فن التذلل لاستخدام المتملقين/ أحمد ولد الشيخ

خميس, 08/11/2016 - 03:17


”إن المتملق”، يقول بول هنري ثيري، بارون هولباخ، “هو بدون شك، أغرب إنتاج أبدعه الجنس البشري. إنه حيوان برمائي تتواجد فيه كافة التناقضات المطردة مجتمعة”. ربما لا يوجد تعريف أكثر دقة ودلالة لمتملقي بلادنا من هذا الوصف الذي وضعه البارون الشهير. لقد صفقوا للمختار ولد داداه، وأطنبوا في إطراء الذين أطاحوا به ومجدوا ولد الطايع، وأيدوا الإطاحة به، وصوتوا لسيدي ولد الشيخ عبد الله، ليعرضوه فيما بعد للسخرية. “إنه رجل غريب إلى أبعد الحدود يصعب فهمه”، يضيف البارون.  “هيهات أن يعرفه الآخرون، ولا يكاد يعرف نفسه. ومع ذلك، وبعد التفكير مليا، يبدو أنه يمكن تصنيفه في فئة البشر، لكن مع اختلاف يتمثل في كون الناس العاديين يمتلكون روحا واحدة، بينما يبدو أن رجل البلاط يتمتع بعدة أرواح[…] . يجب على رجل البلاط أن يكون خاطئا دائما، ولا يسمح له أن يكون أكثر ذكاء من سيده أو ولي نعمته، وينبغي له أن يعرف أن الملك والحاكم لا يمكن أن يخطئا أبدا”.

هاهم، إذن حرابينا الوطنيون، يزحفون راكعين أمام جنرال 6 أغسطس.  صامتين بالتأكيد ولكن قدرتهم على الإضرار بالآخرين لم تنقص بمثقال ذرة.  وعلى الرغم من الإهانات التي يعرضهم لها بطلهم، فإنهم يصرون على الوقوف، ليغروه بفكرة أنه بعد ذهابه سيجتاح الطوفان البلاد. يؤيدون الحوار مع المعارضة بكل ما أوتوا من قوة، ولا يرون فيه سوى وسيلة لبقاء صنمهم في السلطة مزيدا من الوقت. وربما نراهم في غضون أشهر قليلة يضاعفون المبادرات التي تتوسل للقيام بالتعديلات الدستورية، في عقد لزجة للأفاعي الصافرة والمتحركة. يكفي أن يطلب منهم ذلك. “إن رجل البلاط الجيد”، يذكرنا البارون، “مستغرق في فكرة واجبه، إلى درجة انه يفتخر، في كثير من الأحيان، بالقيام بأشياء لا يريد الخادم النزيه المشاركة فيها أبدا”.  ولكنه صحيح أن الخدم يجب عليهم السير، أحيانا بأقدام العسكريين، بينما يحتاج المتملقون إلى الزحف فقط.