عضو المجلس الجهوي بالحوض الشرقي المهندس سيدي احمد الحبيب الشيخ الحسين الملقب "يحفظ" يقدم عرضا علميا حول المؤشرات التنموية بهذه الولاية

أربعاء, 11/01/2023 - 13:47

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و سلم

 

ولاية الحوض الشرقي  الواقع المرير و المستقبل المجهول

ايها السادة و السيدات إخوتي و أخواتي المنتخبين و الأطر و المهتمين بشؤون الولاية 

لقد جاءت المجالس الجهوية كتتويج لمسيرة اللامركزية التي بدأتها الدولة منذ ازيد من عقدين من الزمن. ايمانا من الحكومات المتعاقبة بان التنمية المحلية هي انجع وسيلة متاحة لمعالجة المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي يعيشها المواطن و التي تختلف من ; ولاية الى أخرى بحيث يصعب اخذها بعين الاعتبار على مستوى  البرامج والمشاريع الوطنية. 

و بما أن المهمة التي كلفنا بها كمجلس جهوي للتنمية و على أساسها تم انتخابنا هي السعي الحثيث و العمل الدءوب يدا بيد لتنمية جهتنا بوصفنا فريق واحد  بعيدا عن الانتماءات  السياسية الضيقة كما جاء في الكلمات الافتتاحية للسيدين رئيس المجلس و والي الولاية و هو ما زكاه و تبناه السادة المستشارون بالإجماع. فإنه يسعدني باسمي رئيسا للجنة التخطيط و الاقتصاد أن أثير معكم بعض النقاط  حول واقع ولايتنا علنا نوفق في تشخيص دقيق لهذا الواقع من حيث 

 الفرص و المؤهلات

 مختلف مؤشرات التنمية 

 المعوقات و المثبطات

 ملاحظات عامة

أولا الفرص و المؤهلات

سأتناول في هذه الفقرة أهم المؤهلات التي تمتاز بها الولاية معتمدا على آخر المراجع الرسمية المتوفرة لدي:

1.أول ولاية من حيث تعداد السكان باعتبار انواكشوط ثلاث ولايات حيث بلغ تعداد سكانها 527.973 نسمة حسب احصاء  2021  

2. أول ولاية من حيث تعداد الثروة الحيوانية و مساحة المراعي الطبيعية بمعدل امطار يتراوح بين 100 و 400 مليمترا سنويا من الشمال الى الجنوب

                  تعداد الثروة الحيوانية

النوع على المستوى الوطني ولاية الحوض الشرقي النسبة المئوية

البقر 2.212.338 606.319 27%

الغنم و الماعز 15.343.651 3.210.871 21%

الابل 1.511.358 256.557 17%

           المصدر: ANSADE 2019

3. أول ولاية من حيث وجود أكبر مساحة للزراعة المطرية في البلاد مع وجود مياه سطحية دائمة حيث يبلغ عدد المناطق الرطبة 215 حسب وزارة البيئة 2021  منها (محمودة التي تبلغ مساحتها 16.200 هكتارا ). وجود مياه جوفية معتبرة منها بحيرة الظهر الجوفية. 

4. وجود مطار دولي في عاصمة الولاية غير مستغل حتى الساعة 

5. وجود معالم تاريخية و اثرية و ثقافية  ومحاضرو مشيخات و زوايا  و مزارات عريقة (مدينتي ولاتة و كمبي صالح  و معلم انكادي الخ..)

 6. منطقة للتبادل التجاري و الثقافي نشطة مع جمهورية مالي المجاورة و الدول الافريقية المجاورة لها.

ثانيا المعوقات و المثبطات

يتعلق الأمر بالتحديات التي ينبغي أخذها في الحسبان في كل  خطط و برامج و مشاريع التنمية على مستوى الولاية

1. هي الأبعد عن العاصمة  مركز اتخاذ القرار 1.100 كلمتر 

2.عدم وجود ثروات معدنية مستغلة حتى الان

3.عدم وجود منفذ على البحر او المحيط

4.غياب سياسة وطنية واضحة المعالم تشجع و تحفز و تعطي قيمة تفضيلية للاستثمار في ولاية الحوض الشرقي في مجالات تنمية و تطوير و استغلال الثروة الحيوانية و الزراعات المطرية والسياحة و التبادل التجاري باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتنمية الولاية. إذ بغياب تلك القيمة التفضيلية فإن المستثمر طلبا لجني أعلى ربح يفضل الاستثمار في أنواكشوط و الولايات الاقرب اليه جغرافيا   

