وثيقة مسربة قديمة يطلب فيها محمد بن زايد من الأمريكيين ضرب مكتب «الجزيرة»

أربعاء, 06/28/2017 - 02:34

قال فيها إن السعوديين والقطريين «يتشاركون الجذور الوهابية نفسها» وإن بشار الأسد «يحاول أن يفعل الصواب»

 

لندن ـ «القدس العربي»: ضمن سياقات الأزمة التي تحتدم حالياً مع تشديد حصار دول خليجية على قطر، كشف مراقبون ومعلقون سياسيون أن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عمل على مدار سنوات على توطيد علاقاته بصناع قرار متعددين في العالم، وتقديم نفسه على أنه الرجل القوي الذي يمكن أن يحارب الإرهاب والتيارات الإسلامية المتشددة.
وأعاد مغردون ونشطاء سياسيون وتقارير إخبارية نشر وثيقة مسربة عبر «ويكيليكس» فيها تفاصيل حوار دار في كانون الثاني/ يناير 2003، قبيل الغزو الأمريكي للعراق، بين محمد بن زايد، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة حينها، والدبلوماسي الأمريكي ريتشارد هاس، حيث انعقد لقاء بينهما قبل شهرين تماماً من الغزو الأمريكي للعراق. ونقل محمد بن زايد في هذا اللقاء، للدبلوماسي الأمريكي معلومات عن وضع العراق، وعن الشائعات التي تدور في بغداد، وعن كيفية احتواء الرأي العام العربي، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة عليها أن تضغط على قطر من أجل كبح جماح تغطية «الجزيرة». بل إن بن زايد نصح الأمريكيين بألا يصطحبوا أي صحافيين في موجة الهجوم الأولى كي لا تثير مشاهد الضحايا المدنيين ردود أفعال عربية غاضبة، ولم ينصح بن زايد هنا بتجنب قصف المدنيين، لكنه نصح بألا يظهر ذلك أمام الناس.
ونقلت الوثيقة أيضاً ما قاله بن زايد عن لقاء جمع بين الشيخ زايد آل نهيان، والأمير القطري حمد بن خليفة، والذي أعرب عن استيائه من طلب سابق لمحمد بن زايد، خلال الحرب الأمريكية على أفغانستان، من الجنرال تومي فرانك، بقصف مقر الجزيرة. وحسب الوثيقة فإن بن زايد نقل ضاحكاً رد والده على الشيخ حمد «هل يمكنك أن تلومه على ذلك؟».
في مقابل الرغبة في إبعاد «الجزيرة»، يدير محمد بن زايد شبكة إعلامية ضخمة، من الصحافيين المعروفين الذين يعملون لتنفيذ أجندته، ومن بينهم الكثير من الإعلاميين السعوديين الذين يسميهم الناس «خلية الإمارات».
وفي الوثيقة ذاتها التي نشرتها ويكيليكس كشف بن زايد عن رؤيته لبعض الأطراف في المنطقة، فإيران حسب قوله ستصبح أكثر ديمقراطية مع مرور الوقت، أما بشار الأسد فهو رجل يحاول فعل الصواب، وفي حال غيابه «سيملأ الأشرار الفراغ»، وكان ذلك قبل 8 سنوات من الربيع العربي.
الوثيقة مليئة بالتصريحات المعبرة بشدة عن قناعات محمد بن زايد. فمثلاً قلل الرجل من أهمية التوترات القطرية – السعودية في تلك الفترة، قائلاً إن البلدين يتشاركان الجذور الوهابية نفسها، وإن العلاقات السعودية الإماراتية أكثر تعقيداً، مشيراً إلى الخلاف حول حقل الشيبة النفطي الحدودي.