ساسة وإعلاميون ورجال أعمال.. 10 شخصيات غادرتنا سنة 2021

جمعة, 12/31/2021 - 10:46

من عالم السياسة والإدارة والإعلام والثقافة والأعمال.. شخصيات كثيرة غادرتنا خلال العام المنصرم. نستحضر الصحراء فيما يلي نماذج من تلك الشخصيات.
أول هؤلاء الراحلين هو الإعلامي والسياسي البارز محمد يحظيه ولد ابريد الليل الذي توفّي يوم 13 يناير. ولد ابريد الليل المولود منتصف الأربعينات درس الإعلام وعمل به قبل أن يتقلّد حقيبة الثقافة والإعلام في أول حكومة تلت انقلاب يوليو 1978 ثم تولّى وزارة الوظيفة العمومية وتكوين الأطر والتعليم العالي وغادر الحكومة بعد أقل من سنة ثم عاد إليها أمينا عامّا بين أبريل وأغسطس 1981 كما تولّى لاحقا وظائف إدارية من بينها إدارة الخطوط الجوية الموريتانية وعمل في نهاية الثمانينات مستشارا لرئيس الجمهورية.
لكنّ المسار السياسي للرجل كان الأبرز فقد كان أحد مؤسسي ومنظري التيار البعثي في موريتانيا منتصف السبعينات وقاده نشاطه السياسي للسجن عدة مرّات في الثمانينات والتسعينات وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كما له جانبه الثقافي والفكري كأحد المفكرين والمؤرخين والكتاب البارزين.
وفي 27 فبراير أُعلن عن رحيل الوزير الأسبق بحام محمد لغظف أحد المؤسّسين للدولة الموريتانية المعاصرة. بعد دراسته الأساسية في كيفه وتجربة عملية قصير؛ درس علوم الإدارة في باريس. لدى بحّام سيرة سياسية وإدارية حافلة حيث تولّى منصب الوالي في عدة ولايات كما تولّى خلال عقد الستينات وزارات العدل والتعليم والصحة والدفاع الوطني والتجارة والنقل بين عامي 1963 و1970 ثم أمضى أشهرا في منصب وزير الداخلية سنة 1981.
محمد ولد السالك (المعرف بباي بيخه) توفّي في 21 مارس وهو أحد المستثمرين الروّاد في قطاع الصّيد وتوفي وهو يرأس اتحادية الصيد في الجنوب. عرف الموريتانيون باي بيخة خلال السنوات الأخيرة من خلال مداخلاته الإعلامية التي تجمع بين العمق والطرافة والصراحة. 
وقد توفي الإعلامي بدن ولد عابدين يوم 11 أبريل من هذه السنة عن عمر ناهز الــ70. كان أحد روّاد العمل الإعلامي من خلال الإذاعة بداية ثم كان من بين مؤسسي التلفزة الموريتاني. كما تقلّد عددا من المناصب المهمة في الإعلام الرسمي.
وكان لبدّن جانبه السياسي حيث كان من زعماء حزب الكادحين الذي تأسّس في ستينات القرن الماضي وتزّعم المعارضة السريّة في فترة الحزب الواحد.
مستشار الوزير الأول والخبير الإداري محمدن ولد اباه ولد حامد رحل يوم 12 أبريل عن عمر ناهز الستين وهو صاحب تجربة إدارية حافلة. درس القانون في جامعة نواكشوط والإدارة في جامعة السوربون. عمل منذ 1985 حتى سنة 2000 في وزارة الوظيفة العمومية في مواقع مختلفة والتحق بعدها بالمنظمة الدولية للفرانكفونية مديرا للمصادر البشرية في باريس.
عاد إلى نواكشوط سنة 2005 أمينا عاما لوزارة العدل ثم أمينا عاما لوزارة الوظيفة العمومية سنة 2007 ثم أمينا عامّا للمحكمة العليا سنة 2009 وتولّى رئاسة اللجنة الوطنية للمسابقة سنة 2014 كما عمل مستشار للوزير الأول بين عامي 2018 و2019 التي انتقل منها لمنصب مدير الميزانية ثم عاد مجدّدا للوزارة الأولى مستشارا مكلّفا بالشؤون الإدارية.
وفي 27 يونيو توفي الوزير والنائب السابق كوريرا إساغا عن 79 سنة. كان أحد قادة حزب التحالف الشعبي التقدمي وأحد رفاق زعيمه مسعود ولد بلخير الذي رشّحه لدخول الحكومة وزيرا للزراعة والبيطرة بين عامي 2007 و2008. كما دخل البرلمان عضوا في الجمعية الوطنية بين عامي 2013 و2018.
إساقا قبل ذلك أحد رجال التعليم البارزين حيث درّس في المراحل المختلفة. في الابتدائية بين عامي 1963 و1972. ثم أستاذا للتاريخ والجغرافيا واللغة الفرنسية بين عامي 1974 و1977 وتخصّص في الفرنسية وطرق تدريسها ابتداء من 1977، حيث أصبح مكوّنا في المدرسة العليا للتعليم.
وفي شهر يوليو وفي ثاني أيامه رحل رئيس مجلس الشيون الأسبق جينك بوبو فاربا. بوبو فاربا هو اقتصادي بارز شارك في تأسيس البنك المركزي الموريتاني سنة 1973 وتولى منصب المحافظ بين عامي 1978 حتى 1981 للمرة الأولى ثم عاد إليه بين عامي 1983 و1987. وتولى خلال الفترة الفاصلة مناصب وزير الاقتصاد والمالية ووزير المعادن.