5.غياب التنسيق (تخطيط تنفيذ متابعة و تقييم) بين مشاريع و برامج التنمية العاملة في الولاية و الهيئات المنتخبة وحتى الادارة و المصالح الفنية الجهوية رغم وجود خلية جهوية لتنسيق المشاريع لا تتوفرعلى الوسائل المادية و لا تمتلك السلطة الفعلية للقيام بعملها 

6.عدم وجود رجال أعمال  و مستثمرين كبار من ابناء الولاية على المستوى الوطني  

7.عزوف اليد العاملة الشابة المحلية عن ممارسة النشاطات التقليدية من تربية مواشي وزراعة و هجرتها الى المدن الكبرى بحثا عن اعمال اكثر دخلا

8. تكرار و تقارب سنوات الجفاف

9. فقد كميات هائلة من المراعي الطبيعية سنويا نتيجة الحرائق الموسمية فعلى سبيل المثال فقد تسببت الحرائق الموسمية سنة 2020-21 في فقدان 252.877 هكتارا من المراعي في الحوض الشرقي وحده مع العلم بأن المتوسط السنوي لجميع  الحرائق في موريتانيا بما فيها الحوض الشرقي هو 322.540 هكتارا حسب وزارة البيئة 2021   

10.هدر لنسبة عالية جدا من  مياه الامطار و عدم تخزينها لقلة السدود 

11. نقص و سوء استغلال المياه السطحية المتوفرة

12. تدني كل مؤشرات التنمية 

ثالثا مؤشرات التنمية حسب آخر الدراسات الرسمية بالمقارنة مع ولاية الترارزة

لقد اخترت ولاية الترارزة للمقارنة لعوامل أهمها التقارب و التشابه بينها و الحوض الشرقي من حيث عدد السكان و التقطيع الاداري و عدد الوزراء الاول و اعضاء الحكومات المتعاقبة على تسيير البلد. 

أود أن أأكد هنا أنما أقوم به ليس له أي بعد جهوي تحريضي معاذ الله فأنا اومن بأهمية و ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية و المحافظة عليها و لن يتسنى ذلك إلا بمحو الفوارق الاجتماعية و الاقتصادية بين كافة المكونات و الولايات حتى لا يشعر أي مواطن أو أية جهة بالغبن فالعدل أساس الحكم. إنما يعيشه العالم بصفة عامة و منطقتنا بصفة خاصة من مشاكل تهدد وحدتها الترابية و أمنها الإقليمي -حفظنا الله منها- سببه الأساسي سوء توزيع الثروة الوطنية و الغبن. إن أي قارئ منصف للدراسات الوطنية سيرى فوارق كبيرة في مؤشرات التنمية بين جل الولايات و ليست هذه خصوصية بين ولايتي الحوض الشرقي و الترارزة. يجب أن لا نغتر بقلة اطلاع المواطن على الوثائق و عزوفه عن قراءتها و تحليلها فالأمور في تغير سريع و الوعي يزداد و للصبر حدود.

لقد حان الاوان أن نواجه مشاكلنا الجوهرية بشجاعة و عزيمة و صدق طوية و نبتعد عن الحلول الآنية الجزئية حتى لا نترك قنابل موقوتة للأجيال القادمة قد تؤدي لا قدر الله الى ما لا تحمد عقباه.    

لن أتناول في هذه الفقرة إلا مؤشرات التعليم و الصحة و الولوج الى الماء الشروب و الكهرباء و الرفاه الاقتصادي لأهميتها النسبية و لتجنب التطويل الممل. 

1. قطاع التعليم

الولاية المؤشر الملاحظات المؤشر الملاحظات

صافي معدل الالتحاق بالمدارس  إجمالي معدل الالتحاق بالمدارس 

الحوض الشرقي %44.8  21.1%فارق  

أي ما يقارب النصف لصالح ولاية الترارزة %65.8 26.1% فارق  

أي ما يقارب الثلث لصالح ولاية الترارزة

الترارزة %65.9 91.9%

2. الصحة

الولاية المؤشر الملاحظات

المرافق الصحية المحسنة

الحوض الشرقي %21.2 60.6%فارق  

أي ما يقارب اربعة أضعاف لصالح ولاية الترارزة

الترارزة %81.8

 

3. الولوج الى الماء الشروب

الولاية المؤشر الملاحظات

متوسط نسبة الولوج إلى الماء الشروب 

الحوض الشرقي %59  39.3%فارق  

أي ما يزيد على الثلث لصالح ولاية الترارزة

الترارزة %98.3

4. الولوج الى الكهرباء 

الولاية المؤشر الملاحظات

نسبة الولوج إلى خدمات الكهرباء

الحوض الشرقي %21  31.1%فارق  

أي  أقل من المتوسط الوطني بما يفوق الضعفين . لم أحصل على معدل ولاية الترارزة.

