استنكار واسع لإغلاق جمعية الخير وندوة الشباب الإسلامي في موريتانيا

خميس, 02/21/2019 - 01:03

ارتفعت أمس الأربعاء، عالية، الأصوات والتدوينات المنددة بقرار طبقته السلطات الأمنية الموريتانية أمس يقضي بإغلاق مقر جمعية الخير للتنمية ومكتب الندوة العالمية (السعودية) للشباب الإسلامي، وهما جمعيتان محسوبتان على التيار الإسلامي في موريتانيا.

وأغلقت قوات الشرطة مقر الجمعية ومكتب الندوة دون أي توضيح للأسباب التي دعت لذلك، غير أن المراقبين ألحقوا هذين القرارين بقرار اتخذته السلطات قبل أشهر يقضي بإغلاق مركز تكوين العلماء وجامعة عبد الله ابن ياسين، اللذين يرأسهما الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وهو شخصية علمية معروفة في موريتانيا.
وربط الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووزير الشؤون الإسلامية الموريتاني في وقت سابق، بين قرارات غلق المؤسسات التابعة لجماعة الإخوان بمحاربة التطرف.
وقوبلت قرارات هذا المؤسسات، وبخاصة إغلاق جمعية الخير، باستنكار كبير لكونها تتولى كفالة آلاف الأيتام الموريتانيين.
وعلق صالح ولد حننه، رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني المعارض، على قرارات الإغلاق قائلاً: «جمعية الخير تكفل آلاف الأيتام وتعين الكثير من الأسر على مصاعب الحياة وتسعى فى حل مشكل الماء الشروب في عدة مناطق من الوطن».
وأضاف: «إغلاق هكذا مشاريع أمر مدان وتصرف بعيد من الأخلاق والمثل الكريمة، اللهم اشهد أننا نبرأ إليك مما فعلوا، فلا تأخذنا بذنوبهم».
وكتب النائب محمد الأمين ولد سيدي مولود: «تكفل جمعية الخير التي أغلق النظام مقرها هذا المساء خمسة آلاف يتيم».
ودون القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور، معلقاً بقوله: «في هذه صدقت؛ تقول بعض أوساط السلطة إن إغلاق جمعية الخير ومكاتب المنظمات الخيرية، كما إغلاق مركز تكوين العلماء من قبل يهدف إلى تجفيف المنابع، وقد صدقوا في ذلك؛ نعم يجفف المنبع الذي منه يتعلم الناس ليس وحده طبعاً، والمنبع الذي فيه يتربون ويتزكون، يجفف المنبع الذي به تشتهر البلاد ويعرف سمتها وتاريخها وبضاعتها الأهم، نعم يجفف منبع تكوين العلماء في وقت قل العلماء وأهين العلماء وسكت بعض العلماء؛ نعم يجفف الغذاء عن الجائعين والسقاية عن العطشى والكفالة عن الأيتام والعناية عن الأرامل والمساعدة عن المحتاجين ، صدقوني أنا لا أفهم أي منطق يسوغ هذا المنكر البين».
وعلق الإعلامي البرز أحمدو وديعة كاتباً: «خمسة آلاف يتيم تقطع أرزاقهم، ومئات العائلات الفقيرة تشرد، وعشرات الموظفين يحالون للبطالة، كل هذا بقرار مزاجي منفلت من القيم خارج على القانون، ثم يحدثونك عن رئيس للفقراء؛ إنها قرارات تنشر الغلو والتطرف، وتشيع الشعور بالغبن والقهر، وتضعف الثقة في المؤسسات والأمل في دولة القانون.
وكتب الإعلامي الهيبة الشيخ سيداتي: «إغلاق جمعية الخير معاقبة للأيتام والمحتاجين تساهم في زيادة التعاطف الشعبي مع التيار الإسلامي عكس ما يتصور أصحاب القرار أنه إضرار به؛ إنهم يقدمون التيار الإسلامي بهذه التصرفات على أنه التيار الذي يقدم الطعام للجائع ويعلم الجاهل ويساهم في علاج المريض، ويقدمون أنفسهم أنهم من يمنع وصول هذه الخدمات لمحتاجيها بعد أن عجزت الدولة عن توفيرها».
وندد الكاتب الصحافي، الحسين بن محنض، بالقرار قائلاً: «إغلاق جمعية الخير لا يؤثر على القائمين عليها، بل على المستفيدين منها؛ تماماً كإغلاق مركز تكوين العلماء، وأنا أنصح النظام بمراجعة هذه القرارات الخاطئة».
وتعتبر جمعية «الخير» من أنشط الجمعيات الخيرية الموريتانية منذ تأسيسها قبل 15 سنة، حيث كفلت- حسب إحصائيات نشرتها أمس- أكثر من 7471 يتيماً، ونظمت 520 نشاطاً ترفيهياً للأيتام، وكونت 550 من الأيتام وأمهاتهم مهنياً، وكفلت 363 أسرة فقيرة بمؤن غذائية ومساعدات مادية، وأقامت 642 مشروعاً مدراً للدخل، وحفرت أو أسست 89 منشأة مائية.
وأكدت الإحصائيات «أن الجمعية استفاد عن طريقها أكثر من 112881 من برامج إفطار الصائم، كما استفاد عن طريقها 221256 من الأضاحي والنذر والعقائق والعيديات».

عبد الله مولود​

نواكشوط – «القدس العربي»