سنة 2016 صعبة وعجفاء.. وضرباتها أربكت الأثرياء...

أحد, 01/29/2017 - 14:07

 

 شهد العام الماضي، هبوب رياح سموم لم تشتهها سفن أثرياء القارة السمراء؛ ولم يقتصر تأثير هذه الريح العاتية على الدول وحكوماتها مع أنها شهدت تدهور أسعار المواد الأولية وتعويم العملات، بل تجاوزت ذلك لأكبر أثرياء القارة الافريقية الذين شاهدوا ثرواتهم تذوب وتنهار أمام أعينهم. وصنفت مجلة «فوربس» الأمريكية، خمسة أثرياء افارقة، اعتبرتهم أكبر خاسري العام الماضي يتقدمهم الملياردير النيجيري أليكو دانغوت الذي هو أغنى رجل في افريقيا؛ فقد هبطت ثروة دانغوت من 17.2 مليار دولار يوم 31 كانون الأول/ديسمبر 2015 إلى 12.4 مليار دولار فقط، آخر السنة الماضية.

ويعود انهيار ثروة مالك مؤسسة «دانغوت غروب» لخفض البنك المركزي النيجيري للعملة الوطنية «نيرا».
أما الخاسر الثاني حسب هذا التصنيف، فهو فيمي أوتدولا وهو ثري نيجيري آخر وأحد بارونات النفط، فقد هبطت ثروته من 1.8 مليار دولار أواخر العام الماضي إلى 375 مليون دولار فقط بسبب انخفاض أسهم شركته «فورت ويل».
وكان الثري المصري يوسف منصور ثالث الخاسرين في السنة المنصرمة، حيث خسر 550 مليون دولار لتهبط ثروته لحدود 1.15 مليار دولار نهاية 2016.
والسبب في الخسارة التي اجتاحت ثروة يوسف منصور، هو تدهور الاقتصاد المصري وتعويم الجنيه.
وكان اكرستو فييز الثري الجنوب افريقي رابع الخاسرين، فقد هبطت ثروته من 6.2 مليار دولار إلى 5.7 مليار دولار أواخر العام الماضي، وذلك بسبب واحد هو التباطؤ الشديد الذي شهده اقتصاد جنوب افريقيا السنة المنصرمة.
وجاء أنسي ساويرس رجل الأعمال المصري، ليكون خامس المصابين بالخسارة المالية آخر العام الماضي، حيث انخفضت ثروته، التي بلغت 1.5 مليار دولار يوم 31 كانون الأول/ديسمبر 2015، إلى 1.03 مليار دولار سنة واحدة بعد ذلك.
والقارة الافريقية أفقر قارات العالم وفيها 41 مليارديرا يملكون ثروة إجمالية قدرها 98 مليار دولار وذلك حسب تقرير 2015-2016 الذي نشره مكتب «ولث أكس» السنغافوري الاستقصائي.
وحسب هذا التقرير، فقد زاد عدد أثرياء افريقيا بنسبة 2.5 في المئة عما كان عليه سنة 2014، إلا أن ثرواتهم مجتمعة انهارت بنسبة 14 في المئة (أي ما يعادل 114 مليار دولار خلال عام 2014).
ومن المعلومات المستقاة من تقرير «ولث أكس» أن أثرياء العالم أصبحوا مع استهلال عام 2017 أكثر غنى وأكثر عددا رغم الأزمة الاقتصادية العالمية حيث أنهم يملكون اليوم ثروة متراكمة تبلغ 7683 مليار دولار.
وخلال السنة الماضية، زادوا بنسبة 6.4 في المئة مقارنة مع سنة 2014 كما ازدادت ثرواتهم المتراكمة بنسبة 5.4 في المئة، حسب التقرير.
وتظل أوروبا القارة التي يتجمع فيها أكبر أثرياء العالم، حيث تضم 806 أثرياء، يملكون ما مجموعه 2330 مليار دولار.
وأحصي على مستوى أمريكا الشمالية 628 مليارديرا يملكون 2561 مليار دولار مقابل 645 مليارديرا في آسيا يملكون ثروة مجموعها 1686 مليار دولار.
وحسب تقرير «ولث أكس» فإن 56 في المئة من أثرياء العالم حصلوا على ثرواتهم بجهدهم الشخصي انطلاقا من شيء قليل أو من لا شيء، بينما حصل 13 في المئة من الأثرياء على ثرواتهم عبر الاستفادة من تركات ذويهم، وحصل 31 في المئة على الثروة معتمدين على تنمية أموال حصلوا عليها بطرق أخرى.
وحسب مجلة «فوربس» الأمريكية، فإن عدد أثرياء العالم قد انخفض قليلا السنة الجارية مقارنة بعددهم عام 2009 كما أن ثرواتهم تناقصت هي الأخرى.
ويوجد في العالم اليوم 1810 مليارديرات وهو عدد يقل عن عددهم قبل عام بـ 16 شخصا، وبلغت ثروة هؤلاء مجتمعة، 6480 مليار دولار وهو ما يقل عن عام 2015 بـ570 مليار دولار. وأرجعت مجلة «فوربس» انخفاض عدد الأثرياء وثرواتهم لعدم استقرار الأسواق المالية ولانخفاض أسعار النفط ولقوة الدولار.
ولم يحتفظ بمكانته في سلم الثراء سوى اثنين من العشرين الأوائل أحدهما بيل غيتس المؤسس الشريك لمايكروسوفت الذي احتفظ السنة الماضية، بلقب أثرى رجل في العالم للسنة الثالثة بامتلاكه ثروة قدرها 75 مليار دولار، وقد نقصت ثروته بنسبة 4.2 في المئة العام الماضي مقارنة مع العام الذي سبقه.
أما مارك زوغربرغ مالك فيسبوك فقد ازدادت ثروته بين جميع أثرياء العالم بنسبة 11.2 مليار دولار لتصل إلى 44.6 مليار دولار، وتمكن مارك البالغ من العمر 31 سنة من الصعود في سلم الثراء من المرتبة 16 إلى المرتبة السادسة، العام الماضي.

عبد الله مولود.. القدس العربي