المتوسط الوطني %52

5. الرفاه الاقتصادي

الولاية المؤشر الملاحظات المؤشر الملاحظات

خماسيات الرفاه الاقتصادي النسبة المئوية للفئة السكانية الاقل  مستوى رفاه خماسيات الرفاه الاقتصادي النسبة المئوية للفئة السكانية الاعلى مستوى رفاه

الحوض الشرقي %43.8 42.5%فارق  

لصالح ولاية الترارزة.

 أي أن نسبة % 43.8 من ساكنة الحوض الشرقي ينتمون للفئة السكانية الاقل  مستوى رفاه بينما لا يتجاوز العدد  1.3%  من ولاية الترارزة    %1.4  6.5% فارق  

لصالح ولاية الترارزة

أي أن نسبة % 1.4 فقط من ساكنة الحوض الشرقي ينتمون للفئة السكانية الاعلى  مستوى رفاه بينما يبلغ العدد  7.9%  في ولاية الترارزة   

الترارزة %1.3 7.9%

 

أريد هنا أن أبارك لأهلنا في الترارزة ما هم فيه و أرى أنهم يستحقون أكثر من ذلك و أتمنى لهم مزيدا من النمو و الرخاء و السلم و الامان. و قديما قالوا (ال ما رينا يعطيه الخياتنا). و أقول لأهل الحوض خصوصا المنتخبين و السياسيين و الأطر 

 ابحثوا عن الوثائق الرسمية و اقرءوها بتمعن و أناة لتأخذوا القرار الأصح و الأصلح 

 سلوا و استفسروا من يعنيهم الأمر عن اسباب هذه الفوارق الكبيرة في مؤشرات التنمية على مستوى الوطن فلو كانت الفوارق في حدود %5  كأعلى حد لقبلناها أما وقد تراوحت بين %20 و %60  على امتداد  63 سنة فلا أجد لذلك مبررا منطقيا يقبله العقل السليم. و الأدهى من ذلك الصمت المطبق و التجاهل الكامل لهذه الظلم البين بحيث لا تسمع من يتطرق اليه شعبيا أو  رسميا بجدية

 اعملوا على اصلاح ما فسد و استدراك ما مضى بالأفعال لا بالأماني و الوعود. بحيث تراجع من الآن كل الميزانيات و الخطط و البرامج و المشاريع الوطنية و الجهوية لتأخذ هذه الاختلالات و المظالم  بعين الاعتبار كأولوية الأولويات مع وضع حد زمني لا يتجاوز 5 سنوات لتصحيحها على المستوى الوطني كله فنحن دعاة عدالة . فتحقيق العدل في توزيع الثروة الوطنية هو أقوى ضمانة لديمومة الدولة و تماسكها و تطورها و هو ما يطالب به كل مواطن غيور على وطنه.

 لا يكن حظكم حسد الناس على ما آتاهم الله من فضله نتيجة عملهم فتلك لعمري خسارة الدنيا و الآخرة حسبنا الله و نعم الوكيل. فالحسد منبوذ و الغبطة مقبولة بل مطلوبة.

رابعا ملاحظات عامة

إخوتي و أخواتي 

هذه هي الوضعية التي تعيشها ولايتكم حسب  آخر الدراسات التي اطلعت عليها لم آت بشيء من عندي و لست من المتشائمين و لا أريد أن أثبط هممكم أو أدفعكم الى اليأس أو الثورة و إنما أريد أن أطلعكم على الحقيقة و إن كانت مرة فمعرفة الداء هي أول خطوة الى طلب الاستشفاء. فمن الواجب علينا أن نكون عين المواطن الساهرة و أن نطلعه على ما يعيشه و ما يدور من حوله حتى يكون على بينة من أمره. 

