البوليساريو أمام إشكال اعتقال 19 مغربيا بتهمة تهريب المخدرات بين محاكمتهم أو تسليمهم إلى طرف ثالث

ثلاثاء, 07/25/2017 - 01:19

اعتقلت جبهة البوليساريو منذ أكثر من أسبوع 19 مغربيا في أقصى الصحراء الغربية بتهمة تهريب المخدرات، وتجد نفسها الآن في ورطة حول الكيفية التي ستتعامل بها معهم بين محاكمتهم أو تسليمهم إلى دولة ثالثة، لكن الجميع يتهرب من هذا الملف.
وتتنوع مظاهر المواجهة بين المغرب وجبهة البوليساريو، وإن كان عنوانها الرئيسي هو السيادة على الصحراء الغربية، فقد شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورات مثل توظيف حقوق الإنسان في المحافل الدولية والثروات الطبيعية من صيد وفوسفات، حيث تعمل البوليساريو على تقويض الاتفاقيات الدولية التي يوقعها المغرب وتضم الصحراء، وتقدم دعاوى ضد المغرب في المحاكم الدولية مثل المحكمة الأوروبية ضد اتفاقية الزراعة وفي محاكم جنوب إفريقيا ضد تصدير الفوسفات، ومؤخراً انضم ملف المخدرات.
وكان ملف المخدرات حتى الأمس القريب يقتصر على تبادل الاتهامات بين المغرب الذي يشير إلى تورط قيادة البوليساريو في تهريب المخدرات ومنها الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية عبر الطريق الإفريقي، وبين قيادة البوليساريو التي تتهم المغرب بنشر المخدرات في منطقة الساحل لزرع الإجرام المنظم واللاستقرار. لكن هذه المرة شهد منعطفا بعد اعتقال جبهة البوليساريو منذ أكثر من أسبوع 19 مغربيا بتهمة تهريب المخدرات، حيث صادرت كميات من المخدرات وسيارة. وجرت عملية الاعتقال في أقصى الصحراء عند الجدار الفاصل.
وبدأت عملية الاعتقال تطرح إشكالا قانونيا لأنها جرت في أرض متنازع عليها وخاصة في منطقة فاصلة، فلا تعرف جبهة البوليساريو كيفية التعامل معهم، إذ تعاملت مع الأسرى العسكريين إبان المواجهة العسكرية في الماضي عندما اعتقلت جنوداً مغـاربة، ولكــن هـذه أول مــرة تعـتقل فيـها وبعــد الهدنة مدنيين. ويبدو أن جبهة البوليساريو لا ترغـب في سجـن المغاربـة الـ 19 لديهـا في مخيمـات تنـدوف.
وفتحت البوليساريو مشاورات مع قوات حفظ السلام المينوروسو، لكن المعطيات تشير إلى تجنب القوات الأممية الملف لأنه لا يتعلق بالشق العسكري، بينما يشير بعض الجرائد التي يصدرها أنصار تقرير المصير وهي «المستقبل الصحراوي» إلى نية البوليساريو عرض الملف على الشرطة الدولية الأنتربول.
ورغم الجدار الفاصل في الصحراء، يمر منه أحيانا الصحراويون بين مخميات تندوف وباقي الصحراء بل وحتى نحو موريتانيا سواء للتجارة أو الزيارات العائلية، حيث هناك تساهل سواء من طرف المغرب أو البوليساريو. ويوجد تخوف من أن يؤدي هذا المستجد إلى وقف نهائي للعبور عبـر الجـدار الفاصـل.
وفي حالة تجنب مسؤولية سجن المغاربة الـ 19، يمكن للبوليساريو طلب وساطة دولة ثالثة مثل اسبانيا أو البرتغال لتسليمها المغاربة لنقلهم إلى المغرب لمحاكمتهم هناك. ويجهل كيف سيتعامل المغرب مع هذا الملف لأنه يلتزم الصمت المطلق حتى الآن.

«القدس العربي»