بعد اتهامه بالتأثر بالشيعة.. عائض القرني: أستغفر الله واعتذر عن انتقاد «معاوية» (فيديو)

جمعة, 07/15/2016 - 03:58

اعتذر الداعية السعودي، عائض القرني، عن تصريحات سابقة له، انتقد خلالها الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، مؤكدًا أنه يتبع مذهب أهل السنة والجماعة الذي يقوم على احترام جميع الصحابة وعدم الإساءة لأي منهم.

وقال القرني، في فيديو نشره عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، «إخوتي الكرام، أستغفر الله ثم أعتذر إليكم، أوردت قصة واهية في تاريخ ابن عساكر عن معاوية (رضي الله عنه)، وهي أن عمر (رضي الله عنه) قال لوالده أبي سفيان: تسرق أنت هنا ويسرق ابنك في الشام. وهذه عند ابن عساكر في التاريخ واهية وضعيفة».

أضاف: «أنا أستغفر الله وأجلّ معاوية وأترضى عليه، وهو كاتب من كُتّاب رسول (صلى الله عليه وسلم)، وعقيدتي، والله الشاهد، هي عقيدة أهل السنة والجماعة.. احترام الصحابة والترضّي عليهم والذبّ عنهم، بمن فيهم معاوية (رضي الله عنه وأرضاه)».

 

وكان «القرني» وصف معاوية بأنه «لص وباغ» في محاضرتين ألقاهما عامي 2011 و2012.

 

«القرني» ظهر بعد ذلك على قناة «روتانا» عام 2012، من خلال برنامج «في الصميم»، واعتذر عن وصفه «معاوية» بهذه الأوصاف.

 

وتعرض «القرني» لانتقادات بسبب ما قاله، ومن أبرزها ما ذكره عضو الإدارة العامة للدعوة والإرشاد في المسجد الحرام سابقًا، الشيخ عبد العزيز الموسى، الذي اعتبر أن «التطاول على أصحاب النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، من أعظم أمراض القلوب التي يُصاب بها أهل الأهواء، وكل المخالفين هم بين الإفراط والتفريط في جانب حبه وتعظيمه هو وأصحابه (رضي الله عنهم)».

وقال الموسى لـ«هافينغتون بوست»، «كل مسلم يدين لله بحقوق النبي (صلى الله عليه وسلم) ومنها حفظ حق أصحابه ومودتهم، وأن الشيخين (البخاري ومسلم) رويا عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه)»؛ مضيفًا: «لا شك ولا ريب أن معاوية بن أبي سفيان من أكابر الصحابة نسباً وقرباً من النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلمًا وحلمًا، فاجتمع له شرف الصحبة وشرف النسب، وشرف مصاهرته للنبي وشرف العلم والحلم والإمارة، ثم الخلافة، وبواحدة مما ذكرنا تتأكد المحبة لأجلها فكيف إذا اجتمعت؟».

واعتبر الموسى أن مَنْ ينتقصون مِنْ معاوية بن أبي سفيان متأثرون بأحد مصدرين: إما كتابات ما يُسمى أهل الصحوة، في إشارة إلى منظّري الحركة الإسلامية المعاصرين، وإما من كتابات الصفويين، في إشارة إلى الدولة الصفوية الشيعية التي حكمت إيران قبل نحو 500 عام ونسبت إليها مذابح أدت إلى إكراه الناس على تغيير مذهبهم قسرًا من التسنن إلى التشيع، كما ينسب إليها الإفراط في سبّ الصحابة المعارضين لعليّ أو لشخصيات من آل البيت.

وقال الموسى: «كُتب ورسائل المودودي وسيد قطب كانت مرجع الصحويين في الانتقاص من بعض الصحابة عمومًا، ومعاوية وأبيه خصوصًا، وبناءً عليه فإن كثيرًا من مراجع هؤلاء وتراثهم مليء بالزور والبهتان اللذين يصيبان شخص الصحابي الجليل معاوية.. حلم الإخوان المسلمين في إعادة الخلافة الإسلامية جعلهم يثأرون من كل ملك بلا حق ولا حجة، ومعلوم أن الخلافة الراشدة انتهت بتنازل الإمام الحسن بن علي -رضي الله عنهما- لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، كذلك اتهامه بأنه أول مَنْ وضع توريث الحكم في الدولة الإسلامية وذلك بأن عهد إلى ابنه يزيد بالأمر من بعده».

يُذكر أنه لا يوجد قانون في السعودية يتعلق بسبّ الصحابة أو حتى الإساءة للذات الإلهية، وغالبًا ما تخضع هذه القضايا للتقدير الشرعي بحسب رؤية القاضي المنوط بها.

معاوية بن أبي سفيان هو أحد الصحابة المحوريين في التاريخ الإسلامي، يثير خلافًا بين السنة والشيعة، حيث يهاجمه الشيعة لمعارضته ومحاربته الإمام علي بن أبي طالب، وتوجّه له انتقادات من بعض المفكرين والعلماء في المعسكر السني باعتباره أول مَنْ حوّل الحكم في الدولة الإسلامية إلى وراثة عائلية أو «ملكًا عضودًا» بالتعبير الوارد في أحد الأحاديث النبوية.

وعادة ما تخفت الأصوات التي تحمل آراء انتقادية أو تقييمية لأداء بعض الصحابة داخل المعسكر السني بفعل التوتر المذهبي المتزايد مع المعسكر الشيعي.

وعائض القرني هو بن عبد الله القرني، مولود في 1 يناير 1959، في قرية آل شريح بمحافظة بلقرن جنوب المملكة العربية السعودية، يصنف بأنه صاحب منهج وسطي لأهل السنة والجماعة، درس الابتدائية في مدرسة آل سليمان، ثم درس المتوسطة في المعهد العلمي بالرياض، ودرس الثانوية في المعهد العلمي بأبها، وتخرج من كلية أصول الدين بأبها، وحضر لشهادة الماجستير في رسالة بعنوان: (كتاب البدعة وأثرها في الدراية والرواية)، ثم حضر لشهادة الدكتوراه في (تحقيق المُفهِم على مختصر صحيح مسلم)، وكان إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بأبها.

«القرني» له أكثر من 800 خطبة صوتية و50 خطبة مرئية إسلامية في الدروس والمحاضرات والأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، وهو من أبرز رواد ما عرف بالصحوة في الثمانينات والتسعينات، وقدم العديد من البرامج الدعوية التلفزيونية على قنوات إقرأ، الرسالة، دبي وMBC.