عبد الباري عطوان/ الاتحاد الأوروبي يعترف رسميا: تنحي الأسد خيار “غير واقعي” ويبدأ الاستعداد لمعركة الاعمار..

اثنين, 12/05/2016 - 01:43

الاتحاد الأوروبي يعترف رسميا: تنحي الأسد خيار “غير واقعي” ويبدأ الاستعداد لمعركة الاعمار.. لماذا استجارت المعارضة السورية “بنار” الروس من “رمضاء” الامريكان وحلفائهم العرب؟ وهل احتفالات استعادة “حلب الشرقية” ستبدأ رأس السنة الحالية؟

 

 

 

 

قبل عام كانت المفاوضات بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة “المعتدلة”، بدعم من القوى الإقليمية والدولية العظمى، تتركز حول حل سياسي يتضمن مرحلة انتقالية بصلاحيات سياسية وامنية كاملة لمدة 18 شهرا، الآن تغيرت الصورة كليا بعد تقدم التحالف الروسي السوري الايراني في حلب، وخسارة المعارضة المسلحة اكثر من 60 بالمئة من المناطق التي تسيطر عليها شرق المدينة، وباتت المفاوضات تتركز حول كيفية تأمين انسحاب المسلحين والمدنيين الى ملاذات آمنة.

المعارضة السورية التي تتخذ من إسطنبول قاعدة لها، دفع بها اليأس بسبب خذلان حلفائها في تركيا والخليج وامريكا، الى الذهاب الى موسكو للاستنجاد بها للتوصل الى صيغة سياسية تنقذ ماء الوجه، وتسمح بهدنة تمكن المحاصرين في حلب الشرقية، او ما تبقى منها، للمغادرة، وهذا ما يفسر ذهاب السيد سامح شكري وزير الخارجية المصري الى نيويورك، ربما بإيعاز روسي، للتقدم بمشروع قرار يناقشه مجلس الامن الدولي غدا الاثنين يطالب بهدنة لمدة أسبوع قابلة للتمديد، تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة لأكثر من مئة الف مدني ما زالوا محاصرين فيها.

 

***

الاستراتيجية الروسية السورية تتبع سياسة “التقسيط المريح” في استعادة الاحياء الشرقية، أي القبول بهدن قصيرة، يتبعها هجمات كاسحة للجيش السوري على الأرض، فور انتهاء مدتها او قبلها، بغطاء جوي روسي كثيف، ويبدو ان هذه الاستراتيجية التي جرى تطبيقها في الشهرين الماضيين حققت نجاحا كبيرا، بدليل استعادة الجيش السوري لاكثر من 60 بالمئة من الاحياء الشرقية، ونزوح بين 30 – 50 الفا من السكان هربا بحياتهم، الى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية او تلك الواقعة تحت نفوذ الميليشيات الكردية.

وما يساعد على تسريع نجاح هذه الاستراتيجية حتى الآن الاشتباكات الدموية التي اندلعت في الأيام الأخيرة بين فصائل المعارضة المسلحة في شرق حلب، خاصة بين حركة “استقم” من الجيش الحر، وجماعة نور الدين زنكي المدعومة تركيا، والاقرب الى جبهة “فتح الشام” “النصرة” سابقا، وزاد الطين بلة إصابة عبد الرحمن نور قائد “جيش حلب”، الذي تشكل من عدة فصائل قبل أسبوع للدفاع عن مناطق المعارضة، إصابات بالغة وجاري البحث عن بديل له.

هذه الاشتباكات على مناطق النفوذ اصابت أهالي حلب الشرقية بحالة من الصدمة، ودفعتهم، ليس الى النزوح فقط الى الاحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري، وانما التظاهر غضبا ضد هذه الفصائل، والمطالبة بخروجها مثلما ذكرت وكالة انباء “رويترز″ العالمية.

واللافت ان هذا التقدم المتسارع للجيش السوري، وسقوط احياء حلب الشرقية بالجملة في ايدي قواته، احدث تطورا لافتا في اللهجة الدبلوماسية الروسية، فسيرغي لافروف الذي كان يطالب بمغادرة الجماعات “الجهادية” المتشددة فقط، بات الآن يتحدث عن مفاوضات مع الجانب الأمريكي على رحيل “جميع المسلحين” دون استثناء او عليهم مواجهة الموت.

السلطات السورية تتوقع الاحتفال برأس العام الميلادي الجديد باستعادة جميع احياء مدينة حلب، وبدأت الاستعدادات لترتيب إقامة مهرجان تشارك فيه فرق فرق غنائية ورقصات شعبية، مثلما أفادت مصادر لبنانية مقربة من سورية لـ”راي اليوم”.

***

السيدة فريدريكا مورغيني، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي التقت في ابو ظبي قبل أسبوعين ثلاثة من الشخصيات السورية المعارضة في الداخل والخارج، هم السادة حسن عبد العظيم، رئيس هيئة التنسيق، وانس العبدة، رئيس الائتلاف السوري، ويحيى قضماني، الرجل الثاني في هيئة معارضة الرياض، وابلغتهم رسميا ان اتحادها مستعد لتمويل خططا لإعادة الاعمار في كل المناطق السورية، وتحدثت عن وجود خطة بإقامة نظام محافظات غير مركزي يتيح اندماج المعارضة في القوات الأمنية مع الحفاظ على مؤسسات الدولة المركزية.

احد الشخصيات الأربعة قال في جلسة خاصة، اطلعت “راي اليوم” على تفاصيلها، ان السيدة مورغيني اكدت لهم بطريقة غير مباشرة ان الاتحاد الأوروبي لا يعتبر تنحي الرئيس الأسد يشكل هدفا واقعيا.

معركة حلب تقترب من فصلها الأخير، والحافلات جرى اعدادها لنقل المسلحين، او من يرغب منه، الى ادلب، والمدنيين الى الاحياء الغربية، ليبدأ الفصل الأول لحرب استعادة مدينة الباب التي تعتبرها القيادة السورية خطا احمر، ترفض ان تدخلها، ناهيك عن ان تستولي عليها، قوات “درع الفرات” التركية.

السيدة مورغيني لا تطلق الكلام جزافا، واذا ما قالت مورغيني فصدقوها لان عندها الخبر اليقين، والله اعلم.