الموريتانيون في السعودية .. شوق إلى الديار ومحافظة على التقاليد

جمعة, 10/07/2016 - 16:45

جوارهم للبيت الحرام في مكة المكرمة وإقامتهم في مدينة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، وترددهم على تلك المشاعر المقدسة وما شهدت عليه من عصر الرسالات السالفة، كل ذلك لم ينسهم وطنا يبعد عنهم آلاف الأميال، وطن ه يطل على ضفة الأطلسي اسمه موريتانيا تقدر جاليته في المملكة العربية السعودية ب20 ألف نسمة حسب الإحصاءات الرسمية.

وسواء كانت هجرة الموريتانيين إلى السعودية بدافع البحث عن عمل كما هو حال هجرة معظم الشباب إلى الخارج، أو كانت شوقا إلى مجاورة الديار المقدسة، أو كانت الدوافع لأهداف أخرى سنذكرها في مواضيع مستقلة، فإن القاسم المشترك بين الجميع هو المحافظة على تقاليد موريتانيا في الملابس والوجبات والشاي.

فالملحفة الموريتانية فرضت بنات موريتانيا أن تكون حاضرة في أسواق "جدة" و"مكة" و"المدينة" وذلك أن المرأة الموريتانية حتى ولو فرضت عليها الظروف "العباءة" فإنها لا تستطيع أن تخلع ملحفتها تحت أي ظرف من الظروف، والرجل الموريتاني متمسك بدراعته في المناسبات الاجتماعية لا يرتدي الشماغ ولا العقال إلا في حالات نادرة.

المهاجرون الموريتانيون هنالك فضلوا وجباتهم الأصلية "تيبوجَنْ" و"مافَه" و"مارو صوص" على الوجبات التي تبهر الخليج وساكنته ويكثر عليها الطلب من قبل السعوديين مثل دجاج "البيك" ودجاج "كنتاكي" ودجاج "بروست" حتى أن بعض الشباب الهاربين من ضوضاء المدينة يصنعون عشاء من عصائد "العيْشْ الصالح" و"باسي" ويضعونه في الأقداح للضيوف في مشهد يذكرك بتلال "إكيدي" وسهول "آفطوط" وهضاب "لعصابه" و"ظهر النعمه" وكُدى "آدرار".

لِـبَـيْله.. رحلة استجمام:

"لبيلة" و"الخيمه" مصطلحات يعرفها الموريتانيون القاطنون في مكة، هي مناطق على مشارف مكة للاستجمام والراحة يهرب إليها الشباب الموريتانيون يلتقون عندها للراحة وتبادل الأخبار ولعب الورق و"السيك" نظيرها في العاصمة الموريتانية "شارع مسعود" و"شارع عزيز" فلبن النوق يباع على تلك البطاح بشكل وافر، في جو يقطع صمته بنغمات هادئة من الفنان السدوم ولد أيده وديمي منت آبه والنعمه منت الشويخ، وحكايات من عيون "لغن" الحساني والتبراع.

يتنافس الشباب في ضيافة كل موريتاني وافد يصاحبونه إلى رحلات الاستجمام ويتمتعون بنسائم الغروب الهادئة والقادمة من أعماق البحر الأحمر في جو يذكرك بالوطن الحبيب وبدوه الرحل، خاصة عندما ترى رعاة الإبل يسوقونها ويسوِّقون ألبانها للسائحين.

لعبة العيدان السبعة المعروفة شعبيا ب"السيك" هواية عند النساء والرجال  وهي أشهر ما يتنافس فيه الموريتانيين الخارجين من المدينة تكثر هذه اللعبة عند النسوان الموريتانيات المقيمات في السعودية، أما الرجال فيتنافسون في لعبة "ظامت" و"مرياس".

ينسيك ذلك الجو أنك غريب أوطان كيف وأنت ترى كؤوس الشاي الأحمر تقرع بين يديك فتحتسيها وترتغي لبن النوق لمدة ليلة كاملة قبل أن تعود إلى الحرمين الشريفين تستمتع بآثار الشمائل النبوية.

المصدر: الشروق ميديا