منظومة / جواب المحتار فى أخبار الحوار (أشطاري)

سبت, 02/14/2015 - 22:18

النص:

دحَسنا الحوارُ فالحوارُ

قد كثُرتْ في رِجله الأخبارُ

 

 

من سنةٍ ونحن في انتظارهِ

ويسأل الجميع عن أخبارهِ

 

واختلف الجميع حوله فقيلْ

بأنه حتْمٌ وقيل مستحيلْ

 

وبعضهم يُمسّح الكدْحانا

له، على تعداله عجلانا

 

والبعض من تعداله يقنطُ

ودائما يقول لا يُورِّطُ

 

لأنه شيء من الفيافي

على الجميع ليس ذا بخافٍ

 

 

الشرح:

قوله:

"دحَسنا الحوارُ فالحوارُ

قد كثُرتْ في رِجله الأخبارُ"

 

دحسه يدحسه دحسا ودحيسا ودحسة: أي طلع في رأسه وطار له. قال ابن جركان: كان ابن أبي مطعوز ﮃفّافا وكنت مرة معه نـﮃف في الخاوي فقال لي: (أنا ظاهر لي أن الخاوي سيفتصل مع أم السراسر) فقلت له بماذا قلت ذلك؟ فقال: لأني كلما تجابرت مع أم السراسر تقول لي: "الخاوي دحسة". وقد جاءني الخاوي يومه هذا مكزما وفوَّت ساعة ساهيا، ولما سألته عن سبب تدكرجه تنفس تنفيسة كبيرة وقال لي: "لقد دحستني أم السراسر هذه وطلعت في رأسي). قال ابن جركان: "فما فوَّتنا بعد ذلك يومين حتى سمعنا أن الخاوي قد افتصل مع أم السراسر".ا.هـ

والحوار: لغة هو شد الأخبار. وفي الاصطلاح هو أن تكون الحكومة عندها رواية تريد أن تعدلها وتنعت للعالم أنها ديمقراطية فتعدل مع المعارضة شيئا يقال له الحوار فيقول أهل المعارضة مطالبهم وشروطهم، وتقول الحكومة إنها موافقة عليها ثم تعدل ذلك الذي ظاهر لها.

 

قوله:

"من سنةٍ ونحن في انتظارهِ

ويسأل الجميع عن أخبارهِ"

 

أي من الذي له سنة ونحن في انتظار هذا الحوار. قال ابن غاشم: "كنا نسمع شد أخبار الحوار قبل الانتخابات الرئاسية الفائتة".

وكان أبو الحلابس من الناس الذين ظاهر لهم أن الحوار بلا فائدة وكان طائرا له ولا يحب شد أخباره ولما اندحس من كثرة شد أخبار الناس له وسؤالهم عنه كان يقول: "انتظار الحوار أشد من وقوعه".

 

قوله:

"واختلف الجميع حوله فقيلْ

بأنه حتْمٌ وقيل مستحيلْ"

 

حتم: أي لا بد منه، ومستحيل: أي لا يصح. وقد قال ابن جركان إن كلام الخاوي في هذا البيت يفهم منه أن كلمة (حتم) عكسها هو كلمة (مستحيل) وهذا ليس صحيحا. فرد عليه الخاوي بأنه كاذب وقال له ألم تسمع قول الشاعر الفائت:

إذا قالت لنا العراد جيبوا

كثيرا فالذي جبتم قليلٌ

فنعلم أننا حتم علينا

إجابة ما تريد ومستحيلٌ

 

قوله:

"وبعضهم يُمسّح الكدْحانا

له، على تعداله عجلانا"

 

أي يمسّح الكدحان للحوار، ويقال: فلان يمسح كدحانه للرواية الفلانية، إذا كان ينتظرها وهو طامع أنه سيستفيد منها شيئا.

قال ابن منسوخ: سألنا الخاوي عن الناس الذين يمسحون كدحانهم للحوار من هم؟ فقال: هم أهل التحالف وبعض من أحزاب الموالاة الصغيرة.

 

قوله:

"والبعض من تعداله يقنطُ

ودائما يقول لا يُورِّطُ"

 

قنط من الشيء يقنط قنوط أي كصر منه الأظفار وغرّش أنه ليس خالقا، وقنّط بتشديد النون أي جعل غيره يقنط.

وقد أجمع أصحاب الخاوي على أن أهل التكتل هم المعنيون بهذا البيت، لأنهم قانطون من الحوار. واختلفوا في المقنوط منه هل هو الحوار أم فائدة الحوار.

قال ابن جركان: "حدثنا بياع كرتات في نقطة ساخنة عن ملاح يبيع التلفونات المستعملة عن بياعة امبيصام أنها سمعت عند واحد من كليانها أن أهل التكتل ليس أكبر عندهم الحوار من قدره وظاهر لهم أنه بلا فائدة. أ.هـ

 

قوله:

"لأنه شيء من الفيافي

على الجميع ليس ذا بخافٍ"

 أي أن هؤلاء ظاهر لهم أن كل أحد يعرف أن الحوار شيء من الفيافي وأن ذلك ليس خافيا على أحد.

قال أبو الحلابس: "سألنا الخاوي عن معنى هذا البيت فقال: هل تعرفون معنى البيت السابق؟ قلنا نعم. قال: هل تعرفون معنى البيت الذي قبله؟ قلنا نعم. قال: هل تعرفون معنى البيت الذي قبل ذلك؟ قلنا نعم. قال: الحالة التي عرفتم بها معنى البيت السابق والبيت الذي قبله والبيت الذي قبل ذلك، اعرفوا بها معنى هذا البيت".ا.هـ