أخطر من كورونا.. تعرف على فيروس “نيباه” وهل له علاقة بالصين؟ – (فيديو)

أربعاء, 02/03/2021 - 11:57

لنفي السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا مقلقا للكاتبة جوليا كوليوي، حول فيروس يعرف باسم “نيباه” وفيروسات أخرى، محذرة من خطورتها، كما أشارت إلى عدم استعداد شركات الأدوية للوباء القادم، في خضم جائحة كورونا التي تضرب العالم منذ نحو عام.

الغارديان قالت إن “نيباه” قد يتفشى في الصين على غرار “كورونا”، مستندة إلى تصريح المديرة التنفيذية لمؤسسة “أكسيس تو ميديسين” جايسري كي آيير، الأمر الذي أثار تفاعلا وقلقا كبيرا للغاية في العالم، وفي دول عربية، حتى خرجت السفارة الصينية في القاهرة للتعليق على الموضوع، كما عدلت الغارديان تقريرها.

وقالت كي آيير: “فيروس نيباه مرض معد آخر ناشئ يسبّب قلقا كبيرا.. يمكن أن يهب في أي لحظة.. يمكن أن يكون الوباء التالي عدوى مقاومة للأدوية”. وأضافت في تصريحها للغارديان، أن الفيروس يتفشى في الصين.

 

و”نيباه” هو فيروس حيواني المنشأ، ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أيضا أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس، ويقدر معدل وفيات الإصابة به بحوالي 40% إلى 75%، وفق منظمة الصحة العالمية، بحسب ما نشر موقع “الجزيرة نت”.

 

خطورة فيروس “نيباه” تتمثل في عدم اكتشاف علاج له حتى الآن

 

تصريحات كي آيير في الصحيفة البريطانية، جلبت رداً صينياً، حيث نفت سفارة الصين في العاصمة المصرية القاهرة، أن يكون فيروس نيباه فيروسا “صينيا” مثلما تروّج له عن قصد أو من دونه بعض وسائل الإعلام، وفقا لما نقل موقع روسيا اليوم ومواقع إخبارية أخرى.

وقالت السفارة في بيان بشأن هذا الموضوع إن “ربط هذا الفيروس بالصين أمر غير صحيح لأن الفيروس موجود فى جنوب آسيا وليس الصين تحديدا”، مؤكدة عدم وجود أي دليل علمي يسند هذه الادعاءات.

 

الردّ الصيني، دفع “الغارديان” إلى تعديل تقريرها، وذلك يوم 31 يناير/كانون الثاني الماضي، حيث حذفت أي إشارة إلى الصين في تصريح جايسري كي آيير، وكتبت: “تم تعديل هذه المقالة يوم 31 يناير/ كانون الثاني 2021. ذكرت نسخة سابقة -من المقال- أن جايسري كي آيير سلطت الضوء على تفشي فيروس نيباه في الصين، مع معدل وفيات يصل إلى 75% ، باعتباره خطر الوباء الكبير القادم. تحدثت آيير عن فيروس نيباه بشكل عام، وأن تفشي المرض في بلد كبير مثل الصين قد يكون كارثيا، لا يوجد حاليا تفشٍ لنيباه في الصين”.

وهذا يعني أن فيروس نيباه حاليا ليس متفشيا في الصين.

 

أخطر من كورونا

ياسر الشربيني، أستاذ علم المناعة والعلوم الطبية الحيوية في جامعة “نوتنغهام ترنت” في بريطانيا قال في حوار مع صحيفة “الوطن” المصرية، إن “فيروس نيباه يختلف عن فيروس كورونا في كثير من الصفات، ولكن هناك تشابه بينهما في الشكل والتركيب”.

وأوضح أن “خطورة هذا الفيروس تتمثل في إصابته للجهازين العصبي والتنفسي معا، وهو يمثل خطورة كبيرة، بخلاف فيروس كورونا، لأن نسب الوفيات به تصل لـ75% من إجمالي عدد المصابين”.

كما لفت الشربيني إلى أن “فيروس نيباه مكتشف منذ عام 1994، في دول شرق آسيا، وأنه موجود في الخفاش دون أن يؤثر عليه، ولكنه عندما يخرج منه عبر اللعاب والروث والبول الخاص به على الفواكه التي يتغذى عليها، يصيب الحيوانات الأخرى، ومن ثم ينتقل إلى الإنسان مباشرة”.

 

خطورة هذا الفيروس تتمثل في إصابته للجهازين العصبي والتنفسي معا، وهو يمثل خطورة كبيرة، بخلاف فيروس كورونا، لأن نسب الوفيات به تصل لـ75%

 

وحول كيفية انتقال فيروس “نيباه” إلى الإنسان، قال ياسر الشربيني إن “هذا الفيروس ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي واللمس، بمعنى نفس وسائل انتقال فيروس كورونا”، موضحا أن “انتشار المرض يكون من خلال التنفس أو التلامس، كما أن هناك عددا من الأطقم الطبية أصيبوا نتيجة مخالطتهم للناس، ولا ينتقل عن طريق أكل الخفاش”.

وأضاف قائلا: “في حال إصابة أي مجموعة بالفيروس، لا بد من غلق المنطقة بالكامل لمنع انتقال المرض، وحتى الآن لم يتم اكتشاف أسباب سرعة انتشار المرض، ولكن خطورته في ارتفاع نسب الوفيات”.

وحذر أستاذ علم المناعة من أن “خطورة فيروس “نيباه” تتمثل في عدم اكتشاف علاج له حتى الآن”، لافتا إلى أنه “انتشر بشكل محلي بين عامي 2018-2019، ولم يكن عالميا”، حيث أنه “في تلك الفترة، قررت السعودية والإمارات عدم استيراد أي منتجات من دول شرق آسيا كالخضراوات والفواكه”.

وعن أساليب الوقاية والحماية من فيروس نيباه، أكد ياسر الشربيني أن “الوقاية خير من العلاج”، مشددا على أنه “يجب فحص الفواكه جيدا من قبَل الجهات المختصة، مع ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون”.

وتابع: “أتوقع أن لا يسبب فيروس نيباه انتشارا وخطورة مثل ما حدث مع كورونا، ولو حدث ستكون هناك مشكلة كبيرة، خاصة أنه لا يوجد له أي دواء يسهم في علاجه أو الحد من انتشاره، كما أن العلاجات المتاحة له محدودة نظرا لأنه لم يكن على خريطة شركات الأدوية”.