في ذكرى رحيل العالم الجليل الداعية الشيخ عبد الحميد كشك

ثلاثاء, 12/06/2016 - 16:20

في شبراخيت بمحافظة البحيرة بـ 10 مارس 1933، ولد الداعية الشيخ عبدالحميد كشك، أحد أشهر خطباء المنابر القرن العشرين في مصر، صاحب أكثر من 100 كتاب في الفكر الإسلامي، والخطاب النقدي اللاذع الذي تناول به فنانين ورجال سياسة ورؤساء على رأسهم «السادات»، والذي لقب بـفارس المنابر، حيث له أكثر من 2000 خطبة مسجلة.

حفظ القرآن وهو دون العاشرة وكان مبصراً إلى أن بلغت سنه الثالثة عشرة ففقد إحدى عينيه، وفي سن السابعة عشرة، فقد العين الأخرى، والتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، وحصل على الثانوية الأزهرية، وترتيبه الأول على الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته، وعين كشك معيداً بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة في 1957، لكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب، رغب بعدها في البعد عن التدريس في الجامعة، حيث كان يحب خطب المنابر، ويذكر عنه أنه حينما كان في الـ 12 من عمره، ارتقى منبر المسجد في قريته وخطب في الناس عندما تغيب خطيب المسجد، وفي هذه الخطبة طالب بالمساواة والتراحم بين الناس، وطالب بالدواء والكساء لأبناء القرية، الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله بعد تخرجه من كلية أصول الدين.

بعد تركه التدريس في الأزهر، عمل إماما وخطيباً بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مسجد منوفي بالشرابية أيضاً، وفي 1962 تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة، بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، وظل يخطب في هذا المسجد قرابة الـ 20 سنة، وقد تعرض للاعتقال في 1965 لعامين ونصف، تنقل خلالها بين معتقلات طرة وأبوزعبل والقلعة والسجن الحربي ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة، وفي 1972 بدأ يكثف خطبه ومنذ 1976 بدأت مرحلة صدامه بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد، حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام.

كما أخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة، وألقى القبض عليه في 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس السادات، بعد هجوم «السادات» عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981 ثم أفرج عنه في 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه، كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس فعكف على التأليف إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 6 ديسمبر 1996.