تفاصيل مثيرة حول سر هجوم "بن زايد" على الشيخ القرضاوي

أحد, 07/10/2016 - 12:17

كشف عزام التميمي، المفكر الإسلامي المعروف، عن تفاصيل أسباب هجوم عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، على الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولماذا الهجوم في هذا الوقت بالتحديد.

وأكد التميمي- في مقال له بموقع "عربي 21" بعنوان "هجوم عبد الله بن زايد على الشيخ القرضاوي.. لماذا الآن؟"- أن هجوم "بن زايد" على الشيخ العلامة يوسف القرضاوي في هذا التوقيت، وثيق الصلة باستقبال واحتفاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بالشيخ القرضاوي، نهاية شهر رمضان هذا العام.

وأشار التميمي، إلى أن تغريدة "بن زايد" التي هاجم فيها الشيخ القرضاوي إنما جاءت بسبب احتفاء عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بالشيخ القرضاوي، الذي كان في الأواخر من رمضان يؤدي مناسك العمرة، مشيرا إلى أن هجومه على القرضاوي ربما كانت تعبيرا عن استيائه وأشقائه من استقبال الملك سلمان للشيخ القرضاوي، بما لذلك من دلالة على توجه محتمل لدى المملكة في عهد سلمان نحو إنهاء حالة القطيعة مع التيار الإسلامي الأكبر والأهم في العالم، تيار "الإسلام السياسي" المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بحسب قوله.

علاقة "بن زايد" بالقرضاوي

وقال التميمي، في مقاله: إن لـ "عبد الله بن زايد" قصة مع الشيخ يوسف القرضاوي بدأت بإعجاب شديد، نجم عنه التعلق بالشيخ ورغبة في الاستفادة من علمه والتبرك بفضله. فذهب عبد الله بن زايد يلح بشدة على الشيخ أن يخصص لــ"أبو ظبي" نصيبا من وقته وعلمه وفكره وتجربته".

وأشار "التميمي" إلى أن ذلك كان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم بعدها مباشرة تحولت المودة إلى عداوة شرسة وحقد لا حدود له، وكأن "أبو ظبي" وليس "نيويورك" هي التي تعرضت للعدوان، وكأنما الشيخ القرضاوي وليس أسامة بن لادن هو الذي أمر بشن الهجوم.

وأوضح أن الشيخ القرضاوي تحدث في مراجعاته مع التميمي، التي كانت تذاع على عدد من الفضائيات في رمضان، في أكثر من حلقة، عن استغرابه واستيائه من الانقلاب المفاجئ في الموقف الإماراتي منه، حينما منع من دخول أبو ظبي قبل ما يقرب من خمسة عشر عاما دونما سابق إنذار.

وتابع قائلا: "كان عبد الله بن زايد، وعلى مدى سنوات، يبدي للشيخ من الاحترام والمودة ما يجعلك تظنه تلميذا وفيا من تلاميذ الشيخ ومريدا متيما من مريديه، حتى إنه رتب له برنامجا أسبوعيا في تلفزيون أبو ظبي، على نسق برنامج الشريعة والحياة الذي كانت تبثه قناة الجزيرة، فكان الشيخ يسافر أسبوعيا إلى إمارة أبو ظبي ليكون ضيف ذلك البرنامج يوم السبت، ثم يعود إلى الدوحة ليكون ضيف الشريعة والحياة يوم الأحد. وكان الشيخ يَلقى من حكام الإمارات جميعا قبل مواطنيهم كل ترحاب واحترام وتكريم".

وأضاف "المثير في الأمر أن تودد عبد الله بن زايد للشيخ وتقربه هو وإخوانه منه وتكريمهم له، قد جاء بعد الفتوى التي أشار إليها عبد الله بن زايد في تغريدته الأخيرة بشأن حق الفلسطينيين في ممارسة النضال ضد الاحتلال الصهيوني بالوسائل كافة، بما في ذلك العمليات الاستشهادية إذا لم تتوفر لديهم غيرها من الوسائل".

وأشار التميمي إلى أن الشيخ يوسف القرضاوي بين في أكثر من مرة أنه يميز بوضوح بين استخدام هذه الوسيلة ضد محتل أجنبي غازٍ وبين استخدامها ضد الآمنين الأبرياء، بل قال إنه أباحها للفلسطينيين حينما لم تكن تتوفر لديهم سواها من وسائل ردع الاحتلال، فلما طور الفلسطينيون غيرها من أدوات نضال ناجعة، أفتى بعدم جوازها.

 

نص الحوار حول هذا الموضوع في الرابط التالي:

وتابع قائلا: "المهم في الأمر الآن أن عبد الله بن زايد خرج علينا قبل انقضاء شهر رمضان المبارك بتغريدة على حسابه في تويتر، يلمز فيها بالشيخ وينال من فضله وعلمه مدعيا على الشيخ كذبا وبهتانا، ومن الكذب والبهتان الواضح، الادعاء بأن الشيخ القرضاوي والشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- اختلفا في الموقف وتعارضا في الفتوى. ولقد ثبت بالدليل الصوتي أن الشيخ ابن باز كان قد أفتى تماما بمثل ما أفتى به الشيخ القرضاوي. أراد عبد الله بن زايد أن يحرض السلطات في السعودية على الشيخ القرضاوي، فانكشف مكره وارتدت سهامه في نحره".

وأشار إلى أن فتوى الشيخ ابن باز فيمن يضحي بنفسه في الجهاد مشهورة وموثقة، وتجدونها في الرابط التالي:

 

واختتم التميمي مقاله قائلا: "لذلك خلص بعض المتابعين إلى أن تغريدته إنما جاءت بسبب احتفاء عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بالشيخ القرضاوي، الذي كان في الأواخر من رمضان يؤدي مناسك العمرة، ويرى هؤلاء أن تغريدة عبد الله بن زايد ربما كانت تعبيرا عن استيائه هو وأشقائه من استقبال الملك سلمان للشيخ القرضاوي، بما لذلك من دلالة على توجه محتمل لدى المملكة في عهد سلمان نحو إنهاء حالة القطيعة مع التيار الإسلامي الأكبر والأهم في العالم، تيار "الإسلام السياسي" المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين".

وأكد أن ظهور الشيخ القرضاوي بهذه القوة بعد شهور طويلة من الغياب الإعلامي شبه التام، هي التي أثارت حفيظة حكام هذه الإمارة الخليجية، الذين رأوا في ثورات الشعوب العربية وفي حركة التغيير والإصلاح خطرا داهما على مصالحهم، وبالذات لما تبين لهم أن الشعوب العربية حينما تملك حريتها وإرادتها لن تقبل باستمرار سياسات الذل والخنوع، وهدر الأموال والمقدرات التي مارسها هؤلاء عقودا من الزمن دونما رقيب أو حسيب.

وكشف عن الشيخ القرضاوي أخبره في إحدى حلقات مراجعات، بأنه حينما رأى الضغوط التي تمارس على قطر من بعض الدول المجاورة– وأظنه قصد الإمارات– لإسكاته ومنعه من الظهور في الجزيرة، وحتى من الخطابة في مسجد عمر بن الخطاب، آثر أن يبادر بنفسه إلى الانسحاب من هذه المواقع حتى لا يحرج الكرام الذين أكرموه، ولا يسبب مكروها لمن أحسن إليه.

يوسف المصري