من أيام ولد الطايع/ حبيب الله ولد أحمد

ثلاثاء, 08/09/2016 - 03:24

دعينا فى احدى الانتخابات التى تنافس فيها ولد الطايع مع خصوم سياسيين له من ابرزهم الرئيس احمد ولد داداه والرئيس مسعود ولد بلخير

استدعانا صديق لنا الى مخيم ضرب على رمال جنوب نواكشوط على طريق روصو تتبع جغرافيا لمشيخة قديمة وعريقة ومعروفة فى تلك المنطقة من ولاية اترارزة
كان المخيم متناسق الالوان يضج بالرجال والنساء والاطفال من مختلف قبائل واعراق تلك المنطقة
بسطت الموائد وما منا الاثقلت عيناه نعاسا وبطنه شبعا وعقله تبلدا لكثرة المشروبات المثلجة والفواكه والحلويات حتى لتظن الجميع فى سبات عميق رغم الضحك والضجة
كان من بيننا رئيس مكتب التصويت واعضاء المكتب ورجال الامن وشيوخ المنطقة ومنتخبوها وعلية القوم
بينما كان الطعام والشراب يرهقان الاجفان والابدان وبعض الأجهزة حتى تلك التى تصدر صوتا دون اكتشاف اي معدن حضر شيخ وقور وقف له الجميع وكأن على رؤوسهم الطير
جلس بمهابة وسط جمع حاشد فقال بعد الدعاء لكل من حضر بحسن الخاتمة وتيسير امور الدنيا والاخرة "إلي بصندوق الاقتراع" فأوتي به ومعه رئيس لجنة التصويت واعضاء المكتب ومشرفوه وممثلوا اللوائح ورجال الأمن وعلية القوم
قال الشيخ الوقور " حسبتم عدد المصوتين والبطاقات اللاغية" قالوا "أي نعم"
قال "هل ملأتم الصندوق" قالوا "أي نعم"
قال "هل وقعتم المحضر" قال رئيس المكتب" أي والله هو موقع من الصباح الباكر لاينقصه سوى عدد البطاقات والأرقام الشكلية التى لابد من أن يحويها"
قال الشيخ " أرونى المحضر وعدد البطاقات"
ناولوه المحضر وقالوا له "لدينا ألف صوت تزيد أوتنقص قليلا"
قال الشيخ لرئيس المكتب "خذ قلمك واكتب فى المحضر الف صوت لولد الطايع و100 صوت للمرابط احمد ولدداداه فهو والله رجل طيب عابد زاهد لكنه ليس الان فى الرئاسة و10 بطاقات محايدة و5 لاغية واعط لكل مرشح اخر بطاقة اواثنتين ولاتنس مسعود امنحه 70 صوتا فهو رجل طيب والحق ان المترشحين طيبون جميعا ولكن لايمكن لهم ان ينجحوا مع ولد الطايع ابدا"
استدعي ممثلوا المرشحين فوقعوا المحضر كيف لا وهم جميعا من تلامذة الشيخ ومريديه ثم وقعه اعضاء مكتب التصويت واغلق الصندوق وبصمت ايدينا بالحبر واننا لنسمع قرع نعال رجال الامن وهم يصعدون السيارة مع اعضاء المكتب لحمل الصندوق كما تحمل الجنازة الى حفرة من حفر النار
انتهى كل شيئ فتفرق الجمع بين باحث عن فضاء مغلق اومفتوح يزيل فيه بعض الهموم عن كاهله وعائد الى العاصمة ومنتظر لسيارة نقل جماعية اعدها الشيخ لذلك اليوم الموعود والتصويت المشهود فى زمن اصحاب الاخدود.

نقلا عن صفحة الكاتب