موريتانيا: احتجاجات على تعيين مترجم سابق للإنجيل مديرا لمحو الأمية

سبت, 02/11/2017 - 00:53

مدونون اعتبروا تعيينه فضيحة مثيرة للشك والريبة

 

 

 أثار قرار اتخذه أمس مجلس الوزراء الموريتاني يتعلق بتعيين البان ولد السالم، وهو مترجم سابق للإنجيل إلى اللهجة الحسانية المحلية، مديرا لمحو الأمية وتعليم الكبار، سخط عدد كبير من نشطاء التدوين الموريتانيين الذين تخلوا عن قضايا كانوا يهتمون بها ليركزوا إدراجاتهم على انتقاد هذه التسمية.
واعتبر مدونون تناولوا هذا الموضوع وعلقوا عليه «أن تعيين موظف تثار حوله شبهة التعامل مع بعض المنظمات التنصيرية الغربية، يعتبر «سقطة» يجب تصحيحها، وأن تسليم الوزارة ملف «محو الأمية» للرجل المذكور يشكل صدمة «للشيطان» الذي لم يتوقع أن تصل الأمور في موريتانيا إلى هذا الحد !».
وأعاد المدونون نشر روابط لتحقيقات صحافية سابقة أظهرت أن «البان تولى ترجمة الإنجيل من العربية إلى اللهجة الحسانية التي يتحدثها أغلب السكان في موريتانيا والصحراء وشمال مالي»، مبرزة أنه «بقي محميا من طرف نافذين في قطاع الأمن الموريتاني، مما جعله ينجو من المساءلة والاعتقال رغم وقوع أكثر من شبكة متعاونة مع المنصرين في قبضة الأمن الموريتاني».
وأكد الإعلامي الموريتاني سيد أحمد محمد باب منتقدا تعيين ولد سالم في هذا المنصب «أن محو الأمية هو بوابة التعامل الرسمي مع مجتمع يطبعه الجهل والتخلف، ورجاله يحتاجون للخوف من الله واستشعار عظم المسؤولية الأخلاقية».
وقال «تعيين هذا الشخص مطعون فيه على رأس القطاع وهو أمر يثير الريبة والشك». وانتقدت المدونة النشطة خديجة سيدينا تعيين ولد سالم مديرا لمحو الأمية وتساءلت في تدوينة حول الموضوع «ما معنى أن يترجم شخص الإنجيل من العربية إلى اللهجة الحسّانية مرارا، أكيد..أن ذلك ليس لأجل اطّلاع شخصي، بل لنشره للعامّة، وهل يجوز لمسلم أن يسّهل بالترجمة إلى لهجة عامّية، الاطلاع على نص الإنجيل لغرض التوزيع والنشر في بيئته المسلمة ؟ ولو بمقابل !، أليست مساهمة حيّة في التنصير ؟».
وانضم بابا سيداتي لقافلة الساخطين على هذا التعيين قائلا «يجب على الحكومة التحقيق في قضية اتهام أحد الموظفين السامين في وزارة الشؤون الإسلامية بترجمة الإنجيل للهجة الحسانية لصالح المنظمات التبشيرية الغربية».
«لا يمكن، يضيف المدون، أن نقبل وجود منصر برتبة مدير في وزارة الشؤون الإسلامية عندنا؛ رجاء حققوا بسرعة وانشروا نتائج التحقيق، وعاقبوا الموظف المذكور عقابا إداريا و قدموه للمحاكمة، إذا ثبت أنه كان فعلا وراء ترجمة الإنجيل لتغيير عقائد شبابنا».
أما محمد الأمين سيدي مولود أنشط مدوني موريتانيا فقد كتب «لكن الذي يثير التساؤل فعلا هو ترجمة هذه الكتب لأهداف تنصيرية أو تهويدية وهو ما تمثله الترجمة إلى اللهجات المحلية … فالغرض هنا ليس معرفيا لأن التوراة والإنجيل موجودان بجميع اللغات الحية ويملكان مؤسسات لترجمتهما إلى تلك اللغات غير أن اللغات ليست هي اللهجات .. وهو ما يضع شارة استفهام أمام ترجمة الإنجيل إلى الحسانية رغم توفره بالعربية .. هل الغرض هو إتاحته للفئات غير المتعلمة وتلك التي ما زالت ضحية الأمية والفقر؟». وكتب المدون محمد عالي ولد فتى عن فضائح التعيين أو فضائح المترجمين متحدثا عن كتاب لورانس نوتي عالم نظريات الترجمة الأمريكي المسمى « The Scandals of Translation» أو « فضائح المترجمين»، مؤكدا أن المؤلف تحدث في كتابه عن الكثير من الطرائف والمشاكل التي تعترض طريق المترجم وأورد فيه الكثير من القصص المضحكة في أسلوب علمي ونقدي بارع يجمع بين الإفادة والطرافة».
وأضاف «تذكرت هذا الكتاب وأنا أقرأ فضيحة، عفوا، خبر تعيين مترجم الإنجيل المحرف «للمنفرين» المسيحيين في وزارة ما يفترض أنه الشؤون الإسلامية والتبشير بالإسلام، فالإنجيل المحرف الذي ترجمه هذا المدير يدعي «بنوة» عيسى لله عز وجل وينفي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث حذف من الأناجيل كل ما يشير من قريب أو بعيد إلى بشارة عيسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وادعوا فيه أن عيسى ابن الله، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا».
وزاد «اقترح على فخامة السيد الرئيس تغيير اسم الوزارة إلى الشؤون الدينية بدل الشؤون الإسلامية، لتشمل الأديان الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية وسأبحث عن مدير جديد يتم تعيينه بشرط أن يكون قد سبق له ترجمة التوراة إلى الحسانية».
وكتب المدون أحمد محمد الحسن معلقا على القضية «هذه بحق أم الفضائح، رئيس العمل الإسلامي يعين منصرا مسؤولا عن الشؤون الدينية !!! «.
ونشر عبد الرحمن اجاه نماذج من ترجمة البان للإنجيل وعلق عليها كاتبا «هذه ترجمة المنصر البان ولد سالم بخطه تبت يداه !».
هذا وذكر موقع «زهرة شنقيط» الإخباري «أن بعض المدونين تعامل مع القرار بقدر كبير من السخرية باعتباره يكشف مستوى الترهل الذي آلت إليه التعيينات في عهد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز».

نواكشوط ـ القدس العربي: