لماذا تتوحد الأحزاب وتتوسع الكتلة البرلمانية الأكبر؟

سبت, 10/27/2018 - 02:23
بقلم / محمد الشيخ سيد محمد - أستاذ وكاتب صحفي

بحث قادة أحزاب الخطى إلى الإدماج في الحزب الحاكم، وبذلك تتوسع الكتلة الأكبر للأغلبية البرلمانية الحالية.

ويقترح البعض من النشطاء أن يترجم ذلك في حكومة كفاءات مجربة ومخضرمة.

وهو ما سيوفر دون شك انطلاق مسار رؤية مشتركة لخوض انتخابات رئاسية في النصف الأول من 2019 من جهة، ويضمن توفر الحزب الجدي على الثلثين من الغرفة التشريعية الموحدة من جهة أخرى.

ثلثان يحميان لمدة خمس سنوات تشريعات البلد من الأخطار الموروثة أو المستنسخة؛ ومن الأحقاد الإديولوجية التي صنعتها جماعات ضغط(المانيفستات) والحركات الآفلة الانقلابية، وملحقاتها من الأحزاب البائدة.

 

فماذا يحتاجه المنضوون في المنعطف والحراك الجديد؟

 

يحتاج الموريتانيون إلى خطاب سياسي عقلاني مجدد، مؤسس على توحيد الصف لمواجهة الأخطار المحدقة وتصحيح أوجه الاختلالات الجينية القائمة.

 

قد ينجح هذا المسار إن نأى بالبلد عن كل الصراعات الداخلية بين الموريتانيين والخارجية بين الأشقاء والأصدقاء.

 

علينا بجلاء أن نحافظ على المقاربة التي طبقها النظام في العشري المباركة.

 

نحافظ على أخوتنا مع المغاربة والجزائريين، ولا نفرط في إخوتنا الصحراويين.

 

نؤسس لشركاتنا مع دول الساحل والصحراء، ومع أشقائنا الماليين، ولا نقبل التضحية بإخوتنا وفلذات أكبادنا من العرب الأزواديين.

 

لا نكون مأوى لما يمس أمن واستقرار أشقائنا السنغاليين ولا نتساهل في المعاملة بالمثل إن تعرضنا لنكران أو تطاول.

 

نحن عرب أوفياء لنا حلفاء لا نبخسهم المؤازرة في جزيرة العرب (إماراتيين بالخصوص وكويتيين) لأنهم الأقرب إلى الشناقطة في السلم والحكمة والعلم؛ وفقه نشر العافية.

 

نأمل أن يغلب نهج الحوار والصلح على سبل الكيد والصراعات المدمرة في منطقتنا العربية الإسلامية.

 

نسيج بلدنا ونرفض أن يكون ملاذات عبور المهاجرين؛ أو عبور الكوكايين؛ أو مجالات لتغول حركات التكفريين والعنصريين: أو الصفويين.

 

منهجنا في ذلك فقه السلم ونشر العلم وإضاءة المحجة؛ وليس الانضمام إلى فزاعات الحروب العبثية.

 

لا نقبل إعطاء الحصانة أو الحصافة لمن يبحثون عن إنشاء وطن بدى عن ميراث الوحي: آخر كتاب منزل، ولا نحيد عن نهج نبي خاتم مرسل بلغ ووفى صلى الله عليه وسلم.

 

نرى المحكمة الأوروبية وأهل الكتاب بتعبير القرءان المقدس، يظهرون اليوم الاحترام لمقدساتنا وخيارنا هذا وهو درس يصفع العلمانيين والمستهزئين من أبناء جلدتنا الخارجين من بين ظهرانينا...

 

أف لهؤلاء الذين يحبذون اللهو واللعب بدينهم، كيف يعرضون عن شرفهم وعزتهم؛ وفيهم ميراث رسول كريم؛ وقومهم يتلون كتاب الله على آذانهم الوقرة وقلوبهم الغلف.

 

مهما صهل الحمار، ورفس أغيلمة المستهزئين فعلى الحزب الذي يتوحد الآن، وعلى منتسبي الكتلة البرلمانية الأكبر التي تتوسع ؛ أن يدرسوا جيدا دروس ومآلات الساحل والمغرب والمحيط والصحراء؛ ويحافظوا خلال خمسيتهم القادمة على هذا النهج وعلى العرفان بالجميل لمن وطد أركانه قادة ورفاقا.

 

نريد عشرية أخرى لا صراع فيها إلا مع الجهل والفقر والمرض والغلو والنعرات الجاهلية ومؤججي الأحقاد والصراعات من أي شكل.

 

تذكروا جيدا أن طارق بن زياد حرق سفن العودة، وعقبة بن عامر اجتاز بألويته عمق الصحراء، وأبو بكر بن عامر رسخ دولة الفقهاء.

 

ولا يمكن لفلول فكر وقدر؛ واستهزأ ومكر؛ وشم وانتشى وسكر: تغيي سنن كتبها هؤلاء الفائزون في اجتياز لجج البحار، والأولون في فتوح الصحراء؛ وأشياع من فقهاء رباطي المآذن والمحاظر في هذه الديار.

 

نقول لكم لا مستقبل لمن يعرض عنهم، ولا عزة لمن يتوانى في نصرتهم.

 

لا يتقدم الصفوف من نعته المقدم المؤخر بأوصاف أمه الهاوية... (لا صدق ولا صلى..) وهو من ينكث (إلى أهله يتمطي)!!..

لا مستقبل للعلماني والمستهزيء؛ ومن يسر لهم إسرارا أو يظهر لهم جهارا المؤازرة وصنوف الدعم.

 

هل تعلمونهم؟

لا تعلمونهم الله يعلمهم...

انصرفوا صرف الله قلوبهم...

إن الدين عند الله الإسلام.

قد قالها الأحنف ونكررها صبغة معه: أسلمت لله لرب العالمين