السفير الإيراني في نواكشوط يكتب في ذكرى رحيل الإمام الخميني رحمه الله

أربعاء, 06/05/2024 - 14:57

عندما نفاه النظام البهلوي إلى نوفل لوشاتو عام 1978، لم يكن أحد يتصور أنه بعد عام واحد سيقوم بإحدى أهم الثورات الشعبية والإسلامية في العالم.
ذلك الرجل کبیر السن ذو الشخصية الجذابة، الذي بسلوكه ومعرفتة وبساطتة وعدم خوفه من متنمري العالم، كان ينشر دين الإسلام بلغة بسيطة ويتحدى الحكام.
وسرعان ما تزايد عدد الأشخاص الذين دعموه بأعداد كبيرة حتى أسقطت قوتهم النظام الإمبراطوري وأنشأت جمهورية إيران الإسلامية. لقد أخذ آية الله الخميني(قدس الله سره) شخصيتة ورؤيته من الإسلام الخالص، ولم يسمح للخلافات الداخلية بين المذاهب الإسلامية أن توقف الحركة الكبرى التي بدأت . و كان من سماته المميزة التأكيد على الوحدة بين المسلمين، ولذلك استضافت إيران مؤتمر الوحدة بين المسلمين منذ بداية الثورة الإسلامية، و مستمره حتى يومنا هذا.
وبأمره، تم أيضاً في هذا الإطار تشكيل مجمع التقارب بين المذاهب الإسلامية، وكان من نتيجته تبادل الآراء، وإزالة الشكوك عبرالحوار، والتقريب بين علماء الدين من خلال التعاون. كان من أهم اهتمامات الإمام الخميني(قدس الله سره) نصرة المظلوم ضد الظالم. وفي هذا الصدد، كان اعتقاد الإمام أن أعظم ظلم في العالم الحالي هو ظلم الکیان الصهيوني ضد فلسطين.
أعلن الإمام الخميني(قدس الله سره) بصوت عال صرخته ضد الظالمين العالميين، أمريكا وإسرائيل، ودعا جميع مسلمي العالم إلى نصرة شعب فلسطين المظلوم. وعليه فقد أعلن يوم الجمعة الأخير من كل شهر رمضان المبارك يوما للقدس، تعبيرا عن التضامن والدعم لفلسطين. وحتى اليوم يعتبر يوم القدس رمزا للمقاومة والدعم لفلسطين في جميع أنحاء العالم. ولكن ما هي الدروس التي يمكن تعلمها من مدرسة الخميني(رحمة الله علية)؟ في رأيي، يمكن تعلم عدة دروس. الدرس الأول هو الصمود والمقاومة. بدأ الإمام الخميني(قدس الله سره) المقاومة ضد النظام البهلوي قبل الثورة بسنوات عديدة. وعلى الرغم من التهديدات والضغوط والنفي، استمر في الحركة ولم يكن خائفًا من النظام البهلوي. ثلاثة عقود من المقاومة جعلت حركة الإمام تتشكل وتصبح فعالة. الدرس الثاني كان يتمحور حول الله فقط وليس حول ای شخصا آخر . و بدلاً من الاعتماد على الآخرين، وثق الخميني(قدس الله سره) بالله و لم يتوقع أي شيء من غير الله. لذلك لا يخاف غير الله، ويضع ذكر الله في مقدمة أعماله دائماً. ميزة أخرى مهمة جدًا هي بساطة الإمام(رحمة الله علية). وفي النهاية عاش وتصرف بالبساطة و بعيدا عن النفاق، ولهذا كان كلامه أيضًا بسيطًا و يدخل القلوب. البساطة هي صفة الأنبياء وقد تعلم هذه الصفة ولاحظها بشكل صحيح. فكيف يمكن للحركة التي بدأها الإمام أن تستمر بقوة وشعبية؟ لماذا لا تنجو الأنظمة الأخرى أو تنحرف عن مسارها الأصلي؟ السبب الوحید، إن الحركة التي بدأها الخميني(رحمة الله علية) كانت إلاهية ولم تكن تابعة لأحد ؛ للوقوف ضد الظالم ونصرة المظلوم وممارسة إسلام محمد صلى الله عليه وسلم النقي.

انشرFacebookTwitterEmail