إخوتي و أخواتي

لقد دأبت كل الانظمة و الحكومات التي تعاقبت على السلطة منذ الاستقلال الى يوم الناس هذا على اعتبار تنمية الحوض الشرقي أولوية الاولويات و أهم الرهانات و قد عشنا و شاهدنا و ربما شاركنا في حملات انتخابية و ملتقيات و ندوات و دراسات  و حضرنا لزيارات لمسئولين سامين عديدة و متكررة تهتم بتنمية و ترقية الحوض الشرقي. وقد  تمخضت عنها برامج و مخططات و مشاريع طموحة و رصدت لها أموال طائلة الله وحده و القائمون عليها هم  من يعرفون مصير جلها حتى لا أقول مصيرها كلها لكن الأكيد انها لم تصرف في تنمية الحوض الشرقي.

لقد أصبح الناس يتندرون في الصالونات و اللقاءات الخاصة على أهل الحوض و يقولون ''أهل الحوض منوهم و لا تعطوهم و أشغلوهم بصراعاتهم الداخلية '' و هي حقيقة مرة وصلت إلى حد أننا شاهدنا بعض الساسة المحسوبين على الحوض يقيم الافراح لأن الحكومة عزلت خصمه السياسي من منصب سام و ربما سعى في ذلك و دبر له المكايد والحيل و كثيرا ما يتسبب البعض منا في إيقاف كل مشروع تنموي يرى أنه يستفيد منه خصومه السياسيين وقد تبلغ به الأنانية أحيانا أن يعترض على مشاريع يستفيد منها انصاره بحجة انهم ربما يستغنوا عنه. ومن وفقه الله جلت قدرته من المسئولين -و قليل ما هم- لخدمة الولاية تشن عليه حملات تشويه و يوصف بكل التهم الرذيلة التي هو منها براء بدل التشجيع و الشكر مما ينعكس سلبا على أدائه و يكون عاملا منفرا لمن يريد الاقتداء به. 

مجمل القول أنه لا خطوط حمراء لخلافاتنا السياسية و لا علم لجل سياسينا بمفهوم  حسن تسيير الخلافات و الصراعات السياسية المحلية حتى لا تضر بالمصلحة العامة العليا للولاية و ساكنتها الابرياء. و الاخطر من هذا كله أن هذه التصرفات و الممارسات ولدت لدى المواطن العادي اليأس فأصبح لا يؤمن بوعد مهما كان مصدره و لا يصدق قولا مهما كان قائله إلا مجاملة أو تقية. واصدق شاهد على ذلك أن عددا من الساكنة غير قليل أصبح يترقب المواسم الانتخابية ليطلب من المرشحين بناء المدارس و النقاط الصحية و حفر الابار و اللائحة تطول ليقوم بواجبه الانتخابي و لا يرضى إلا إذا بدأت الاشغال فيما طلب اثناء الحملة فالولاء الزائف لمن اعطى أكثر و نفذ الأول. وهذا لعمري منذر بتدهور الاخلاق و القيم في منطقة كانت تراهن حتى وقت قريب على مواقفها و التزاماتها المبدئية بالإضافة الى كونه المعول الذي سيقضي على التجربة  الديمقراطية في مهدها.

لقد سئم المواطن الوعود البراقة التي يسيل لها اللعاب أثناء الحملات الانتخابية و التفنن في العبارات البليغة  التي تبرر فشل المشاريع و البرامج التنموية المتعهد بها. فأصبح الراعي و المزارع و المرأة و الصبي يحفظون عن ظهر قلب عبارات ''قيد الدراسة; تحيين الدراسة; في طور البحث عن التمويلات; رصدت التمويلات; سيبدأ العمل قريبا '' . ناهيك عن المشاريع التي وضع حجرها الاساس في حفل مهيب و لم تر النور و المشاريع التي تنظم ورشات لإعلان انتهاء تنفيذها دون ان تكون لها نتائج ملموسة على الارض أو الساكنة. و لا أدل على ذلك من عزوف الساكنة عن حضور المهرجانات و اللقاءات التي ينظمها الوزراء إبان زياراتهم المتكررة فلولا وجودر السلطات الإدارية و المصالح الفنية و المنتخبين المحليين لكانت القاعة شبه فارغة و ربما جاء بعض الناس للتعبير عن سخطهم و عدم رضاهم إلى حد تكذيب المسئول و التندر عليه. 

