صندوق كورونا والتشاور مع النظام هل يعصفان بتنسيق المعارضة ؟

ثلاثاء, 06/09/2020 - 14:20
المصدر: "السراج"

يبدو أن تسيير ملف كورونا ومستوي إشراك المعارضة فيه ونقاش ذلك من طرف الأحزاب الممثلة في البرلمان أصبح محل خلاف كبير بين أحزاب المعارضة وخاصة بعد وصوله لمرحلة تشكيل لجنة من طرف النظام لم تأخذ بأي من توصيات الأحزاب التي اجتمعت عدة مرات وبطلب من الحكومة .

وحسب مصادر السراج فإن هذه الأحزاب التي اجتمعت عدة مرات وفي عدة مقار لأحزابها وضعت عدة نقاط وأبلغتها للجهات الرسمية التي تحضر القاءات وتم تمثل الحزب الحاكم فيها بتمثيل عال تراوح بين الرئيس و نوابه ولكن هذه النتائج لم يأخذ النظام أيا منها بل لم يرد عليها إطلاقا .

مطالب المعارضة وتجاهل النظام

وقالت المعارضة إن هناك مشاكل كبيرة وخروقات قوية في ملفة تسيير كورونا أوضحتها للنظام في نقاط محددة من أبرزها:

 

1- إشراك المعارضة في تسيير صندوق كورونا وفي جميع مراحله

وفي هذه النقطة أوضحت الأحزاب خلال أول اجتماع لها بمقر التكتل أنها تريد أن تكون حاضرة في لجنة الإشراف وفي لجان التنفيذ وفي لجنة المتابعة وأنها لا تريد أن تكون شاهدا غير موجود فيما يشهد عليه.

2 - إدخال العالقين علي الحدود وهي النقطة التي كانت حاضرة عند المعارضة فى نقاشها مع النظام منذ الوهلة الأولي وكان النظام يتحاشى أي إجابة واضحة أو أي وعد فيها طيلة الفترة ليقوم بذلك بعد فترة وبقرار من الحكومة دون ذكر للأحزاب التي طلبته منذ فترة بحكمه متصلا بملف كورونا .

3 - لوائح المستفيدين من الدعم الحكومي فى برنامج كورونا وهو ما لاحظت عليه أحزاب المعارضة ملاحظتين جوهريتين إحداهما أن وعد النظام باستفادة ثلاثين ألف أسرة لم يتحقق بل كان العدد أقل من ذلك بكثير , كما أن اللوائح التي اعتمدت كانت فى أغلبها لوائح سياسية جاهزة عند الحزب الحاكم وتم اعتمادها حسب المصدر نفسه الذي تحدث للسراج ولم تخضع لمعيارية واضحة وهو ما جعل بعض البلديات ترفض المشاركة فيها بسبب الآليات .

4 - طلبت المعارضة في بعض المراحل من المفاوضات بلقاء وزيري الداخلية والصحة لشرح الخطة المرسومة فى مواجهة كورونا وما قيم به في سبيلها وسبل تنفيذ ذلك وهو الرأي الذي لم تجب عليه الحكومة ولا موفدوها

حرب البيانات 

وحسب مصادر السراج فإنه وفي الوقت الذي كانت المعارضة تنتظر ردا حكوميا على المطالب وواصلت الضغط من أجل ذلك حيث أنه في بعض الأحيان كانت رسائل المعارضة  عبر الوتساب تتم قراءتها دون إجابة من طرف الحزب الحاكم حسب مصدر معارض تحدث للسراج ليكون الرد الأخير عليهم بعد طول انتظار هو تشكيل لجنة دون مشورتهم ودون أخذ أي رأي لهم فيها كأحزاب وهو ما سبب غضبا كبيرا لدي الأحزاب وامتعاضا من طرف الكثيرين منهم

وهكذا جاء بيان الأحزاب المعارضة وحديثه عن من مشاكل كبيرة في مناحي عديدة من الحياة ووصف الرئيس الموريتاني بعبارة رئيس الدولة والذي كان ردا على التجاهل وتفويت الوقت في نقاشات لا طائل من ورائها واللعب على المعارضة وقادتها لفترة طويلة في ملف كورونا ليتم الرد على البيان ببيان آخر من طرف الحزب الحاكم اعتبرته المعارضة عودة لبيانات قديمة ولغة لا تخدم الوطن والحوار .

