تونس تصدر بطاقة جلب دولية ضد المرزوقي وحملة تضامن واسعة معه على مواقع التواصل

جمعة, 11/05/2021 - 09:46

أكدت مصادر قضائية تونسية، الخميس، إصدار بطاقة جلب دولية ضد الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، بتهمة “الاعتداء على أمن الدولة الخارجي”، عقب اتهامه من قبل الرئيس قيس سعيد بالدعوة للتدخل الأجنبي، وهو ما نفاه المرزوقي في وقت سابق.

ونقلت وكالة الأنباء المحلية (تونس افريقيا) عن مصادر في المحكمة الابتدائية في العاصمة قولها إن “قاضي التحقيق المتعهد بملف المرزوقي، تولى إصدار بطاقة جلب دولية في شأنه”.

وكان الرئيس قيس سعيد اتهم المرزوقي بالتآمر على أمن الدولة الخارجي، وتعهد بسحب جوار السفر الدبلوماسي منه، مطالبا وزيرة العدل بفتح تحقيق قضائي ضده.

ونفى المرزوقي اتهامه من قبل الرئيس سعيد وبعض الأطراف داخل تونس بالدعوة للتدخل الأجنبي، مؤكدا أنه دعا فرنسا لـ”عدم دعم الانقلاب، وليس للتدخل في تونس”.

المرزوقي: لا خائن إلا من حنث بقسمه

وفي تعليقه على قرار السلطات التونسية، الخميس، استنكر المرزوقي ما اعتبره اتهاما له بـ”الخيانة” من قبل سعيد.

وقال في تدوينة نشرها عبر صفحته على فيسبوك، “خرجت يوما من قصر قرطاج إلى بيتي معززا مكرما، بعد أن رفعت اسم تونس وثورتها في كل المحافل الدولية، بعد أن حميت الحقوق والحريات وحافظت على المال العام”.

وأضاف: “حاولت ما استطعت جمع التونسيين وأعددت لتونس برامج لمواجهة تحولات المناخ التي ستهدد الأجيال القادمة، وسلّحت الجيش، وأمرت الأمن الرئاسي بحماية خصومي، واسترجعت قسما من الأموال المنهوبة، وحاربت الفساد قولا وفعلا فأسقطني الفساد”.

وتابع المرزوقي: “كان لي شرف إمهار (ختم) أول دستور ديمقراطي في تاريخ تونس (يناير/ كانون الثاني 2014)، وهذا الدكتاتور الثالث (في إشارة إلى سعيد) الذي ابتليت به تونس يتجاسر على اتهامي بالخيانة!”.

واعتبر المرزوقي أن “لا خائن إلا من حنث بقسمه وانقلب على الدستور الذي أوصله للحكم وورط البلاد في أزمة غير مسبوقة وجعل من بلادنا مرتعا لبلدان محور الشرّ (لم يسمها)”.

 

حملة تضامن

وأطلق سياسيون وحقوقيون تونسيون وعرب حملة تضامن واسعة مع المرزوقي على مواقع التواصل، حيث كتب رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني “إعادة تشغيل وتوظيف “قضاء التعليمات” ‏لإصدار بطاقة جلب دولية ضد الرئيس المؤقت الأسبق محمد المنصف المرزوقي، منعرج خطير تجاه خصوم ومنتقدي ومعارضي وناصحي رئيس الجمهورية رئيس السلطات المطلقة للتدابير الاستثنائية وتوليداتها اليومية المثيرة للجدل داخليا وخارجيا”.

 

واعتبرت الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة (أم زياد) أن القرار هو “مؤشر على اننا ذهبنا أشواطا بعيدة في بيع وهم الإصلاحات بإلقاء فرائس لجمهور متعطش للانتقام. وهو لا يشعر بأنه جائع للطعام أو قريبا جدا سيجوع”.

 

وكتب الباحث الفلسطيني إبراهيم حمامي “مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس التونسي الأسبق المرزوقي. بدأت جريمة ارتكبها المرزوقي غير إصراره على رفض انقلاب سعيد في تونس. قيس سعيد، إضافة للجنون السياسي الذي يقوم به، أصبح خطرا على كل التونسيين فهو لا يرى إلا نفسه ويستغل مؤسسات الدولة للانتقام من خصومه. هوس خطر يجب وقفه”.

 

ودون الكاب السوري أحمد موفق زيدان “منصف المرزوقي أيقونة ثورية، تتفق معه أو تختلف، ولكن ما عليك إلاّ أن تحترمه، بقية الشرفاء العرب الذين دافعوا عن حقوق وكرامة الإنسان. أول رئيس منتخب لتونس ما بعد الثورة. دافع عن الرئيس الشهيد المظلوم مرسي. الديكتاتور قيس سعيد -ومذكرته للإنتربول- هو أولى بالقبض عليه من رئيس شريف”.

 

وكتب الإعلامي القطري جابر الحرمي “السلطات التونسية تصدر مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس السابق المنصف المرزوقي على خلفية انتقاده الرئيس قيس سعيد ووصفه ما حصل في تونس بأنه انقلاب. “ديمقراطية ” قيس سعيد محظور فيها ممارسة “النقد” بعد أن جمّد البرلمان وهيمن على السلطات”.

 

وتساءل الإعلامي الأردني عدنان حميدان “بعد صدور مذكرة اعتقال ساذجة من قيس سعيد بحق الرئيس الأسبق لتونس منصف المرزوقي، هل ما زال هناك واهمون يرفضون وصف إجراءاته بالانقلاب؟”.