روسيا تسطر التاريخ على حساب العرب.. ونهاية الأسطورة الكاذبة

أربعاء, 06/20/2018 - 04:41

وقف كاتب التاريخ أمام بوابة ملعب “كريستوفسكي” ليروي تفاصيل اللحظات الخالدة، التي عاشها جمهور كرة القدم الروسي، احتفالاً بالبداية غير المسبوقة في نهائيات كأس العالم منذ ستينات القرن الماضي، والتي أسفرت عن تحطيم اثنين من ممثلي العرب، وضمان التأهل للأدوار الإقصائية، كأول المنتخبات التي ضمنت عبور المجموعات بشكل رسمي.

المنتخب الروسي صاحب أقل تصنيف في المنتخبات المشاركة في كأس العالم (الـ70 عالميا)، حقق الفوز في أول مباراتين له في المونديال للمرة الأولى منذ مونديال الإنكليز 1966، حيث كانت المرة الأولى والوحيدة في تاريخ الروس تحت مُسمى الاتحاد السوفيتي، وآنذاك أكملوا المسيرة حتى الدور نصف النهائي.

أضف إلى ذلك أنه بخماسية السعودية وثلاثية مصر، يكون المنتخب الروسي قد عادل الرقم القياسي المُسجل باسم إيطاليا، كأفضل بلد مُضيف سجل أهدافًا في مباراتين، فقد أسياد الدفاع سجلوا ثمانية أهداف في مباراتين عندما نظموا ثاني نسخة عام 1934، علمًا أن منهم سبعة أهداف في مباراة واحدة، وكانت ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وانتهت بفوز لا يُنسى 7-1، كأكبر نتيجة في تاريخ مباريات افتتاح كأس العالم إلى يومنا هذا.

كما أن حصيلة أهداف الروس في السعودية ومصر، أفضل من حصيلة أهدافهم في آخر مشاركتين في كأس العالم (ستة أهداف في مونديالي 2002 و2006)، وكذا نفس عدد الأهداف التي سجلها المنتخب الإسباني في مشواره نحو معانقة نسخة 2010 في سبع مباريات! . ولا ننسى مفاجأة البطولة دينيس تشيرشيف، الذي تساوى مع كريستيانو رونالدو في صدارة الهدافين.. لكل منهما ثلاثة أهداف.

13

بعيدًا عن أرقام روسيا التاريخية، فلغة الأرقام بدأت تُظهر بكل وضوح مدى تأثير الاستعانة بتقنية الفيديو، وبركلة الجزاء التي اُحتسبت لصلاح بعد تدخل الفيديو، أصبح إجمالي ركلات الجزاء المُحتسبة في البطولة 10 في 17 مباراة، نفس عدد ركلات الجزاء التي اُحتسبت في دور المجموعات النسخة الماضية (10 في 48 مباراة)، وبوجه عام أقل بثلاثة فقط من إجمالي الركلات في مونديال البرازيل (17 ركلة جزاء في 63 مباراة).

من الظواهر الواضحة في بطولة روسيا، تسجيل الأهداف العكسية، التي وصلت لخمسة بعد هدف أحمد فتحي في مرمى محمد الشناوي، فقط مونديال فرنسا 1998، الأكثر غزارة تهديفية بالنيران الصديقة (6 أهداف)، أما بالنسبة لأرقام المنتخب المصري، فأغلبها يندرج تحت مُسمى أرقام سلبية من الباب الخلفي، منها على سبيل المثال، استقبال آخر ثمانية أهداف في الحدث الكروي الأهم في الشوط الثاني، وعدم تحقيق ولو انتصار يتيم في سادس مباراة في كأس العالم.

بالمصطلح المصري المعروف “الحسنة الوحيدة”، التي خرج بها المنتخب المصري من البطولة حتى الآن، الهدف الذي سجله محمد صلاح، ليقضي على أسطورة مجدي عبد الغني، الذي عذب أبناء وطنه بمقولته الشهيرة “أنا الوحيد اللي سجلت في كأس العالم”، وهي بطبيعة الحال معلومة مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، والحقيقة أن صلاح بات ثالث مصري يُسجل في المونديال بعد البورسعيدي عبد الرحمن فوزي (سجل هدفين في المجر في مونديال إيطاليا 1934) ومجدي عبد الغني (ركلة جزاء في هولندا إيطاليا 1990).