والثانوي".
 

وأضاف "تمكنت من التوفيق بين دراستي وعملي، فأنا الآن في السنة الثانية اقتصاد وأعمل مشرفاً على مطعم للوجبات السريعة" لافتاً إلى أن "ظروفي العائلية كانت السبب في عملي لأني اضطررت لمساعدة أبي في تغطية مصاريف العائلة، ورغم ذلك فأنا سعيد لأني بدأت أحس المسؤولية وأعتمد على نفسي".

وهناك من لم يستطع تفويت العطلة الصيفية دون الظفر بإجازة ولو قصيرة، مثل سعاد بنت محمد السالم (21 عاما)، سنة ثالثة أدب إنكليزي، التي اختارت العمل مع قضاء إجازة قصيرة في نهاية شهر أغسطس/آب.

وتعمل سعاد بائعة في مكتبة، وتنوي تخصيص القسم الباقي من إجازتها للسفر مع عائلتها. وتقول لـ"العربي الجديد": "هذه أول مرة أعمل في العطلة الصيفية، ورغم ذلك فأنا جد سعيدة بعملي، ولا أعتبر أنني أضيّع عليّ إجازتي بل العكس، ففي العام الماضي شعرت بفراغ كبير وتمنيت لو تمضي الأيام بسرعة كي أتخلص من حالة الملل والضجر التي عشتها... والآن أنا أستغل فرصة الصيف في العمل بمكتبة، مما يتيح لي توفير بعض المال ومطالعة الكتب، خصوصا أنني مولعة بقراءة الروايات والقصص الإنكليزية".

بدوره، يعتبر الباحث الاجتماعي محمد أحمد ولد أعل أن العمل الصيفي أصبح ظاهرة في أوساط الشباب الراغب في الاستفادة من العطلة الصيفية بشكل مختلف، واختبار سوق العمل، والاحتكاك بالناس. ويضيف لـ"العربي الجديد" إن "عددا كبيرا من الشباب يقبلون على العمل في جميع القطاعات والمهن والحرف دون مركب نقص، ويعتبرون العمل أفضل من البقاء عالة على الأهل".

ويرى الباحث أن العمل المبكر له فوائد كثيرة خاصة لشباب موريتانيا الذي يقبل على الزواج في سن مبكرة بعد الدراسة، أو أحياناً كثيرة قبل الحصول على الشهادة الجامعية، إذ إن العمل في الصيف يساعد الشباب على تطوير شخصيتهم والاعتماد على أنفسهم، ويمهد الطريق أمامهم في مستقبل الحياة العملية.

العربي الجديد