قيادي من "طالبان" يتحول من قناص إلى رئيس بلدية بأفغنستان (صورة)

خميس, 02/10/2022 - 09:35

 يقف العمدة الشاب دام الله مهيب الله موفق، مبتسما، ليتبادل الحديث مع عمال ينظفون مجاري بلدة ميمنة في شمال أفغانستان؛ بعد أن كان ، قبل بضعة أشهر فقط، قناصا في صفوف حركة طالبان التي قاتلت على مدى سنوات للسيطرة على البلاد إلى أن تحقق مرادها الصيف الماضي.

وعين موفق رئيسا لبلدية ميمنة عاصمة ولاية فارياب في شمال غرب أفغانستان، في نوفمبر الماضي، أي بعد ثلاثة شهور على إطاحة الحركة بالحكومة المدعومة من الغرب واستيلائها على السلطة.

برز موفق كمقاتل شرس، إلا أن جدول أعماله بات اليوم يزخر بمهام الحكومة المحلية اليومية مثل متابعة حسن عمل شبكات الصرف الصحي مرورا بتخطيط الطرق ووصولا إلى تسوية خلافات داخل الأحياء.

ويعكس تبدل حاله التحول الأوسع الذي تشهده طالبان، في وقت يجهد عناصرها لإدارة المناطق التي سيطروا عليها.

وقال رئيس البلدية البالغ من العمر 25 عاما لوكالة فرانس برس، “عندما كنت أقاتل كانت أهدافي محددة للغاية: إنهاء الاحتلال الأجنبي والتمييز وانعدام المساواة"؛ مضيفا: “والآن أيضا، أهدافي واضحة: مكافحة الفساد وجعل البلد مزدهرا”.

وأثناء تجوله في شوارع ميمنة، يأتي إليه سكان المدينة التي تعد 100 ألف نسمة بشكاوى ومقترحات تضاف إلى قائمة مهام تطول. ويقول نائبه، غير المنضوي في طالبان، سيد أحمد شاه غياشي “رئيس البلدية الجديد شاب ومتعلم والأهم هو أنه ينتمي إلى المدينة”.

وبخلاف عناصر طالبان الريفيين الفقراء، الذين تلقوا تعليمهم في مدارس إسلامية، يتحدر موفق من عائلة تجار أثرياء ونشأ في ميمنة، حيث تميز في الدراسة والرياضة.

وتزين تذكارات من سن المراهقة مكتبه بينها شهادة من مسابقة للفنون القتالية وشهادته المدرسية للمرحلة الثانوية. وبعدما انضم إلى صفوف المتمردين في سن 19 عاما، تمت ترقيته ليقود وحدة صغيرة تم نشرها في ولاية فارياب.

ويصفه آخرون بأنه من بين قناصة طالبان الأكثر مهارة، رغم تحفظه على الحديث عن فترة الحرب.

لكن خلال جولة مع وكالة فرانس برس، يتوقف أمام منزل تبدو عليه آثار الذخيرة قرب قرية دوراي خويجا قوشري، حيث كانت وحدته مسيطرة في الماضي.

وهنا كان يختبئ ويحدد مواقع الجنود الأمريكيين باستخدام بندقيته، وكسب سمعته كبطل في الرماية.

وقال مزارع محلي يدعى سيف الدين “قتل أمريكيا ببندقيته من هذا المنزل، ومن ثم اقتربت طائرة وقصفته”.

ومع أنه تعذر تأكيد مسؤولية موفق عن العملية، أعلنت الولايات المتحدة في منتصف العام 2019 أن أحد عناصر قواتها الخاصة قتل خلال معارك في فارياب.