فرنسا لم تعد مهمة.!/أمينة بنت عمار

جمعة, 10/16/2020 - 20:12

لما توالت خرجات "ماكرون" مهاجما "الإسلام" – بشراسة - من على منصات "الخطابة" تداعت لذاكرتي المغاضبة مشاهد الفيلم المصري: "زوجة رجل مهم"، الذي تدور أحداثه حول شخصية "العقيد" "أدهم" المتسلط.. صاحب النفوذ الواسع.. الرجل المسيطر.. بعد أن وجد نفسه خارج دوائر صنع القرار تمهيدا لإحالته للتقاعد.. الوضع الجديد للرجل "المهم" – سابقا - أصابه بهستيريا عدائية تجاه الآخرين.. إساءات واعتداءات لم تعد للعقيد "المتقاعد" سلطانه المفقود.. لينتهي"الفيلم" بالرصاص والدموع والدماء.

 

ماكرون هو الآخر لن يستعيد "مجد" فرنسا الآفل بتصريحاته العدائية للإسلام!.. ما عاد للعالم اهتمام بــــ"الجمهورية الخامسة".. فرنسا بجبروتها ومستعمراتها وحروبها الظالمة خسرت مكانتها بين "الكبار"، حتى الدول الإفريقية الضعيفة شبت عن الطوق يا ماكرون!.

 

فرنسا المتدحرجة لأسفل القاع تقلق الرئيس الطامح لعودة "المجد" للجمهورية الخامسة!.. يدرك الفرنسيون أن بلادهم خارج قائمة الدول الأكثر نفوذا في العالم، ولكن ماكرون لا يبدو مستوعبا لحقيقة أن "فرنسا منزوعة التأثير".. فتلبسته حالة هستيرية للفت الأنظار، فوثب ينتقد الإسلام كل حين ويحذر منه كقائد "صليبي" يحرض جيش "الرب" لغزو ديار المسلمين!.. "الزعيم" "اللائكي" يزج بالدين في رحلة بحثه عن "سلطان" لن يعود.

 

هل يستطيع أحد في هذا العالم المنافق أن يقول: إن تصريحات ماكرون تدعو للكراهية؟!.. لا تفكروا كثيرا في الإجابة "المحرجة" لكن فكروا معي في هذا السؤال البديل: ماذا لو كانت تصريحات ماكرون تستهدف "اليهودية" أو حتى "البوذية"؟.. تصوروا أنتم حجم الزلزال الذي سيهز العالم.. ولكن الإسلام لا بواكي له!.

 

فرنسا التي لولا عطرها الزكي وبرجها الشاهق ومتحفها الفخم.. لتلاشى ذكرها في العالمين، يحاول رئيسها ركوب موج اليمين المتطرف بالجهر بالسوء من القول للمسلمين .. يغيظ "ماكرون" أن لغته "الراقية" باتت على وشك الانقراض.. يؤلمه أن الحديث بلغة "الفلسفة" و "التنوير..." سينحصر في زوايا قصية في بيوتات العجائز في الريف الفرنسي.

 

لم يشارك المسلمون في قتل "الحضارة" الفرنسية ولن يشيعوها لمثواها الأخير، على أن ليس عدلا أن يقتص ماكرون من غير قاتليه..! احتقار ماكرون للمسلمين لن يعيد "التاج المفقود" ولا بريق لغة "مولير" الخافت.. وسيجد "العلمانيون" الفرنسيون حرجا بالغا من المضايقة التي يتعرض لها المواطن الفرنسي المسلم من قبل من يفترض أنهم حماة قيم "الجمهورية"، وأولها احترام "الأديان" كما يدعي الدعاة على أبواب "العلمانية".

 

لن يطول بك المقام في "الاليزيه" يا ماكرون!.. وستحجم وسائل الإعلام عن نقل تصريحاتك.. ولن تكون إلا "مكروها" أساء إلى أمة عظيمة!.. وسيكون لإساءاتك وطنعك في الإسلام أثر عكسي.. وسيبصر "أحرار" العالم فداحة ما يحيق بالمسلمين من حيف.. خالصا لهم من بين كل "الأديان"!... فينقبون عن الإسلام ويتعرفون عليه من مصادره، ليدخلوه أفواجا.. عندها ستشرق شمس الإسلام على الغرب.

 

قدر لحروفي - هذه-أن تظل مقصورات عن النشر إلى أن عادت "مريم": الفرنسية المجاهدة.. والتي كانت بالأمس القريب "صوفي" الرهينة" الملهمة لأفكار ماكرون وخطابه العنصري... ضد "الإسلام".. كان يسابق الزمن ليقول: إن الإرهاب "الإسلامي" سلب المناضلة الجميلة "صوفي" حريتها.. وسامها ضعف العذاب.. لتحدق فيه بعيون زالت عنها الغشاوة: أنا مسلمة.. أنا مريم ولست "صوفي"!.. لينسحب بعدها مصدوما حسيرا.. يلملم قصاصات خطابه البغيض.

 

مشهد الحجاب الأبيض لمريم أعاد "ماكرون" لبيته مذموما مدحورا.. شفت مريم غليل النفوس المتعطشة للنيل من "الاشتراكي" المتغطرس..

 

وسيتحدث العالم طويلا عن خيبة "ماكرون" غداة استقباله المشهود للصديقة مريم.

 

صبرا أيها المسلمون فالله متم نوره ومنجز وعده ولو بعد حين.