فوز "ترامب " ورحيل "أولاند" أبرز أحلام الرئيس الموريتانى وكبار معاونيه

خميس, 11/03/2016 - 01:06
مظاهرات 2015 كانت نقطة التحول فى العلاقة بين النظام الموريتانى والحكومة الفرنسية، كما كان مقتل السياح الفرنسيين 2008 نقطة المفاصلة بينها وبين سيدي ولد الشيخ عبد الله.

يتابع الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز وعدد من أركان حكمه البارزين ماستسفر عنه نتائج الانتخابات الأمريكية بقدر كبير من الاهتمام، وتختلف نظرتهم جذريا عن النظرة المتداولة لدى بعض حكام المنطقة، والشعوب العربية والإسلامية القلقة من فوز المرشح العنصرى "ترامب" بمنصب الرئيس.

ويعتقد الرئيس الموريتانى – وهو يستعد لإكمال ملامح جمهوريته الثالثة- أن فوز مرشحة الديمقراطيين "هلاري أكلينتون"  سيزيد من متابعب الحكومة الموريتانية الحالية، وسيمنح معارضيه فرصة دعم دولى بالغ الخطورة على البلد واستقراره ولحمته الاجتماعية كما يعتقد، بينما  سيتضرر من حماقات "ترامب" غير سكان الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى، وهو أمر قد يخفف من مشاكل المنطقة إلى غاية ترتيب أولوياتها فى المستقبل المنظور.

 

فمرشحة الديمقراطيين " شجاعة وعنيدة وحمقاء" وذات علاقة قوية بأحد أبرز رموز المعارضة الموريتانية فى الخارج، ولها علاقات وطيدة مع المملكة المغربية (العدو الأول للرئيس وحكمه)، وذات اهتمام متزايد بالمنطقة المغاربية منذ تورطها فى الأزمة الليبية وتحميلها مسؤولية الخلل الأمنى الذى عصف بالسفارة الليبية فى بنغازى، كما توصف بأنها الشخص الذى قاد الطرف الأمريكى المقتنع بضرورة إسقاط العقيد القذافى 2011، عكس وزير الدفاع الأمريكي المتردد ساعتها، والرئيس باراك أوباما غير المهتم بالقضايا الإستراتيجية فى العالم، بحكم عقدة النقص التى لاحقته وهو رئيس.

 

لكن ما يخفف من متابعة النخبة الحاكمة فى موريتانيا لمآلات الانتخابات بواشنطن ، هو الأمل المتجدد لديها بقرب رحيل أبرز مناهضى ولد عبد العزيز فى أوربا "أفرانسوا أولاند"، الذى باتت مواقفه من الحكومة الموريتانية محل قلق كبير، وتصرفاته فى الأشهر الأخيرة مثار جدل، بعد أن هدد نواكشوط مباشرة بدفع الثمن غاليا، ليلة حرق الأعلام الفرنسية فيها (18-01-2015) ، وهو الموقف الذى رد عليه ولد عبد العزيز بالخروج إلى المتظاهرين فى الشارع، والإدلاء بتصريحه الشهير أن موريتانيا "دولة إسلامية وليست علمانية"، بل إنه رفض المشاركة فى مسيرة البكاء على "شارل أبدو" قائلا إنه لن يشارك فى مسيرة ترفع فيها شعارات مناوئة للرسول عليه الصلاة والسلام.

 

وتتطلع نواكشوط إلى عودة الرئيس السابق "نيكولا ساركوزى" ، الذى يعتبر أحد المهتمين جدا بالتعاون مع دول الساحل، وأحد مهندسى إسقاط العقيد الليبى معمر القذافى، والمعنى بالدرجة الأولى بترتيب تحالف إقليمي لمواجهة آثار الخراب بليبيا بعد الانقلاب العسكرى الفاشل الذى نفذه اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدعم من الحكومة الفرنسية الحالية، والإمارات العربية المتحدة والسعودية لإجهاض ثورة الشعب.

زهرة شنقيط