التنسيق خارج كورونا 

مصادر السراج أكدت أنه وبعد حرب البيانات وما تلاها دخل رئيس الحزب الحاكم على الخط وطلب لقاء الأحزاب وهو اللقاء الذي جاء تحديدُ وقته بشكل مفاجئ وتم اختيار يوم الثلاثاء له رغم وجود موعد مسبق بين أحزاب المعارضة وحدها يوم الأربعاء حيث طلب تواصل تأجيل لقاء الحزب الحاكم إلى ما بعد لقاء المعارضة وحدها لتوحيد رأيها وأخذ موقف موحد ومطالب واضحة إلا أن احد الأحزاب قال إنه لا يمكنه ذلك لأن الموعد تم حسمه فتغيب تواصل والتحالف عن اللقاء ما جعل المعارضة تؤجل موقفها حتي يحضر تواصل والتحالف ويتم أخذ رأيهما .

وحسب المصادر نفسها فإن لدي كثير من الأحزاب الممثلة في البرلمان رأي متقارب من رفض تحويل لقاءات ملف كورونا إلى نقاش سياسي أو تكتل معارض للقاء مع النظام دون أرضية واضحة وأن يكون ذلك بطلب من النظام وعبر البوابة الحقيقية للحوار الرئاسة أو الوزارة الأولي .

ويري تواصل وبعض الأحزاب أن النقاش حول ملف كورونا لا طائل من ورائه فقد تم تشكيل اللجنة من دون المعارضة ولم يؤخذ برأيها ولم يتم الرد عليها وأن وجود المعارضة فيه مجرد إعطاء صبغة مشاركة لا وجود لها ولا ينبغي البقاء فيها وهو الرأي الذي يعارضه أحد الأحزاب ويري أن النظام ينبغي أن يجد فرصة جديدة في هذه الوضعية وأن يترك ليقوم بما يمكن حتي نتجاوز الظرفية الحالية .

وتري بعض الأحزاب الأخري أن تواصل يأخذ بازدواجية غير واضحة في هذه الفترة حيث يمثل في الصندوق الذي ينسحب منه بزعيم المعارضة الذي لم يعتذر عن المشاركة  وهو قيادي تواصل وجاء عن طريقه ثم يقول إنه منسحب من كورونا وأنه لا فائدة من صندوقه

كما يأذخذ هؤلاء علي تواصل أنه يرفض أي تنسيق يحضره النظام الحالي رغم أنه قد لاتترتب عليه فائدة ولن يكون مغايرا للقاءات السابقة التي حضرها الحزب

ويؤكد هؤلاء أن المرحلة ليست مرحلة اصطفاف سياسي وأنه لايوجد تنسيق سياسي وإنما لقاءات لأحزاب المعارضة وليس فيها ما هو ملزم وأن فترات التنسيق والهيئات الماضية تجربتها كانت فاشلة بين أحزاب المعارضة ولم تقيمها بعد وأن أي تنسيقية جديدة لن تكون مغايرة  والوضع لا يتلطبها .

اللقاء الأخير ومآلات التنسيق

وما بين الموقفين جاء لقاء أمس للأحزاب في مقر الصواب والذي أسفر عن إصرار على مواصلة الحوار بين أحزاب المعارضة نفسها مع اعتذار تواصل عن حضور لقاء الأحزاب مع الحزب الحاكم وفي مقره غدا ورفض الأحزاب الأخري لمقترحات تقدم بها تواصل من أجل اجتماعات دورية أو تنسيقية لأحزاب

ويري تواصل أن المعارضة ينبغي أن تظل موجودة مهما كانت الظروف وأنه كحزب المعارضة الأول عليه واجب تجاه الجماهير التي قدمته من أجل الملاحظة على عمل الحكومة والتنبيه على مواطن الخلل والرفض بقوة للخلل الواضح في تسيير أهم ملف موجود اليوم وهو ملف كورونا والذي اتضح أن الخطط التي أخذت كانت غير جادة ولم تؤت أي نتيجة وتنبغي مراجعتها والتحقيق فيما شابها من خروقات وأن معارضة النظام ليست تأزيما ولا توتيرا بل حق أصيل لا تستقيم السياسة ولاتعمل الحكومات إلا في ظل وجوده .

ويري آخرون معارضون أن الوقت لم يصل بعد إلى تلك المرحلة وأن بيانات الأحزاب ومواقفها لم تكن تحابي النظام ولم تسكت على الخلل والتقصير وأن الوضع الحالي لكل حزب فيه حرية الرأي والاختيار فى الموقف وليس هناك ما هو ملزم لأي منها ولا ضرورة للتنسيقيات .

وحسب مصادر السراج فإنه ورغم الخلاف والتباين الواضح بين الأحزاب المعارضة فإنه لا مناص من شكل ينسق عمل الأحزاب سواء في لقاءاتها التشاورية مع النظام أو ملاحظاتها على عمل الحكومة أو حتي الحوار معها إذا وصل الأمر إلى ذلك وهو عمل لا تزال بلورة شكله النهائي محل خلاف بسبب ترسبات خلافات الماضي وانعدام كبير للثقة بين القادة الحاليين .