تمر الجزائر مقابل سمك موريتانيا.. جسر جوي تجاري لمواجهة تداعيات كورونا

سبت, 05/02/2020 - 07:35

في ظل إغلاق الحدود البرية بين موريتانيا والجزائر بسبب جائحة كورونا، بدأت الشركة العربية للخدمات في مدينة نواذيبو الموريتانية، وبالتنسيق مع رجال الأعمال الجزائريين في 22 أبريل/نيسان الماضي، بتنظيم جسر جوي تجاري بين العاصمتين الجزائر ونواكشوط لنقل مئة طن من التمر الجزائري، على أن ترجع الطائرات محملة بالسمك الموريتاني وبعض البضائع الأخرى التي يرغب التجار الموريتانيون في تصديرها.

ومن شأن الجسر الجوي أن يسهم في تغطية النقص الذي تعرفه موريتانيا في مادة التمر، التي تشهد أسعارها ارتفاعا كبيرا خلال شهر رمضان الكريم، كما سيشكل فرصة للصيادين التقليديين الموريتانيين في تسويق بضاعتهم نحو الخارج بسعر أفضل.

وتزامن هذا النشاط التجاري مع مساعي وزارة التجارة الموريتانية لتأمين حاجات السوق من المواد الغذائية التي تستورد منها أنواعا عديدة.

وتعتبر موريتانيا في قائمة الدول العربية المصدرة للسمك، وتمتلك منه ثروة هائلة، كما تصنف الجزائر من أكثر الدول إنتاجا للتمور، حيث تمتلك ما يربو على عشرين مليون نخلة، وبلغ إنتاجها من التمور في سنة 2019 نحو 12 مليون قنطار (القنطار في الجزائر يعادل مئة كيلوغرام).

وتصنف التمور الجزائرية بكونها الأكثر وفرة في السوق الموريتانية، وبأنواع وأشكال متعددة، وبأسعار متفاوتة، وفي شهر رمضان الكريم يتزايد عليها الطلب في سوق المواد الغذائية.

وشكلت أزمة كورونا شللا في الحركة التجارية في المعابر الحدودية الموريتانية، وهو الأمر الذي جعل الفاعلين التجاريين ينظمون الجسر الجوي التجاري الذي يعد الأول من نوعه بين الجزائر وموريتانيا. 

 

<br />
التمور الجزائرية هي الأكثر وفرة في الأسواق الموريتانية (مواقع التواصل)<br />

عراقيل رغم الجهود الحكومية
وفي حديث للجزيرة نت، قال مدير الشركة العربية للخدمات سيدي عثمان إن هذا الجسر يأتي تلبية لحاجات السوق الموريتانية استيرادا وتصديرا، كما يشكل إضافة نوعية للحركة التجارية بين الدولتين الشقيقتين للتغلب على الركود الاقتصادي في ظل جائحة كورونا.

وأكد سيدي عثمان أن شركته كانت تعاقدت مع فرع الخطوط الجوية القطرية في الجزائر لنقل البضاعة نحو مطار نواذيبو، لكنهم تفاجؤوا أن مدرج المطار لا يتسع للطائرات الكبيرة.

وأضاف المدير أن سلطات المنطقة التجارية الحرة في العاصمة الاقتصادية نواذيبو لم تتفاعل مع طلبات الموردين، وليست لديها وسائل تفريغ وتخزين البضائع القابلة للتلف.

وأوضح سيدي عثمان أن السفارة الجزائرية تلعب دورا كبيرا في تنشيط الحركة الاقتصادية بين الدولتين.

وقال المتحدث باسم السفارة الجزائرية في نواكشوط للجزيرة نت إن النقل الجوي للتجارة البينية الذي انطلق بداية رمضان بأربع طائرات، سيتم تعزيزه بأسطول آخر يتكون من ست رحلات، وأضاف أنهم يعملون على فتح المعبر الحدودي بعد رمضان.

وفي سنة 2018 فتحت موريتانيا والجزائر معبرا حدوديا هو الأول منذ استقلال البلدين، وأعلن حينها أن الهدف من الإجراء هو تسريع وتيرة التبادل التجاري وتسهيل عبور الأشخاص.

وبعد فتح المعبر الحدودي تم التوقيع على اتفاق شراكة بين غرفتي التجارة والصناعة في البلدين من أجل خلق فرص اقتصادية جديدة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018 افتتح في العاصمة نواكشوط أكبر معرض للمنتجات الجزائرية، شاركت فيه 170 شركة من الجزائر، وحضره وزيرا التجارة الجزائري والموريتاني.

وفي السنة ذاتها وصل حجم الصادرات الجزائرية نحو نواكشوط خمسين مليون دولار أميركي.

وحسب أرقام غرفة التجارة والصناعة الموريتانية، التي حصلت عليها الجزيرة نت، فقد وصلت الضرائب الجمركية على الواردات الجزائرية سنة 2018 إلى 922 مليون أوقية (ثلاثة ملايين دولار)، كما وصلت في الفصل الأول من سنة 2019 نحو مليون دولار.

وفي سنة 2019، تم تبادل الزيارات بين اتحاد أرباب العمل الموريتاني والجزائري من أجل تقوية العلاقات التجارية، وحث المستثمرين على التوسع داخل البلدين. 

 

<br />
 عبد الله ولد أواه:  الجزائر توجد في صدارة الشركاء التجاريين الأفارقة لموريتانيا (الجزيرة)<br />
 

آفاق واعدة 
وفي حديث للجزيرة نت، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله ولد أواه إن الجزائر أصبحت في صدارة الشركاء التجاريين الأفارقة لموريتانيا، حسب أرقام المكتب الوطني للإحصاء في موريتانيا.

وأضاف ولد أواه أن المنتجات الجزائرية شكلت العام الماضي 28% من مجموع واردات موريتانيا، يليها المغرب الذي جاء في المرتبة الثانية بنسبة 23.9%.

وتنتج موريتانيا مواد غذائية عديدة، مثل السمك والأرز واللحوم الحمراء، ويمكن للجزائر أن تستوردها بأسعار تنافسية.

وأوضح مدير الشركة العربية للتجارة والخدمات للجزيرة نت أن الجسر الجوي الذي نظمته شركته سيكون له أثر إيجابي على الحركة الاقتصادية بين البلدين، نظرا لما يتميز به من سرعة وصول البضائع، كما أنه سيسهم في اعتماد الدولتين على التجارة البينية بفعل فيروس كورونا، الذي حدّ الحركة البحرية والبرية.

كما أكد أن سلطات البلدين لديهما اهتمام كبير بهذا الجسر الجوي ودعمه، وقد لا يتوقف مع انتهاء رمضان؛ لأنه يشكل فرصة لتحريك الكثير من البضائع ذات الأجل القصير مثل الألبان ومشتقاتها.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون أجريا اتصالا هاتفيا مع بداية أزمة كورونا، أكدا فيه تقوية العلاقات والتعاون بين البلدين. 

المصدر : الجزيرة