“أحدهم في المنفى وآخر في العزل والثالث ما زال بالسلطة”.. الربيع العربي ومصائر خمسة رؤساء

أربعاء, 12/06/2017 - 11:42

“أحدهم في المنفى، وآخر في السجن في حبس منزلي افتراضي، وثالث ما زال في السلطة في بلد دمرته الحرب، واثنان قتلا بشكل قاس”, بهذه العبارات استهل الكاتب “ريك غولدستون” مقالا له بصحيفة “نيويورك تايمز” تناول فيه الربيع العربي ورؤساء دول طالها هذا الربيع إثر مقتل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله  أمس.

 

وصف غولدستون رحيل صالح بأنه يمثل لحظة مفصلية في بلد حصدته الحرب الأهلية ومزقه صراع طائفي بالوكالة بين  وإيران، ووصف  بأنه دولة تجري فيها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، كما أنه يذكر بالآمال المجهضة في المنطقة.

 

بائع الخُضر

ويستمر قائلا إنه وقبل سبع سنوات أشعل بائع خضراوات متجول في  النار بنفسه ليموت بالمستشفى ويشعل ما أصبح يسمى بالربيع العربي الذي بدأ في 2011.

 

ويلقي الكاتب نظرة خاطفة على المصير الذي حل بكل واحد من الرؤساء الخمسة في مصر، وليبيا، وسوريا، وتونس واليمن، مشيرا إلى أن الربيع العربي أفضى في واحدة فقط من هذه الدول، وهي تونس، إلى “ما يشبه ديمقراطية تعددية”.

 

الرئيس المصري السابق  (عاما 89) أطيح به في فبراير/شباط 2011 بعد 30 سنة في الحكم، وقد كان يمثل الرئيس العربي القوي الراسخ في السلطة، ولذلك كانت الإطاحة به تشير إلى تغيير سياسي كبير. وتعرض مبارك للسجن والمحاكمة بتهم شملت التآمر لقتل متظاهرين والفساد الواسع. وكانت جلسات محاكمته تتخللها صوره اللافتة للانتباه وهو داخل قفص الاتهام.

 

القمع عهد السيسي

لكن الغضب الشعبي على مبارك تلاشى بسبب مرور مصر بالمزيد من الهزات السياسية، إذ تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا  ليحل محله الفريق عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع في عهد مرسي. وقاد السيسي حملة قمع شرسة ضد المعارضين. وفي مارس/آذار الماضي أفرجت حكومة السيسي بهدوء عن مبارك من السجن، رغم أنه ظل تحت التحقيق في قضايا فساد ولا يمكنه مغادرة مصر. ويعيش الآن في قصر يخضع لحراسة مشددة بالقاهرة.

 

الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي الغريب الأطوار والعنيف، والذي يعتبر نفسه ملك أفريقيا ويرتدي زي البدو وحكم ليبيا لأكثر من 40 سنة تمت الإطاحة به في أغسطس/آب 2011 بعد ثورة شعبية دعمتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقتل القذافي على يد ثوار أخرجوه من مسقط رأسه، مدينة سرت، وعرضوا جثمانه بصندوق لحفظ اللحوم بمدينة مصراتة.

 

ومنذ ذلك الوقت انحدرت ليبيا إلى وضع من الغليان السياسي والعسكري، وإلى شبه فوضى، وأصبحت ملاذا لمهربي البشر الذين يستغلون اللاجئين والمهاجرين الباحثين عن رحلة بالقوارب للوصول إلى أوروبا.

 

البذخ والعوز

الرئيس التونسي زين العابدين بن على (81 عاما) هو أول ديكتاتور عربي تسقط سلطته، كان يتمتع بحياة باذخة على مرأى الجميع تقابلها معاناة على مكابدة مصاعب الحياة من قبل سواد التونسيين اليائسين الذين أصبح بائع الخضر محمد البوعزيزي الذي حرق نفسه، رمزا لهم.

 

أما الراحل علي عبد الله صالح فيعتبر أكثر الديكتاتوريين العرب دهاء ومكرا، فقد عُزل من السلطة أوائل 2012 بعد ثلاثة عقود في قيادة اليمن، أفقر دول الشرق الأوسط. وظل الراحل شخصية سياسية نافذة حتى بعد عزله من الرئاسة، وتحالف لاحقا مع المتمردين  الذين ظلوا يحاربون تحالفا تقوده السعودية طوال ثلاث سنوات.

 

وقُتل صالح أمس عن عمر يناهز (75 عاما) عقب انفجار معارك بالعاصمة اليمنية  بعد أن تردد أنه بدل تحالفه مع الحوثيين الذين تدعمهم إيران.

 

إرباك التنبؤات

أربك الرئيس السوري  (52 عاما) التنبؤات الغربية التي كانت تشير إلى أنه التالي في سلسة سقوط الديكتاتوريين العرب، وقد نجا من ثورة 2011 التي تحولت إلى حرب أهلية دمرت  وتسببت في نشوء واحدة من أكبر أزمات اللجوء في تاريخ العالم.

 

ونجحت قوات الأسد بدعم من روسيا وإيران في استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي ظلت جماعات معارضة عديدة تسيطر عليها، لكن غالبية البلاد أصبحت حطاما، وتتجاوز تكلفة إعادة بنائها حسب تقديرات الأمم المتحدة 250 مليار دولار. كما أن المفاوضات لإنهاء الحرب ظلت ضعيفة مع عدم وضوح الدور الذي سيلعبه الأسد في المستقبل.

وطن