ماذا قدم لنا ولد عبد العزيز ؟ / شيخاني ولد الشيخ ولد محمد يحي

خميس, 06/04/2015 - 20:06

من يشاهد احتشاد الجماهير وجهادها لاستقبال الرئيس في زيارتها يخيل إليه أن وراء هذه الحفاوة وجه حق أو علة تبررها أو تعطيها مشروعية والواقع أن كثيرين ممن أتعبوا أنفسهم وجهدوا في استقبال الرئيس لم يكونوا مؤدين لحق عليهم ، ولا رادين لجميل لم يسد إليهم .

من لا يعرف المنطقة قد يفتقد بعض المنطق في كلامي ، لكن إلقاء نظرة علي حال الساكنة هناك يتضح من خلاله حقيقة الأمر .
في قري لعقل وهي القري الواقعة جنوب مدينة اركيز إلي ما قبل بوتلميت هناك واقع مغاير لكل بقية موريتانيا فلا توجد اتكالية ولا اعتماد علي الحكومة ولا انتظار لما تقدم ولا تعويل علي النظام في أي ناحية .
أما النواحي الخدمية من مياه وكهرباء فتعتمد فيها القرى علي مواردها الذاتية وتنظمها بشكل رسمي ومستقيم وإذا تعرض فيها أي شيء للخلل فإنهم يقومون بإصلاحهم بتعاون مشترك وبدون اللجوء إلي النظام ولا انتظاره .
صحيا هناك جهود ذاتية من الأطباء والإختصاصيين المحليين لتوفير استشارات وعلاجات للساكنة المحلية بنفس الوتيرة غير المعولة علي النظام .
في الطرق ورغم ما دشن الرئيس واقعا أو خيالا من طرق متعددة في البلد ، فالطريق الذي يبدأ بالنباغية ثم يمر ببقية القرى  والذي دشن 2007 لم يلق إلا توقيفا وتجميدا في وقت كان الأحق به أن يكملها إكراما لمواطني هذه المنطقة الذين يعانون من صعوبة الطريق .
عمليا هذه القرى مستغنية عن التصفيق للنظام والتطبيل له لأنها لا تنتظر منه شيء .
وإذ اختار كبراؤها الوقوف إلي جانبه والاصطفاف مع مؤيديه ، يحق لنا أن نتساءل  ماذا قدم لكم ليستحق كل هذا ؟ أي إنجازات ؟ أي خدمات ؟
لنجد أن إنجازات الرئيس في هذه المناطق صفرية علي الرغم من تصويتها له بنسب تقارب المائة في المائة .
ليصبح هذا عسيرا علي الفهم  لماذا الإستماتة  من قبل منطقتنا علي التزلف والتطبيل لنظام لم يقدم لنا شيئا ؟
ليس هذا فحسب . بل إن ذكرها هو محل سخرية وضحك من قبله .

قد تكون هناك إشكالية فقهية نتجت عن جمود الاجتهاد والعصرنة  الفقهية والإنكفاء علي اجتهادات قديمة لفقهاء عاشوا في أزمنة غير أزمنتنا وفي واقع غير واقعنا .
في هذا الزمان لم تعد مسايرة النظام ضرورة شرعية ولا عقلية لأنه لم يعد يملك ما كان يملك من القدرة علي البطش والتدمير .
فلا تمليها رهبة ولا رغبة ولا أحقية .
إن الحاكم هو مجرد انقلابي مقتنص للفرص ولا يفهم إلا لغة الإنذار ولا التهديد أما لغة الاستكانة والتصفيق فلا يقابلها إلا بالتهميش والتجاهل بل والاحتقار .
ليس شرطا أن نفقد الكرامة وهي أعز ما نملك .
قد خسرنا المناصب والوظائف وكل الخدمات المقدمة من كل النظام لكن تبقي الكرامة لا تضيعوها هدرا ولا تجهدوا في استقبال من لا يستحق .