مزارعو اترارزة يهددون باللجوء للشركاء الدوليين

ثلاثاء, 08/23/2016 - 12:44

هددت النقابات الزراعية في ولاية اترارزة باللجوء إلى شركاء موريتانيا الدوليين في مجال التنمية لوضعهم في ما أسموه "الصورة المنهارة للقطاع، وحثهم على التدخل لدى الحكومة، للعمل على إنقاذ هذا القطاع".

 

وقال المزارعون في بيان وزّع على هامش مؤتمر صحفي عقدوه مساء اليوم الاثنين 22ـ08ـ2016 بمنزل المزارع الشاب الحسن ولد الطالب، إنهم بصدد القيام بسلسلة من النشاطات الاحتجاجية تسعى إلى مواجهة "انهيار القطاع الزراعي"، حسب تعبير البيان.

 

وهذا نص البيان الكامل:

 

الجمهورية الإسلامية الموريتانية

النقابات الزراعية

 

بيان

إن النقابات الزراعية، تعبر عن فزعها من استمرار تجاهل الحكومة، لانهيار محصول الأرز الوطني، والتقلص الحاد في المساحات الزراعية، في غفلة من الرأي العام الوطني، ومن شركاء البلاد في التنمية، برغم الآثار المدمرة لهذا الانهيار، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

فموريتانيا التي أنتجت خلال السنة الزراعية 2014 ـ 2015 نحو 293.000 طن من الأرز الخام حسب الأرقام الرسمية، قيمتها نحو 30.000.000.000 أوقية بأسعار تلك السنة، وزرعت نحو 57.000 هكتار خلال السنة ذاتها، لم تنتج السنة الزراعية المنتهية 2015 ـ 2016 إلا نحو ثلث هذه الكمية. كما أنها لم تزرع إلا نحو ثلث تلك المساحة.

وكان هذا الانهيار المأساوي الحاد في الزراعة، خلال عام واحد، عائدا إلى عاملين أساسيين، أولهما استمرار تجاهل الحكومة لانهيار أسعار الأرز الخام، بسبب تنصلها المفاجئ، من مسؤوليتها اتجاه هذا المحصول الوطني الاستراتيجي. أما الثاني فهو عراقيل صندوق الإيداع، التي جعلت القطاع من الناحية العملية، من دون مؤسسة للتمويل.

وإدراكا منها لمسؤوليتها، اتجاه المزارعين، الذين دفع الكثيرون منهم إلى هجر القطاع، وترك آخرون تحت نير ديون الخسارات المتراكمة، فإن النقابات الزراعية، قررت البدء في حملة احتجاجية متكاملة، في محاولة للاستعانة بالرأي العام، بغية حمل الحكومة على التحرك لوقف الانهيار المتسارع لهذا القطاع.

وتتألف الحملة من أربعة مراحل، يتم تقييم مدى تجاوب الحكومة بعد تنفيذ كل منها، وقبل الانتقال إلى المرحلة التالية:

المرحلة الأولى:  يتم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مباني الولاية في روصو، كما يتم الاتصال بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لشرح الواقع المزري للقطاع.

المرحلة الثانية: الاتصال بالطبقة السياسية، من برلمانيين، وأحزاب سياسية، لحثها على تحمل مسؤوليتها، في العمل على إنقاذ هذا القطاع الاستراتيجي.

المرحلة الثالثة: الاتصال بشركاء موريتانيا الدوليين، في مجال التنمية، لوضعهم في الصورة المنهارة للقطاع، وحثهم على التدخل لدى الحكومة، للعمل على إنقاذ هذا القطاع، الذي يعتبر أولوية على المستويين، الدولي والإقليمي. وكان أولوية على المستوى الوطني إلى ما قبل سنة واحدة.

المرحلة الرابعة: القيام بمسيرات احتجاج، واعتصامات، في روصو ونواكشوط، للفت الانتباه، إلى المأساة التي يعيشها عشرات الآلاف من المزارعين على الضفة.

 

وفي الأخير، تؤكد النقابات أنها ستبقى في كل مرحلة، منفتحة على أية بادرة حسن نية جدية من جانب الحكومة، وأنها لا تبحث عن إحراج الحكومة، وإنما عن حملها على تغيير سياسات زراعية، تزيد استنزاف موارد البلاد، في حمى الاستيراد من الخارج، وقد أثبتت فشلها على مدى عامل كامل من الانهيار المتواصل للقطاع.

 

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.