غداة مقتل 11 جنديا.. الجيش الإسرائيلي يعلن “هدنة تكتيكية” في الأنشطة العسكرية”...

أحد, 06/16/2024 - 13:18

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه سيلزم “هدنة تكتيكية في الأنشطة العسكرية” يومياً في قسم من جنوب قطاع غزة خلال ساعات محددة من النهار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر والذي تهدّده المجاعة بعد ثمانية أشهر من الحرب.

وجاء الإعلان عن هذا القرار غداة مقتل 11 جندياً إسرائيلياً في القطاع، ثمانية منهم في انفجار قنبلة.

وقال الجيش في بيان إنّ “هدنة تكتيكية محلية في الأنشطة العسكرية لأهداف إنسانية ستطبق من الساعة 8,00 إلى الساعة 19,00 كل يوم وحتّى إشعار آخر” انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالا.

وأضاف أنّه تمّ اتخاذ هذا القرار في سياق الجهود “لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة”، إثر محادثات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

غير أنّ الجيش الإسرائيلي أوضح في بيان لاحق أنّه “لا يوجد وقف للأعمال القتالية في جنوب قطاع غزة”، مضيفاً أنّ العمليات العسكرية “في رفح مستمرّة”. وأشار إلى أنّه “لم يطرأ أيّ تغيير على إدخال البضائع إلى قطاع غزة”، موضحاً أنّ “المحور الذي تدخل عبره البضائع سيكون مفتوحاً خلال النهار بالتنسيق مع المنظمات الدولية، لنقل المساعدات الإنسانية فقط”.

 

وتعليقا على ذلك، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير عبر منصة “إكس”، إنّ “الذي اتخذ قراراً بشأن هدنة تكتيكية لنقل (مساعدات) إنسانية، خصوصاً في وقت يسقط خيرة جنودنا، هو (شخص) شرير وأحمق لا ينبغي أن يستمرّ في منصبه”. وأضاف “حان الوقت… لوقف هذا النهج المجنون والواهم والذي لا يجلب لنا سوى مزيد من القتلى…”.

وتؤكد الأمم المتحدة أنّ المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، يصعب نقلها وتوزيعها على السكان الذي يفتقرون إلى الماء والغذاء والدواء، بسبب القصف والقتال.

من جهته، أفاد مراسل وكالة فرانس برس بأنّه منذ الساعة الخامسة فجراً لم تُنفّذ أيّ غارة جوية أو عملية قصف أو قتال في وسط قطاع غزة وفي أجزاء أخرى منه.

– “أهداف الحرب” –

منذ بدء دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم، وصلت كمية قليلة من المساعدات، حسبما أفاد ماثيو هولينغورث مدير برنامج الأغذية العالمية في الأراضي الفلسطينية.

وشدّد على أنّ “هذا يجب أن يتحوّل إلى نهر من المساعدات إذا أردنا ضمان ألا نرى أشكال الجوع الأكثر حدّة تصبح أكثر انتشارا”، داعياً إلى “فتح الممرّات الجنوبية بالكامل”.

وبينما يحتفل المسلمون في العالم بعيد الأضحي، يعاني الفلسطينيون في غزة نقصا حادا في المواد الأساسية.

ويشهد القطاع المحاصر من قبل إسرائيل أزمة إنسانية كبيرة، فقد شرّدت الحرب 75 في المئة من سكّانه البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة، وبات هؤلاء مهدّدين بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة.

وأفاد الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثمانية من عناصره السبت في رفح (جنوب)، موضحاً أنّ العربة المدرّعة التي كانوا يستقلّونها “أُصيبت بانفجار قنبلة”. وأضاف أنّها كانت تحمل “مواد متفجّرة”.

وفي وقت لاحق، أعلن مقتل اثنين من عناصره في شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ عنصراً آخر توفي متأثّراً بجروح أُصيب بها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن “الأمة الإسرائيلية بكاملها تحتضن العائلات العزيزة في هذه اللحظة الصعبة”، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف أنه “رغم الكلفة الباهظة” يجب “التمسك بأهداف الحرب”، مشيراً خصوصاً إلى تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية وإعادة الرهائن.

– أمل ضئيل في هدنة –

اندلعت الحرب في أعقاب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش.

رداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في غزة خلف 37296 شهيد، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة غزة التي تقودها حماس.

في هذه الأثناء، تتلاشى الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في ظلّ المطالب المتناقضة لإسرائيل وحماس، الأمر الذي يعني أنّ هناك فرصة ضئيلة لتحقيق هدنة بناء على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوعين.

وقدّم بايدن هذه الخطة معلناً أنّها مقترحة من قبل إسرائيل. غير أنّ نتانياهو اعتبر أنّها غير مكتملة، مكرّراً تصميم حكومته على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس.

وفي السياق، اتهم الرئيس الأميركي حماس بعرقلة مقترح الهدنة الذي ينصّ في مرحلة أولى على وقف إطلاق النار لمدّة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وتحرير بعض الرهائن المحتجزين لدى الحركة الفلسطينية، وإطلاق الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.

وأرسلت حماس إلى الدول الوسيطة – قطر ومصر والولايات المتحدة – رداً أولياً يتضمّن، بحسب مصدر مقرب من المحادثات، “تعديلات” على الخطة، بما في ذلك “جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية” من غزة. وهي مطالب رفضتها إسرائيل باستمرار.

ويتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قريباً إلى واشنطن بناء على دعوة من نظيره الأميركي لويد أوستن، لبحث الحرب في غزة، حسبما أفاد البنتاغون.