عبد الرحمن ودادي/ تكرار المكرر

سبت, 05/05/2018 - 03:06

جفاف ماحق يضرب البلاد كلها، تجمعات الحراطين "آدوابة " في المناطق الشرقية تعاني مجاعة تسربت صورها المؤلمة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني رغم محاولات النظام التستر عليها.

الثروة الحيوانية على وشك التلاشي، مما ينذر بالقضاء على مداخيل عشرات آلاف الأسر وتحويلهم لمعدمين وتدمير الريف وخلق موجات هجرة نحو نواكشوط وتهديد تموين البلاد من اللحوم والألبان وحرمان السوق من مداخيل هائلة للعملة الصعبة من تصدير المواشي.

مقدرات البلاد أهدرت في فساد أغرق البلاد في ديون مهولة وفي حملات عبثية لتغيير العلم والنشيد ومصاريف طائلة لإلغاء صفر من العملة.

أجهزة الدولة تولي اهتمامها وتركز جهودها في حملة الانتساب لحزب ولد عبد العزيز الذي صرفت فيها أموال لا حصر لها وتراوح فيها سعر الرأس ما بين 5 آلاف إلى 20 ألفا.

مليارات كانت قادرة على إنقاذ مئات آلاف العائلات من الفاقة والمجاعة صرفت لأن ولد عبد العزيز يريد أن يطمئن أنه سيترك ورائه حزبا ضخما لحمايته من المتابعة على ما اقترف بحق هذا الوطن، متخيلا أنه سيكون استثناء عن حزب الشعب والهياكل والجمهوري وعادل و أنهم سيظلون أوفياء له بعد رحيله ويناضلون لحماية أسواقه وعقاراته وشركاته والذود عنه في وجه المتابعات القانونية؟!

 

متى كان الوفاء من شيم أحزاب الدولة؟!

 

كيف يطمع بوفائهم وهم شاهدوا مكافأته القذافي الذي استمات في الدفاع عنه بدعوة السنوسي وبيعه في صفقة نشرت تفاصيلها؟! وعمله على تفقير ولد بوعماتو بتدمير شركاته بالضرائب واضطراره للهجرة خارجا حتى يأمن على نفسه من ظلمه رغم وقوفه بجانبه في أصعب الأوقات التي مر بها وإنفاقه المليارات في حملته والعمل الدؤوب للتأثير في مصادر القرار في الدول الأجنبية لصالحه؟!

 

ترى هل كان بوعماتو ليدعمه لو استطاع معرفة نمطه الأخلاقي بطريقة ما كانفجار فضيحة أكرا؟ أشك تماما ولعل هذا ما سيشفع له ولغيره ممن دعموه قبل معرفته على حقيقتيه.

 

مصيبة الطغيان أن مقدرات الدول ومصائر الشعوب ترتبط بأهواء وشهوات أشخاص يكون بعضهم غير قادر على التعلم من دروس التاريخ ولا حتى مما عايشه من أحداث ليهدر المقدرات ويضيع فرص التنمية في إعادة تكرار ما ثبت فشله.

 

الظريف الحزب الشيوعي الصيني الذي ينفرد بالحكم ويسيطر على الجيش والدولة يبلغ عدد أفراده 80 مليونا أي 5 في المائة من مجمل السكان وفي موريتانيا التي تدعي التعددية الحزبية والديمقراطية يصل المنتسبون لحزب ولد عبد العزيز إلى حوالي مليون ومائة ألف أي ربع الشعب الموريتاني وما يقارب إجمالي المسجلين وضعف المصوتين في انتخابات 2014.

 

علمتنا التجربة أن أحزاب الطغيان تنتفخ بتفاقم الظلم وغياب القانون لأن الكثيرين يحاولون الاحتماء بها، وانهيار الاقتصاد وانتشار البطالة يجعل الناس مستعدة لبيع مواقفها برخيص الأثمان.

 

تضخمها كتورّم السرطان، نذير بفداحة الخطب وقرب النهاية.