الفضيحة التي هزت عرش إسرائيل...

أربعاء, 09/06/2023 - 11:11

الفضيحة التي هزت عرش إسرائيل.. عامان على ضربة “نفق الحرية” القاضية التي أحرجت الاحتلال أمام العالم.. وهذه تفاصيل القصة

 

الناصرة- “رأي اليوم”- السادس من سبتمبر/أيلول 2021، كان يوماً تاريخياً بالنسبة للفلسطينيين، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لإسرائيل التي تتغنى بأمنها واستخباراتها العسكرية وعتادها وجيشها الذي يعتبر في المراكز الأولى كأقوى جيوش العالم، إلا أن ستة معتقلين في سجن جلبوع ورغم قلة حيلتهم، أتوا على هذه الدولة العظمى.. وتحولت لكومة قش تحترق بسهولة..

اليوم تمر الذكرى الثانية لعملية “نفق الحرية”، أكبر عملية تحرر من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي من سجن جلبوع الإسرائيلي الأكثر تحصيناً، عبر نفق حفره ستة أسرى وانتزعوا حريتهم منه لبضعة أيام.

تمكن الأسرى الستة من الهروب والتحرر على الرغم من التدابير العسكرية والأمنية الإسرائيلية المشددة، قبل أن يُعتقلوا بعد خمسة أيام من الحرية، ليمضوا منذ ذلك الحين في العزل والتنكيل، والاجراءات الانتقامية الكبيرة.

تفاصيل عملية جلبوع البطولية

في تفاصيل الحكاية التي صنعها أبطال جلبوع الست، وكُشف الستار عنها لاحقًا بينما كان الاحتلال يلملم خيباته، استغرق الأسرى الست مدة 9 أشهر في عملية الحفر تحت الأرض بما توافر من أدوات حادة ليصلوا حتى بُعد 25 مترًا تحت الأرض من الجانب الآخر لجدار السجن، فيما تم تصريف التراب في دورة المياه والمواسير التي سُدّت أحيانًا كانت تعرقل مسيرتهم نحو الحرية بين الفينة والأخرى.

نجح الأسرى في الخروج من تحت بلاطة مساحتها 60 سنتيمترًا في مراحيض غرفة رقم 2 من القسم 5 في سجن “جلبوع” الذي بني عام 2004، وتمكنوا فجر يوم الإثنين 6 سبتمبر/أيلول من تنفس الحرية والخروج من الحفرة خارج السجن.

وإلى جانب الفشل الأمني الإسرائيلي المتمثل في عدم اكتشاف عمليات الحفر، لم يلحظ مراقب شاشات الأمن الخاصة بالسجن تحرك الأسرى في محيط أسوار السجن، ولاحقًا اكتشفت قوات الاحتلال عملية الهروب لتبدأ معها عملية بحث واسعة امتدت لأكثر من أسبوعين لاعتقال جميع الأسرى من جديد في أكثر من مدينة بالضفة الغربية المحتلة والداخل المحتل عام 1948، وفق “فلسطين اليوم”.

اجراءات عقابية

ولم تقتصر الإجراءات الانتقامية على الأسرى الستة، وهم: محمود ومحمد العارضة، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات، وخمسة من الأسرى الآخرين الذين ساعدوهم على الفرار؛ بل امتدت لتشمل جميع أسرى حركة الجهاد الإسلامي، البالغ عددهم نحو 450 أسيراً، والذين ذاقوا كلّ أنواع العقوبات من عزل وتهشيم للبنية التنظيمية، عبر النقل التعسّفي المستمر، وقائمة طويلة من الإجراءات الانتقامية.

ومنذ “نفق الحرية”، يعيش الأسرى بشكل عام، وأسرى حركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص، ظروفاً بالغة الصعوبة من التنكيل الوحشي الذي طاولهم جميعاً في مختلف السجون الإسرائيلية، الأمر الذي أدى إلى توتر وسلسلة خطوات وإضرابات عن الطعام، قام بها الأسرى جميعاً لردع إدارة السجون التي تنكل بأسرى “الجهاد”، وانقضّت على ما تبقى من مكتسبات انتزعها المعتقلون عبر سنوات طويلة.

ويعتبر العزل هو أكبر العقوبات التي تمارس على الأسرى، وتعني الكلمة حرفياً وعملياً عزل الأسير عن محيطه بالكامل، لتكون الزنزانة الضيقة التي لا يمكنه المشي فيها هي عالمه الوحيد.

وعادة ما تكون زنزانة العزل في أقسام المجرمين الإسرائيليين المحكومين بقضايا جنائية كبيرة، حيث يكمل هؤلاء ما بدأه السجانون من افتعال الإزعاج والفوضى في الأقسام، حتى يعجز الأسير في زنزانته عن النوم، في تعذيب إضافي له.