إخوتي و أخواتي

إنكم  في ولاية الحوض الشرقي تراهنون على عاملين اساسيين هما مصدر قوتكم وقد بدءا بالتآكل و الأفول مع الأسف

1. الثروة الحيوانية و هي مهددة بالنقص الحاد نتيجة

 التقلص الحاد في مساحات المراعي الطبيعية بفعل الحرائق و موجات الجفاف المتكررة

 الوضع الامني في جمهورية مالي المجاورة الملاذ التقليدي للمنمين

 غياب سياسة وطنية واضحة المعالم تشجع و تحفز و تعطي قيمة تفضيلية للاستثمار في ولاية الحوض الشرقي في مجالات تنمية و تطوير الثروة الحيوانية

 هجرة بعض المنمين و كبار التجار و موظفي الحكومة بأموالهم إلى ولايات الترارزة و لبراكنة للاستفادة القصوى من منتجاتها من جهة و للحصول على بقايا المحاصيل الزراعية المروية كعلف من جهة أخرى 

2.الكم البشري و القوة الانتخابية

لقد أفاد آخر احصاء تفوق ولاية الترارزة على ولاية الحوض الشرقي من حيث عدد المسجلين الذين يحق لهم التصويت نتيجة 

 هجرة شباب الحوض الشرقي بحثا عن العمل 

 نزوح الأسر الى انواكشوط للدراسة و للبحث عن ظروف أحسن

إخوتي و أخواتي

هذه هي وضعية ولايتكم حسب آخر الوثائق الرسمية المتاحة و لست في وارد أو مقام من يقدم لكم الوصفات العلاجية  و إنما حسبي أن استنهض هممكم قبل فوات الاوان . لقد بدأ الكيل يطفح فإما أن ننهض جميعا لتغيير الواقع الى الاحسن بالأفعال لا بالأقوال كل من موقعه و حسب قدراته و امكانياته بعيدا عن الاصطفاف السياسي العقيم و الانانية الضيقة التي لم نجن منها إلا الوضعية التي تعيشها الولاية الآن رغم الفرص المتكررة التي توفرت لنا. 

لم اتطرق لأسباب هذا الواقع و لا لوسائل و طرق علاجه بالتفصيل لمحدودية معرفتي  بكنهها من جهة  وحتى لا أصادر رأي أحد أو فهمه و ليلا أثير نقاشات و تعليقات نحن في غنى عنها قد تشغلنا عن الأهم وهو محاولة تغيير هذا الوقع المرير و التحكم في المستقبل المجهول. و إنما أكتفي بقوله جل من قائل و هو اصدق القائلين

(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) و 

(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )

إخوتي و أخواتي

إن ديننا الإسلامي الحنيف و المنطق السليم و العادات الحميدة التي ورثناها تعدونا إلى اللحمة و الوحدة و أن يسعى كل واحد منا إلى إظهار محاسن أخيه و التنويه بقدراته و ملكاته  و تقديم يد العون له متى احتاج إلى ذلك و البحث له عن أحسن المخارج اذا لاحظ منه خطا او هفوة أو زلة لسان و أن نسعى الى لم الشمل و الاصلاح بين الإخوة فإن الأمور مقدرة و لن يصيب الإنسان إلا ما كتب الله له أولا و أخيرا و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

من لم يستطع منا أن يشارك في بناء و نهضة الولاية نطلب منه ألا يكون معول هدم أو حجر عثرة أو شاهد زور أو مثبط عزائم و ذلك اضعف الايمان أثق بكل فرد منكم و بالجميع و البقاء للأحسن و العاقبة للمتقين و التاريخ سيكتب و يسجل للأجيال القادمة و قبل ذلك و معه و بعده شهادة الله و هو أكبر الشاهدين. 

فالله جل من قائل يقول في محكم كتابه ''لَّا خَيْرَ فِى كَثِيرٍۢ مِّن نَّجْوَىٰهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَٰحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا'' صدق الله العظيم 

اطلب السماح و الصفح و الدعاء من الجميع و الله جلت قدرته يعلم صدق المقصد. إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت  و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و اليه أنيب و حسبنا الله و نعم الوكيل.

''ما كان من توفيق فمن الله و حده و ما كان من نقص و تقصير و خطإ فمن نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان ''. 

أخوكم المهندس سيد أحمد لحبيب الشيخ الحسين الملقب يحفظ

رئيس لجنة التخطيط و الاقتصاد بالمجلس الجهوي للحوض الشرقي