الصيام يحسن من قدرة الخلايا الجذعية على التجدد

أحد, 05/06/2018 - 11:58

مع اقتراب قدوم شهر رمضان الفضيل، أكدت دراسة طبية حديثة أهمية وفائدة الصيام في تجديد وتحسين قدرة الخلايا الجذعية على التجدد.

وتوصل فريق من علماء البيولوجيا الأمريكيين في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"، أن الصيام على مدار 24 ساعة يمكن أن يخفض فقدان وظائف الخلايا الجذعية المعوية، المرتبط بالتقدم في العمر، وهي الوظائف التي يمكن تجديدها في الأمعاء بفضل الصيام.

وكشفت الدراسة، التي نشرت في عدد مايو من مجلة "الخلايا الجذعية"، أن الصيام يعمل، بشكل كبير، على تحسين قدرة الخلايا الجذعية على التجدد بين الفئران المسنة والشابة على حد سواء.

ففي الصيام، تبدأ خلايا في تكسير الأحماض الدهنية بدلا من الجلوكوز، وهو تغيير يحفز الخلايا الجذعية لتصبح أكثر تجددا بين فئران التجارب.

كما توصل الباحثون إلى أنه يمكنهم أيضا تعزيز التجديد باستخدام جزئ ينشط نفس التحول الأيضي، ومن المحتمل أن يساعد مثل هذا التدخل كبار السن على التعافي من الإصابات المعوية، أو مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.

وأوضح الدكتور عمر يلماز، الأستاذ المساعد في علم الأحياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا:" للصيام آثار كبيرة على الأمعاء، تشمل زيادة آلية التجديد ومكافحة الأمراض التي من شأنها التأثير على الأمعاء في مقدمتها الالتهابات أو السرطانات".

وقدمت الدراسة الحالية أدلة على أن الصيام يحفز التحول الأيضي في الخلايا الجذعية المعوية من استخدام الكربوهيدرات إلى حرق الدون.

وقال الدكتور ديفيد ساباتيني، الأستاذ في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا":" إنه من المثير للاهتمام، أن تحول هذه الخلايا إلى أكسدة الأحماض يعزز وظيفتها بشكل كبير.. وقد يوفر الاستهداف الدوائي لهذا المسار فرص علاجية لتحسين توازن الأنسجة في الأمراض المرتبطة بالعمر".

وتعد الخلايا الجذعية المعوية مسؤولة عن الحفاظ على بطانة الأمعاء، والتي عادة ما تجدد نفسها كل خمسة أيام .. فعند حدوث الإصابة، تكون الخلايا الجذعية هي المفتاح لإصلاح أي ضرر يحدث .. ولكن مع تقدم الإنسان في العمر، تنخفض القدرات التجديدية لهذه الخلايا الجذعية المعوية، لذلك يستغرق الأمر فترة أطول حتى تتعافى الأمعاء.

وبعد فترة صيام الفئران لمدة 24 ساعة، قام الباحثون بإزالة الخلايا الجذعية المعوية وإنمائها في صحن في المختبر، ما سمح لهم بتجديد ما إذا كانت الخلايا يمكن أن تتطور إلى "أمعاء دقيقة"، والمعروفة باسم "العضوي".

ووجد الباحثون أن الخلايا الجذعية من فئران الصيام ضاعفت من قدرتها على التجدد.. كما تتبعوا الحمض النووي الريبي المرسل إلى الخلايا الجذعية من الفئران التي صامت، وكشف أن الصوم حرض الخلايا على التحول من عملية الأيض المعتادة، والتي تحرق الكربوهيدرات مثل السكريات إلى حرق الأحماض الدهنية.

ويحدث هذا التحول من خلال تفعيل عوامل النسخ المسماة (PPARs)، والتي تحول العديد من الجينات التي تشارك في تمثيل الأحماض الدهنية.

ووجد الباحثون أنه إذا أوقفوا هذا المسار، فإن الصيام لم يعد قادراً على تعزيز التجديد ويمكنهم إعادة انتاج التأثيرات المفيدة للصيام من خلال علاج الفئران بجزيء يحاكي تأثيرات الـ (PPARs).. كما تشير النتائج إلى أن العلاج بالعقاقير، في حال صعب الصيام على بعض الفئات، يمكن أن يحفز التجدد دون الحاجة للصيام.