صدام حسين والكوميديان عبد الفتاح السيسي

اثنين, 07/24/2017 - 02:35
صدام حسين وعبد الفتاح السيسي

 (حسني الخفيف) هو الإسم الذي أطلقه المرحوم  على الرئيس المصري المخلوع محمد في أيام الإجتياح العراقي للكويت عام 1990 ، وذلك ليس بعد أن قام مبارك ببيع صدام والعراق والعراقيين و(مجلس التعاون العربي) ببضعة مليارات كثمن لوقوفه على الجهة المقابلة وإنما لسلوكه طيلة أيام وشهور تلك الأزمة ، فقد بدى كويتياً أكثر من الكويتيين أنفسهم بطريقة أفظع من مفضوحة وأكبر من سمجة وأبعد من متملقة ولا يليق بصاحبها سوى وصف صدام المختصر المانع الجامع : حسني الخفيف ! . وهذا ما يصل بنا إلى السؤال : لو بقي حياً إلى يومنا هذا ، بماذا كان صدام حسين سيصف (الفعاليات) اللغوية العجائبية لعبد الفتاح السيسي ؟! .

 

على سعة المجاز اللغوي العربي يصعب في الحقيقة إيجاد مرادف دقيق لتفوهات السيسي التي ما أكثر ما يطلقها جزافاً على علاتها لتعتدي هرجاً مرجاً على أذن السامع بلا أدنى رحمة . وكمثال طازج على ما تقدم ، أبدع السيسي في آخر فلتاته الفذة بمناسبة تدشين قاعدة عسكرية في  عندما فجع الناس بشطحات غرائبية أكثر من حمقاء فشختْ أول ما فشختْ ضيفيه الحليفين (العزيزين) الإماراتي والبحريني وجندلتهما أرضاً ثم دحرجتهما في بئر من المهانة بلا قاع ، وذلك عندما أراد ملمحاً إلى صغر حجم دولة  أن يكحلها فقلع عينيها قائلا : (عايزين تتدخلوا في أزاي وهي فيها 100 مليون بيفطروا ويتغدوا ويتعشوا في يوم واحد قد اللي دول تانية بتحاول تتدخل في شؤونا بتاكله في سنة ، هتقدر على مصروف  عشان تحاول تتدخل فيها ؟!… ) . هههههه ، القهقهة الآنفة ظهرت شبه مكتومة على وجه ضيفه الأثيرعلى قلبه محمد بن زايد ، فقد تلخبط هذا المسكين من فرط الإحراج الذي وضعته فيه خزعبلات السيسي ، فبدى كبلاع الموس ، لا هو قادر على إزدراده ولا هو قادر على قذفه من فمه فاتخذ وضعية الإبتسامة المؤلمة لا الملائمة وعيونه المبحلقة تكاد تنطق : خربتها يا سيسي فإن دولة الأمارات ومعها  تأكلان في سنة أقل مما تأكله  لوحدها في يوم واحد ! .

 

بيد أن المسخرة الأكثر هراءً في هذيان السيسي تجسدت في جملته التساؤلية : ( هتقدر على مصروف مصر عشان تحاول تتدخل فيها ؟) ، فهي بدون لف ولا دوران بمثابة دعوة مباشرة مفتوحة للتدخل في شؤون جمهورية مصرية العربية مقابل تحمل مصاريفها ! ، وكأنه يقول لدولة الإمارات ممثلة بمحمد بن زايد : إياك أعني واسمعي يا قطر ، أو ربما العكس : إياك أعني يا قطر واسمعي يا إمارات ، لا فرق ما دام الدافع هو الدفع (بأكياس الرز) ! . فأي مجاز لغوي وأي بديع وأي تورية وأي استعارة وأي كناية تلك التي تستطيع جميعها أن تجاري أو تماهي أو ترادف أو تصل إلى بيان السيسي ؟.

 

هذه معضلة لغوية قد لا يحلها إلا لسان صدام حسين رحمه الله ! .

 

بقلم مهند بتار