موريتانيا: أطفال التسول في العاصمة الاقتصادية.. طفولة ماتت قبل الميلاد

اثنين, 10/22/2018 - 15:39

الحقيقة-أثوابهم رثة، أرجل حافية،  أوجه شاحبة لطفولة  تعاني.. صورة مأساوية  لمعاناة أطفال من جنسيات أجنبية  تترواح  أعمارهم ما بين الأسبوع الأول والعشر سنوات لكنها واقعية .

تحول الرصيف إلي مقهاهم ومطعمهم .. وأحيانا عليه ينامون.

مع ساعات الصباح الأولى يتدفقون الى ملتقيات الطرق وكل يعرف مكانه وكأنه رسم له قبل الخروج من البيت يرافقهم رجال ونساء يبقون جالسين يراقبون  ما يقومون  به  من عمل   .

تلك صور واقعية  لظاهرة حقيقية غزت مدينة نواذيبو منذ ثلاث سنوات تقريبا وأصبحت مشهدا ومظهرا مألوفا يوميا للمدينة في وسطها وشريانها الحي .

ومما يثير الدهشة والاستغراب  أنه لم يعد يلفت انتباه إلا قلة  من الأجانب الذين يتعلق بعض أولئك الأطفال بملابسهم رافضين تركهم قبل أن يقدموا لهم دريهمات معدودات  في صباح كناري بارد.

موفدنا حاول التواصل مع هؤلاء الاطفال من خلال الحديث مع من يفترض أنهم وكلاؤهم  لكن حاجز اللغة يقف عائقا فهم لا يتكلمون العربية أو الفرنسية

أما الأطفال  الذين  اكتسبوا  كلمات  من الحسانية  فقد مارس  ذووهم السلطة بمنعهم من الحديث إلينا ..

وقد أثارت هذه الوضعية   إهتمام الكثيرين  من أجل معرفة   حيثيات هذه الظاهرة من أين قدموا وهل هم لاجؤون أم مهاجرون وإلى متى تتجاهل السلطات الموريتانية هذا الوضع الذي ساهم في تشويه صورة المدينة؟

أسئلة نقلناها الى عدة أطراف نرى أنها على صلة بالموضوع سعيا للوصول الى معلومات عن إستفحال هذه الظاهرة في المدينة.

وفي هذا الإطار وجهنا رسالة لمكتب منظمة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين بموريتانيا والتي ربطتنا مشكورة بفرع جمعية مكافحة الفقر ونقص التنمية  ALPD بنواذيبو التي تعمل بالشراكة مع المنظمة الأممية من خلال مشروع دعم اللاجئين وطالبي اللجوء في الوسط الحضري وهو مشروع يغطي نواكشوط ونواذيبو حيث أكد ممثل الجمعية الحسن انديوك لموقع لحظة الحقيقة أن هؤلاء مجرد متسولين وليسوا لاجئين لأن جميع اللاجئين في نواذيبو مسجلين لديهم وتتكفل المنظمة الاممية من خلال ALPD بتقديم المساعدة لهم وعددهم 90 لاجئا من بينهم أطفال تتكفل الجمعية بدراستهم في مدارس خصوصية في نواذيبو كما يوجد لديهم 340 طالب لجوء.

وعن الأطفال وذويهم  الذين يمارسون مهنة التسول عند ملتقيات الطرق بنواذيبو قال إنهم ليسوا لاجئين وإنه سبق إن اتصل ببعضهم وأكدوا له أنهم من النيجر .

وعن معلومات توصل بها موقع لحظة الحقيقة تفيد أن بعض المتسولين قادمون من الشمال المالي بسبب عدم الاستقرار الذي عرفه السنوات الماضية قال الحسن انديوك إنه لا يوجد بينهم لاجئون من الشمال المالي لأن اللاجئين الماليين يتم تسجيل في مخيم أمبرة ولديهم بطاقات لاجئين.

قطاع  الشؤون الإجتماعية :

” تم إتخاذ إجراءات للقضاء على هذه الظاهرة”

وضعية هؤلاء المتسولين كانت محور اتصال هاتفي لموقع لحظة الحقيقة  بالمنسقة الجهوية لوزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة بنواذيبو  السيدة زينب بنت عبد القادر التي أكدت لنا أنه تم مؤخرا تنظيم ملتقى حول هذه الظاهرة والحلول الكفيلة بالحد منها .

وأضافت بنت عبد القادر أن سيتم تكوين منظمات المجتمع المدني والأشخاص حول هذه الظاهرة وسبل إيواء المعنيين ودعم إيواء من لم يوجد أهله .

وقالت بأنهم بالتعاون مع منظمة save children  يدرسون أمكانية إيواء الأطفال المتسولين والمشردين في مركز إستقبال وإعادة الدمج الإجتماعي للأطفال المتنازعين مع القانون بنواذيبو.

مزيد من التدقيق .. َ!!

وقد حاولنا كذلك الإتصال ببعض منظمات المجتمع المدني العاملة في المجال  لمعرفة موقفها من الظاهرة  لكن بعضها هواتفه مغلقة والبعض يماطل  في الأجوبة.

وفي انتظار حل هذه الظاهرة  ذات الانعكاسات السلبية  تطرح العديد من الأسئلة من  بينها   إلي متي سيتواصل استغلال براءة هؤلاء الأطفال ؟

وماذا عن الاجراءات  المتخذة   من طرف  الجهات المعنية في أن  لا يتحول هؤلاء الأطفال  للاستغلال من طرف شبكات الاتجار بالمخدرات والبشر بل  وحمايتهم  من الإستغلال الجنسي.

المصدر: (الحقيقة)