عزيز ودقائقه الخمس عشرة/ اسماعيل ولد الشيخ سيديا

خميس, 01/10/2019 - 01:04

بدا الرئيس عزيز على منصة الخطابة في مسيرة نبذ الكراهية والتمييز التي هيأت لها أغلبيته السياسية وحكومته بإحكام؛ قويا شابا ثابتا واضح الأفكار متماسكها حتى في مغايرة لون الحزام للون المتحزم عليه في تشابب غير خفي.

ترددت كلمة "التعليم" على لسانه أكثر من عشر مرات ووردت كلمة "السلاح" ثلاث مرات ووردت كلمة "المجرمين" أكثر من ذلك بقليل.

تماسكت نبرة الصوت لدى الرجل بعد أن اهتزت في تجربته مع نفس المنصة أيام الاستفتاء على إزالة مجلس الشيوخ، وبدت حافظته لأرقام القوانين أقوى وقراءته لمرحلة ما قبل الدولة الوطنية أكثر اعتدالا. ربما لأن رياضة المشي والإحماء والقيام باكرا التي هي هوايته المفضلة حسب العارفين له؛ نفعته قبل اعتلاء المنصة، وربما نفعه عدم التجوال على الخشبة الذي كان سببا في تمكن الرُّهاب (le trac) منه في السابقة المذكورة.

 

بدا الرئيس عزيز مودعا للمنصب متمسكا بالنشاط السياسي مستعدا لعصر ما بعد الغاز.

 

وبدا صارما حازما في تطبيق قانون الميمات الثلاث، متمسكا بوسائط التواصل الاجتماعي، التي سماها أكثر من مرة "الوسائل الاجتماعية" وكذا حرية التعبير.

 

لم يقدم الرجل توضيحا في ربع الساعة الذي واجه فيه الآلاف لما سيكون عليه التعليم بعد البشارة سواء في ما تبقى من مأموريته أو ما ستقوم به أغلبيته إن هي استمرت في الحكم بعده.

 

ولم تكن إشارته إلى عدم جدوائية الإنفاق على التسليح واضحة بما يكفي لنحكم على أن تعديلا جذريا في ميزانية الدولة سيحصل.

 

قد تكون الجمل التقدمية الطافحة في حديث الرئيس في الهواء الشتائي الطلق، عنوانا لقرارات كبرى تزيد من رواتب التعليم وبناء السكن والمراقد والمدارس للطلاب والمدرسين والطواقم على عموم التراب الوطني في سنة واحدة... من يدري.

 

في المجمل وضع الرجل العقل في الواجهة واعترف ضمنيا بالمشكل من خلال ذكر الحل الأمثل وحاول جاهدا أن يتمسك بالأمل ويبتعد عن الديماغوجيا والتحريش بمعارضيه.

فهل أفلح؟