زيارة بن سلمان لنواكشوط: «لا تدنس أرضي» شعار وقفة للمبادرة الطلابية

جمعة, 11/30/2018 - 00:19

 بدأت في نواكشوط بوادر أولى لاحتجاجات رافضة لزيارة محمد بن سلمان المقررة لموريتانيا يوم الأحد المقبل.

ويؤكد مراقب لهذا للشأن «أن شراسة قمع التظاهرات الاحتجاجية التي اشتهرت بها الشرطة الموريتانية، تقف حجر عثرة أمام التعبير عن مواقف رفض الزيارة المعلن عنها بوضوح على نطاق واسع، في مواقع التواصل الاجتماعي».
ونظمت المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة اليوم وقفة احتجاجية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بجامعة نواكشوط تحت شعار «لا تدنس أرضي»، وذلك من أجل ما سمته المبادرة «رفض زيارة السفاح».
ودعت المبادرة، في بيان تلي خلال الوقفة، «الشعب الموريتاني الأبي إلى الوقوف صفاً واحداً رفضاً لهذه الزيارة البائسة والتصدي لها بكل حزم وقوة».
وطالبت «السلطات الموريتانية بعدم قبول زيارة السفاح محمد بن سلمان»، حسب تعبيرها، و»بالاعتذار عنها استجابة لرغبة الشعب الموريتاني الأبي الذي يرفض تدنيس أرضه».
ودعت المبادرة «جميع المنظمات الحقوقية إلى الضغط من أجل أن تجد العدالة طريقها ويتم عقاب كل من كانت له يد في الجريمة النكراء، جريمة اغتيال الصحافي جمال».
وأضافت: «في حين لا تزال التحقيقات جارية حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بدم بارد في قنصلية بلاده في إسطنبول، وفي الوقت الذي تشير فيه كل الأدلة والقرائن الموجودة إلى تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في هذه الجريمة الأخلاقية والمنافية لقيم الدين والإنسانية، وفي سباق مفضوح مع الإعلان عن النتائج النهائية للتحقيق الذي تقوم به السلطات التركية، تطالعنا وسائل الإعلام بزيارات مرتقبة لقائد التطبيع العربي الصهيوني محمد بن سلمان لدول عربية، من بينها موريتانيا، في محاولة يائسة من الدبلوماسية السعودية للالتفاف على الحقائق، سعياً منها لتبديد الشبهات التي تطارد الرجل حيثما حل وارتحل».
«فمنذ وصول بن سلمان إلى ولاية العهد، يضيف البيان، وهو يعتقل كل من اختلف معه في الرأي والطرح؛ فالسجون السعودية تعج بالعلماء والدعاة والصحافيين متخذاً من القضاء أداة للبطش بالمعارضين، كما لم تمنعه رمزية بلاد الحرمين، بلاد الوحي ومنطلق الرسالة، من التطبيع مع المحتل الصهيوني الغاصب الذي يعيث في أرض فلسطين فساداً واستبداداً».
وأكد البيان على «رفض التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني الغاشم باعتباره عمالة لليهود وتواطؤا معهم لاستمرار معاناة أهلنا الصامدين في فلسطين».
ودعت المبادرة إلى «الإفراج الفوري عن المعتقلين من علماء ودعاة ومصلحين وصحافيين من السجون وتوقيف الاعتقالات العشوائية».
وضمن الحراك المضاد للزيارة مع اقتراب أجلها، دعا الصحافي أحمد محمد المصطفى رئيس تحرير وكالة «الأخبار»، في تدوينة له أمس، إلى إيقاظ نقابة الصحافيين من سباتها، متسائلاً: «من يتطوع بإبلاغ نقابة الصحافيين الموريتانيين بأن «مخترع» أبشع طريقة لقتل الصحافيين ينوي زيارة نواكشوط الأحد المقبل؟».
وقال: «من يهمس في أذنها أن تجزئتها والتهرب من استحقاقها قتل غير رحيم لهيئة يفترض أن تكون رأس حربة في الدفاع عن الحريات بشكل عام، وعن حرية الإعلاميين وسلامتهم بشكل خاص؟».
أما الكاتب الصحافي، حنفي دهاه، فقد غرد مستنكراً جمود الساحة الإعلامية والثقافية أمام هذه الزيارة، وتساءل ناقداً: «لماذا لم يتحرك المثقفون والحقوقيون والصحافيون الأحرار في موريتانيا لمنع زيارة السفاح محمد بن سلمان لها؟».
مجيباً: «‏السبب أنه لم يعد في بلادنا مثقفون ولا حقوقيون ولا صحافيون أحرار، فقد تم تدجين وتدجيل كل ذي ضمير حي؛ وهكذا هو حال كل بلد يحكمه سفلة العساكر؛ لا مرحباً بابن سلمان».