لكنّ المنصب الأبرز للراحل كان انتخابه في أبريل 1992 رئيسا لمجلس الشيوخ الموريتاني الوليد حينها حيث استمر في المنصب إلى أن تمّ حلُّ المجلس بعد انقلاب أغسطس 2005.
وفي نفس الشهر وبتاريخ 24 توفيت الإعلامية البارزة الناها بنت سييدي. بنت سييدي اشتهرت بكونها أول الموريتانيات العاملات في مجال الإعلام في إذاعة موريتانيا التي كانت المؤسسة الإعلامية الوطنية الوحيدة حينها كما عملت لاحقا في التلفزة الموريتانية بعد افتتاحها في الثمانينات.
كانت الراحلة مقدّمة بارزة للأخبار في إذاعة موريتانيا واستمرّت في تقديمها لعقود عدَّة كما ظهرت إلى جانب ذلك على شاشة التلفزة الموريتانية بعد تأسيسها مباشرة. كرّمها الرئيس الرحل المختار ولد داداه سنة 1977 في احتفالات عيد الاستقلال كما كرّمها الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع، كذلك، سنة 2002.
وفي شهر ديسمبر وتحديد يوم 18 توفي الإعلامي عبد الله سيري با الذي بدأ تجربته الإعلامية في إذاعة موريتانيا في سبعينيات القرن الماضي ولاحقا كان أحد روّاد الصحافة المستقلة في موريتانيا وأحد الكتّاب البارزين باللغة الفرنسية.
وقبيل انصرام العام توفي السياسي البارز الدكتور كان حاميدو بابا في إسبانيا نتيجة مضاعفات إصابته في حادث سير منتصف شهر ديسمبر. حاميدو بابا النائب البرلماني والمرشّح الرئاسي السابق رحل عن عمر ناهز الــ67 عاما وهو على رأس تحالف العيش المشترك الذي قاده في رئاسيات 2019 للحصول على ما يزيد على 8 بالمائة من الأصوات.
تجربة حاميدو بابا السياسية تعود لثلاثين عاما خلت في حزب اتحاد القوى الديمقراطية وبديله تكتل القوى الديمقراطية الذي كان نائبا لرئيسه ونائبا عنه في البرلمان بين عامي 2001 و2005 ثم بين عامي 2006 و2013. انشق عن الحزب سنة 2009 وأسّس حزب الحركة من أجل إعادة التأسيس وترشّح للرئاسة سنة 2009 وحصل على ما يناهز 4 بالمائة من الأصوات.
درس حاميدو بابا علوم الاتصال في فرنسا وحصل على دكتوراه سنة 1983 عن الإعلام والسلطة في موريتانيا. عمل طيلة عقد الثمانينات مسؤولا عن الاتصال في رئاسة الجمهورية قبل أن يتركها مع بداية الانفتاح الديمقراطي.

الصحراء