احمدو ولد عبد القادر الشاعر الثائر

أحد, 07/23/2017 - 12:12

المولد والنشأة

ولد أحمد ولد عبد القادر سنة 1941 في بادية بوتلميت بولاية الترارزة بالجنوب الغربي الموريتاني، ونشأ في وسط علمي وأدبي عرف بكثرة الشعراء والأدباء، مما كان له أثره في نشأته الأدبية.

الدراسة والتكوين
درس في المحاظر (الكتاتيب) في الفترة 1946-1954، فقرأ القرآن الكريم، وبعض المتون الابتدائية في الفقه الإسلامي والنحو العربي، ثم عمّق دراساته المحظرية في الفترة 1954-1962.

وقد درس بعض دواوين الشعر الجاهلي، والسيرة النبوية، والنحو والصرف، وأيام العرب، وعلمي البيان والمنطق، كما درس الفقه المالكي وفق المنهج المحظري السائد.

وفي الفترة 1962-1965 درس في معهد الدراسات الإسلامية في بوتلميت ليتخرج معلما، وفي الفترة 1980-1983 التحق بمعهد تيبنغن بألمانيا للتدريب على حفظ الآثار المخطوطة والاشتراك في إصدار فهرس للمخطوطات الموريتانية.

 

الوظائف والمسؤوليات
عمل أحمد ولد عبد القادر مدرسا في المدارس الابتدائية بين عامي 1965 و1972، وتولى في الفترة نفسها رئاسة تحرير جريدة "الواقع" التي كانت تصدرها نقابة المعلمين الموريتانيين، ورئاسة تحرير نشرة "موريتانيا الفتاة" السرية التي كان يصدرها فرع حركة القوميين العرب في موريتانيا.

عمل باحثا في مجال الآثار والمخطوطات في المعهد الموريتاني للبحث العلمي بين عامي 1975 و1985، ثم تولى رئاسة المحكمة العليا (أعلى منصب قضائي في موريتانيا) في الفترة 1987-1988، قبل أن يصبح مستشارا برئاسة الجمهورية مكلفا بالثقافة في الفترة 1989-2000.

 

التوجه الفكري
تأثر في بداية حياته بالفكر القومي العربي، فمارس العمل السياسي الحركي منذ دخوله معترك الحياة العملية سنة 1965 من خلال نقابة المعلمين العرب، ثم التحق بحركة القوميين العرب، قبل أن يلتحق بحركة الكادحين ذات التوجه اليساري الماركسي.

 

التجربة الأدبية
دخل ساحة الحياة الثقافية من باب القصيدة، وترك بصمته عليها من خلال الرواية والبحث التاريخي، ويعتبر من بين الشعراء الذين جمعوا بين موهبة الشعر وإبداع الكتابة النثرية. يقول عنه أحد الكتاب إنه عشق الشعر إلى حد الهيام، ومارسه إلى حد الإدمان، وأبدع فيه إلى حد التألق والنجومية.

ويعتبره دارسو الأدب الموريتاني رمزا من رموز الحداثة الشعرية في موريتانيا، ويقدمونه على أنه أحد رواد قصيدة التفعيلة، وأحد أبرز من كتبها. اصطبغت قصيدته بالهم الوطني والعربي، فجاءت مدونته الشعرية سفر مواقف، وكانت القضية الفلسطينية الحاضر الأبرز في منتوجه الشعري.

وفي مجال الرواية يعتبر مؤسسا وأبا شرعيا للرواية الموريتانية، ويرى الكاتب محمد ولد احظانا أنه "أحد الآباء الكبار للرواية العربية الصحراوية، فقد كانت على يديه رواية طبيعية سلسة، متموجة تموج السراب والرمل، مترامية الأطراف فسيحة الأقطار كصحراء "الرُقيطة" تلهو فيها العواصف والبشر، ويتعانقان عناق وجود حميم".

ويعتبر ولد احظانا أن أحمدُ ولد عبد القادر أبدع في وصف سلوك الإنسان الصحراوي "وقاده في مفاوز الكتابة، ولم يلتفت لما تكرسه الرواية المدنية من ثبات في الشخصية، لأن الأشخاص في الفضاء المستقر ليسوا كأبطال الفضاء المتموج المتقلب".

بحكم مكانته الأدبية، كان مشاركا فاعلا في كل المؤتمرات الثقافية العربية، وحضر مؤتمرات اتحاد الأدباء العرب من عام 1977 إلى 1990، وفاز بجائزة شنقيط للآداب والفنون سنة 2002 من خلال ديوانه الكوابيس، وهي أعلى جائزة تمنح في موريتانيا للمبدعين.

 

المؤلفات
أصدر مجموعة من دواوين الشعر والروايات، من بينها أصداء الرمال (ديوان شعر)، والأسماء المتغيرة (رواية)، والقبر المجهول (رواية)، والعيون الشاخصة (رواية)، والكوابيس (ديوان شعر)، وتفرغ منذ 2013 لإعادة طبع مؤلفاته، وعكف على التحضير لإصدارات أدبية جديدة.

 

المصدر: الجزيرة نت