قصة : صداع نصفي يدشن إمبراطورية كريستيانو

سبت, 02/15/2020 - 11:45

الزمان: صيف 2002
المكان: المكتب الخاص بأليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد
 
انضم كارلوس كيروش إلى الجهاز الفني لمانشستر يونايتد، ولكنه على أعتاب مهمة صعبة بأن يثبت جدارته للعمل كمساعد لفيرجسون.
 
كان من الصعب الدخول مباشرة في نقاشات حول الأساليب الفنية والخططية الخاصة بفيرجسون، ولذلك اختار كيروش الطريق الأسهل في العمل وهو تقديم المقترحات للسير.
 
وخلال إحدى الجلسات بين الطرفين بعد قرار تعيين كيروش، جاء الأخير إلى مكتب السير في الشياطين الحمر، حيث طرق الباب، وبعد أن سُمح له بالدخول بادر المدرب البرتغالي بمباغتة فيرجسون.
 
كيروش: "أحمل لك هدية من البرتغال.. هناك فتى في سبورتينج لشبونة علينا أن نراقبه جيدًا".
 
فيرجسون: "من الذي تتحدث عنه؟.. أتذكر أن لديهم 2 أو 3 لاعبين مميزين".
 
كيروش: "يدعى كريستيانو رونالدو، ولكن علينا التحرك سريعًا إذا أردنا ضمه".


 
كان فيرجسون مدققًا للغاية في التفاصيل، وفضل ألا يهدر الوقت، حيث أرسل جيم راين (أحد المساعدين) كي يشاهد تدريبات لشبونة.
 
وساعد فيرجسون أن مانشستر يونايتد قد وقع اتفاقية مع لشبونة أحد بنودها ينص على تبادل المساعدين والمدربين، من أجل متابعة التدريبات.
 
عاد راين بعد مشاهدة تدريبات لشبونة، وخلال اجتماعه مع فيرجسون، قال: "رأيت ما لم أشاهده من قبل.. إنه لاعب مذهل، لو كان الأمر بيدي، لتعاقدت معه فورًا".
 
تأكد فيرجسون أن كيروش لم يكن يبالغ عندما طالبه بالإسراع في إبرام الصفقة، ولذلك تحدث السير فورًا مع إدارة مانشستر يونايتد، لبدء التفاوض بشأن كريستيانو.
 
لم يمانع مسؤولو لشبونة في انتقال كريستيانو إلى الشياطين الحمر، ولكنهم اشترطوا بقاء اللاعب مع الفريق لمدة سنتين.
 
هدأ عقل السير بعد أن حصن موهبة المستقبل، لا سيما أن ارتباط اسم كريستيانو بمانشستر يونايتد اتبعه تحرك من آرسنال وفالنسيا وإنتر ميلان، لخطف اللاعب القادم من بلاد لويس فيجو.
 
ظل فيرجسون لمدة عام كامل دون أن يتحدث مع كريستيانو أو وكيله، واكتفى فقط بالاتفاق الودي الذي تم بين الناديين.
 
خلال الاستعداد لموسم 2003-2004، كان مانشستر يونايتد يخوض جولة صيفية في أمريكا.
 
الموسم الكروي في إنجلترا يقترب من الانطلاق، إلا أن فيرجسون لم يحظ بما يحلم به من صفقات مميزة، ويحلم بالوصول إلى التشكيلة والخطة المثالية للفريق خلال المباريات الودية.
 
وفي نهاية المعسكر، كان على مانشستر خوض مباراة ضد سبورتينج وفقًا للاتفاقية المبرمة بين الطرفين، ورغم أن لاعبي الشياطين الحمر أرهقوا من كثرة السفر، ولكن لا مفر من لعب الودية الإجبارية.
 
قبل بدء المباراة تحدث فيرجسون مع جون أوشي بأنه سيلعب على أحد أسرع اللاعبين في فريق لشبونة، ولذلك يجب ألا يمنحه أي مساحات للركض.

Volume 0%

 


 
بدأت المباراة وكانت هذه المرة الأولى التي يرى خلالها فيرجسون كريستيانو بعينه، بعد أن سمع عنه من الإطراء ما قد يغنيه عن المشاهدة، إلا أن ذلك لم يقلل من حجم انبهار السير.
 
وإذا كان لدى السير سابق معرفة بكريستيانو، ولكن كل اللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء تفاجؤوا بهذا الذي يحرج أوشي بالسرعة والمهارة مرددين: "انظروا لهذا القطار.. لديه أسلوب استثنائي في المراوغة".
 
لم ينتظر فيرجسون حتى نهاية المباراة كي يفتح الحديث عن صفقة كريستيانو مجددًا، ولكنه طلب من أحد المساعدين الذهاب إلى المقصورة الرئيسية في الملعب، لإحضار بيتر كينيون، المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد في ذلك الوقت.
 
جاء كينيون على الفور، ولكن المفاجأة أن يجد وجه فيرجسون الذي أجبر على خوض اللقاء الودي مليئًا بالحماس والجدية ويردد: "لن نتحرك من هذا الملعب قبل أن نوقع مع كريستيانو".
 
كينيون: "حسنًا.. ولكن ألا تتذكر الاتفاق القديم. لقد طلبوا بقاءه لعامين على الأقل".
 
فيرجسون: "ربما إضافة القليل من الأموال للصفقة يساعد على حسمها بشكل أسرع".
 
كينيون: "سنرى موقفهم، ولكن هل هو جيد لهذه الدرجة؟".
 
فيرجسون: "أوشي ما يزال يعاني من الصداع النصفي، بسبب مراوغات هذا الشاب".


 
انتهى حديث فيرجسون وكينيون، ولكن اللاعبين على مقاعد البدلاء لا يزالوا يتحدثون عن كريستيانو، وبشكل خاص عما فعله بأوشي، لدرجة إلقاء المزاح والنكات طوال الشوط الأول من قبل ريان جيجز وروي كين على زميلهما الذي قرر الذهاب لطبيب الفريق بين الشوطين وأخبره أنه يشعر بالدوار.
 
انتهت المباراة وذهب فيرجسون إلى حجرة صغيرة في الملعب، للحديث مع كريستيانو وإبلاغه أن مانشستر سيقدم عرضًا لشرائه على الفور.
 
فيرجسون: "ستنضم لنا ولكن لن تلعب معنا كل أسبوع. لا تغضب من ذلك.. أنت صغير إلا إنك ستكون في الفريق الأول وفي غرفة واحدة مع النجوم الكبار".
 
لم يملك الدون الكثير من الكلمات ليعبر بها عن سعادته، ولكنه وجه الشكر إلى السير ووعده بالالتزام بكل تعليماته والعمل بجدية في التدريبات.
 
غادر بعثة مانشستر عائدة إلى إنجلترا، وإذا بمجموعة من اللاعبين الكبار بالشياطين الحمر يأتون للتحدث مع فيرجسون على الطائرة، ويرددون في صوت واحد "لماذا لا يتعاقد النادي مع شاب لشبونة المذهل؟".
 
ضحك فيرجسون من طلب لاعبيه، وقال في ثقة: "سيحدث ذلك بالفعل.. ربما يتحول الأمر إلى واقع خلال ساعات".

لم يخطئ فيرجسون في توقعه، حيث انتقل كريستيانو إلى مدينة مانشستر لتوقيع العقود وبدء رحلة مع المجد لم تنته حتى الآن.