دخول البرلمان .. بين الفرح والارتباك!

خميس, 10/11/2018 - 23:58
محمد الأمين محمد المامي ـ صحفي

في أول يوم لقاء للبرلمانيين المنتخبين مؤخرا في الغرفة التشريعية الموريتانية (الجمعية الوطنية ) استجابة لدعوة من رئاسة الجمهورية لانتخاب الرئيس، توافد النواب جماعات وفرادى في خطوة اعتيادية .

 

وبدأ كل شيء  داخل القاعة الكبرى لمبنى الجمعية بتبادل التهاني والتبريكات في مشهد أقل ما يمكن وصفه به هو "مشهد العيد"  إلا  أن السمة البارزة في هذا اليوم كانت  من مزيج الفرح والارتباك  وهو ما لم تخطئه عين حتى أن من شدة تأثير حالة الفرح ومستوى الارتباك  نسي النواب الحضور الصحفي الكبير وعدسات الكاميرات التي جاءت لترصد لوسائل إعلام محلية ودولية  مجريات هذا النهار من زوايا عديدة وظهر الكل بمزاج مرح وعفوية تامة عند أي تحرك سواء عند التقاط صورة "سلفي" أو عند التأمل في مخطط القاعة وترتيبها .

 

الوسام البرلماني

استعجل النواب تسلم  الوسام الذي يشعرهم فعلا بالدخول في عمق حقيقة نجاحهم في الانتخابات  والاطمئنان على حجز المقعد النيابي الذي طالما حلموا به . في الساعة الأولى بعد التواجد كان يأخذ الناب يلتفت يمينا وشمالا لعله يعثر على خيط يبشره بقدم الوسام مع موزع من موظفي الغرفة التشريعية، كل نائب يريد أن يسأل الآخر، لكنه يتردد في اللحظة ألأخيرة ويقرر العدول عن السؤال وانتظار زميله لعله سيخبره دون أن يطرح السؤال أو يفهم منه تلقائيا ما يدله على الخيط المؤدي للحصول على الوسام المنتظر.

 

أخذت الأحاديث الجانبية وقتا ملأه النواب بالمرح مع بعضهم، والتنقل من هذا المقعد إلى ذاك، ولم يتمكن أحدهم من الاستقرار لخمس دقائق جالسا على مقعد! حتى حضر اللحظة المنتظرة منذ مدة كانت دقائقها بطول الساعات عند المنتظرين .

 

فجأة وبدون إشعار دخل بعض موظفي الجمعية الوطنية ماسكين الأوسمة النيابية، وبدأ هذا المنتخب وتلك المنتخبة  في الوقوف والجلوس للتهيئة لوضع الوسام الفخر في هذا اليوم التاريخي بالنسبة للنواب الجدد الذين سيناقشون المشاريع الوطنية على مدى خمس سنوات قابلة للتجديد .

 

لحظات مربكة

حضور الأوسمة البرلمانية الذي أدخل السرور في نفوس النواب بعد طول انتظاره تسبب في حالة من الارتباك تجاوزها البعض لكنها أتعبت آخرين ، تمكن كل نائب من نزع الغلاف  البلاستيكي الذي كان حاضنا ’و انشغلت الأيادي في تقليب الأوسمة عن هذا الزر نحو ذاك و مع شدة تركيز النظر في قياس الطول والعرض وفحص الشكل ونوعية التطريز ، فكان لابد من دقائق أخرى لمعرفة كيفية وضع الوسام على النحوي الصحيح بل تطلب الأمر في حالات غالبة تدخل الموظفين العاديين  لمساعدة النواب في وضع أوسمتهم وفق الطريق المناسب لكن هذا التدخل وحده  لم يوقف حالة الارتباك التي وقع فيها المنتخبون، فكان ارتداء الوسام ذي طريقة بدأت صعبة على المستعجلين بفعل تشابك الأفكار، لم يدري النائب في البداية هل يقوم بتنفيذ أفكاره ام يصغي لتعليمات الموظف المتدخل بصفته خبيرا في المسألة ولديه معها تجربة يزيد عمرها عن عشر سنوات كما يقول أحد الموظفين .

 

وهو ما تسبب في الإحراج لعدد من النواب وفضلوا تجنب الموقف باحتضان الوسام بين اليدين أو وضعه جنب الهواتف المحمولة التي طرحوها على الطاولة أمامهم، على أن يتدربوا في وقت لاحق على وضع الوسام بعيدا عن الأنظار التي يبدو أنهم لم ينتبهوا لها قبل أن أرهقهم التصرف تحت ضغط  مزيج الارتباك مع الفرح فأرادوا التخلص من الارتباك ليعيشوا اللحظة  عل أنها لحظة فرح واحتفال .

 

لا داعي لارتداء الوسام في هذه الجلسة، يمكن انتظار الجلسات القادة ولا مشكلة في ذالك يقول أحد النواب في وجه أحد الموظفين مان يحاول ببراءة وحسن نية مساعدته و ما توقع أن يكون تدخله سيزيد من حدة إرباك النائب المحترم، غير أن برلمانية كانت بالقرب فضلت تغليب درجة الفرحة التي تشعر بها على حالة الارتباك التي انتابتها واستدعت نفس الموظف ليخلصها من الموقف بتسوية العملية بنجاح على أن تحافظ عليها فيما بعد كي لا يأخذ منها وضع الوسام وقتا آخر بعد اليوم كما تقول بعفوية .