لماذا حاولت المعارضة إفشال المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية؟

أحد, 03/29/2015 - 14:22

لم تكن جملة التصرفات الغريبة التي طبعت بداية المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز قبل ثلاثة أيام لتمر مر الكرام على الذين يفهمون تحركات السياسيين ويحسون برقة الخيط الفاصل بين الإعلامي والسياسي في هذا المنكب القصي الذي لا يراد له أن يقف على قدمين إلا وانثنت إحداهما وسقط البلد في متاهة جديدة، فهل كانت ثمة نية مبيتة لإفساد المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية وإذا كان الجواب نعم ـ وذلك الغالب ـ فلماذا مثل هذه النية؟.

لقد أظهرت تصرفات بعض الإعلاميين الذين حضروا اللقاء رغبة عميقة تسندها بالطبع رغبة قواعدهم الحزبية في المعارضة في إفساد المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية خصوصا وأنه لا داعي البتة لما اقدموا عليه كما انه لا داعي لإظهار "عدم احترام" رئيس الجمهورية وهو الشخص الذي يفرض القانون احترامه باعتباره الممثل الأول للبلاد وباعتبار احترامه ـ في أعرق الجمهوريات الديقمراطية ـ جزءا لا يتجزأ من احترام الجمهورية.

كانت ردة الفعل في البداية غير مبررة، وكان الحديث دون الإذن غير مبررا خصوصا وأن رئيس الجمهورية احترم إدارة المسؤول الأول عن المؤتمر الصحفي الزميل سيدي ولد النمين فلم يقاطعه وكان هو الذي يمنح الحق في الكلام لجميع الحاضرين بمافيهم رئيس الجمهورية ، لذلك لا يماري أحد في أن حديث صحفي للتذكير بقاعدة "اتفق عليها آنفا" دون إذن مسبق من مدير الحوار محاولة لشحن الجو منذ البداية عازفا بذلك على أوتار كثيرة لعل أقلها وضوحا هو التعب الفيزيلوجي لرئيس الجمهورية نتيجة سفر قاصد طيلة أيام عديدة لكن المحاولة في النهاية باءت بالفشل.

سعي المعارضة لمثل هذا الموضوع تصرف صبياني لا داعي له فلا مؤتمر الرئيس جاء ليضرب هدفا من أهداف المعارضة ولا الرئيس في مؤتمره حاول أن يأتي بجديد يضرب "أحلام" المعارضة في صميمها فكل الذي ظهر للعيان أن ولد عبد العزيز جاء ليجيب عن بعض التساؤلات التي أرق الرأي العام موقف الرئيس منها فجاء ليعلن هذه المواقف ولعل أبرز ما أعلنه مما ـ نظن انه يضادف ألف هوى في نفوس المعارضين ـ عدم رغبته في مأمورية ثالثة وعدم سعيه لتغيير الدستور وغعلان عدم تبني الفكرة فهل حاولت المعارضة ما حاولت خوفا منها من إعلان الرئيس عن "موضوع" يضرب المعارضة في جوهر فكرها؟.

عموما مر المؤتمر الصحفي ولم يوفق سعي المعارضة ..وهكذا قاعدة الأيام في أن "المعارضين" يسيرون عكس التيار والقافلة تسير....

 

محمد ولد محمد الهادي 

medhadi1980@yahoo.fr