إبراهيم حامد.. أسير أعجز الشاباك ودوخ إسرائيل ثماني سنوات

ثلاثاء, 12/05/2023 - 10:35
الأسير إبراهيم حامد حوكم بملف وصل إلى 12 ألف ورقة (الجزيرة)

إبراهيم حامد كان قائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، ولد عام 1965، وتخرج من جامعة بيرزيت، التحق بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العشرينيات من عمره، وتتهمه إسرائيل بالتخطيط لمجموعة من العمليات الفدائية التي أوقعت عشرات الإسرائيليين وأصابت المئات.

بقيت إسرائيل تطارده مدة 8 سنوات قبل أن تتمكن من اعتقاله في 23 مايو/أيار 2006. خضع لكافة أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، لكنه لم يعترف بشيء، فاستمرت محاكمته 6 سنوات، وقدم بحقه أكبر ملف أمني قضائي للمحكمة وصل إلى 12 ألف ورقة، وحكم بـ54 مؤبدا.

المولد والنشأة

ولد إبراهيم جميل عبد الغني حامد في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1965 في بلدة سلواد التابعة لمحافظة رام الله، وهي البلدة المعروفة بأنها موطن لعدد كبير من المطلوبين، ومنها خرج قادة كبار تركوا بصمة وأثرا في الساحة النضالية، من أشهرهم القيادي في حركة حماس خالد مشعل.

عاش إبراهيم حامد حياة عادية بين أفراد أسرته، فقد كان الابن العاشر لعائلته المكونة من 12 فردا، واهتمت والدته بتربيته مع إخوته بعد وفاة والده إثر عملية جراحية، ولم يكن إبراهيم قد تجاوز الثالثة من عمره حينها، فنشأ في كنف والدته وبين جيرانه وأبناء حيه.

تميز خلال نشأته بالشخصية القوية والجدية والصبر والتحمل، وكان من رواد المساجد في شبابه، خطيبا مفوها وواعظا بليغا.

لم تكن أبجديات المقاومة جديدة على إبراهيم، فعائلته ذات تاريخ طويل في محاربة المحتل والقتال ضده، إذ في عام 1973 شارك شقيقه عبد الرحيم في معارك استعادة الجولان السوري واستشهد فيها وهو ابن 25 عاما.

إبراهيم حامد انضم إلى حركة حماس في العشرينيات من عمره (الفرنسية)

كما أن إبراهيم خال وقريب لمجموعة من شباب عائلة حامد المعتقلين لدى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، منهم ابن أخته عبد الله منير حامد، الذي حكم بالمؤبد و30 سنة وغرامة مقدارها 250 ألف شيكل (نحو 67 ألف دولار)، والمتهم مع خليته المكونة من 5 مقاومين، 4 منهم من عائلة حامد، بتنفيذ عملية إطلاق نار قتل فيها مستوطن إسرائيلي. وتصف إنعام شقيقة إبراهيم ابنها قائلة: ثلثا الولد لخاله، فعبد الله متأثر بخاله إبراهيم وخاله عبد الرحيم الذي استشهد في الجولان.

تزوج إبراهيم من أسماء حامد عام 1997، وهي ابنة الشيخ عبد الرزاق عبد الجليل حامد، أحد المقاومين الفلسطينيين وأحد نشطاء حركة الإخوان المسلمين، فقد خاض مع المقاومة معارك عام 1936 ضد الانتداب البريطاني، كما خاض معارك 1948 ضد الاحتلال الإسرائيلي.

إعلان

رزق إبراهيم وأسماء بعلي سنة 1999 وسلمى سنة 2001. دفع حب إبراهيم للعلم حثّ زوجته على إكمال تعلميها، فقد تزوجا قبل أن تدرس الجامعة، لذا أصر عليها حتى التحقت بجامعة بيرزيت وتخرجت فيها في تخصص العلوم السياسية.

اعتقلت القوات الإسرائيلية زوجته، ثم أبعدتها إلى الأردن، ومنعت أبناءها من اللحاق بها في بادئ الأمر، فاهتمت بهم جدتهم ريثما تمكنوا من الالتحاق بوالدتهم بعد 3 أشهر، كما منعت قوات الاحتلال بقية أفراد عائلته من السفر إلى الأردن، ومنعت زوجته وأبناءه من زيارة فلسطين.

تحملت زوجته تربية الأبناء وتنشئتهم في الأردن، فعملت في فترة طفولتهم لتأمين الحياة، ثم تركت عملها في فترة مراهقتهم لتتفرغ للتربية والمتابعة. وتصفه زوجته بالإنسان الحنون والاجتماعي والمتسامح، المنادي بالتراحم والإخاء، المثقف صاحب الروح الوطنية.

أسماء حامد زوجة الأسير إبراهيم حامد، ويمين الصورة ابنته سلمى ويسارها ابنه علي (الصحافة الفلسطينية)

الدراسة والتكوين العلمي

درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس بلدته، ثم التحق بثانوية عين يبرود، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1985.

وأكمل دراسته الجامعية في جامعة بيرزيت، وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية عام 1992، انتقل بعدها إلى الأردن لدراسة دبلوم اللغة العربية من كلية الأردن.

ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في التاريخ، وبسبب شغفه بالعلم والتعلم أكمل طريقه إلى الماجستير ليدرس برنامج العلاقات الدولية في الجامعة ذاتها، لكن الاعتقال حال بينه وبين مناقشة رسالته.